في أكتوبر من هذا العام، ستطلق ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) واحدة من أكثر المركبات الفضائية تطوراً على الإطلاق وجهتها؟ أوروبا، وتعد رابع أكبر قمر لكوكب المشتري، وفقا لتقرير سبيس .
وقال التقرير، إن مهمة أوروبا كليبر، التي تهدف إلى الوصول إلى أوروبا بحلول عام 2030، مليئة بعدد من الأدوات التي يمكن أن تساعد العلماء على فهم جيولوجيا القمر المعقدة وتكوينه .
وفي النهاية، يريد الباحثون استخدام هذه الأدوات للحصول على فكرة أفضل عن قابلية أوروبا للسكن ، بمعنى آخر، يريدون معرفة ما إذا كان هذا القمر يتمتع بظروف مناسبة لوجود الحياة .
وقال ستيف فانس، عالم الأحياء الفلكية من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، في مؤتمر علوم الأحياء الفلكية 2024: " قد يهيئ قمر المشتري يوروبا الظروف الملائمة للحياة في محيطه العالمي".
ومؤخرًا، تحدث عدد من العلماء المشاركين في جوانب مختلفة من المهمة في مؤتمر علوم الأحياء الفلكية 2024، وهو مؤتمر يجمع أعضاء مجتمع علم الأحياء الفلكي معًا للتعاون وتبادل المعرفة، وقد شرحوا بتفاصيل رائعة كيف ستصل المركبة الفضائية إلى وجهتها، وما قد تكشفه المهمة عن بيئة يوروبا ، ولماذا قد تقدم أدوات المستكشف أدلة محيرة لوجود الحياة.
وقال فانس خلال المؤتمر: "إن يوروبا كليبر هي أول مهمة مصممة للتحقيق في قابلية العيش في عالم المحيطات"، لذا، دعونا نتعرف على الوعد بوجود هذا العالم الجليدي الذي يقع (في المتوسط) على بعد 444 مليون ميل منا.
وبدأ الأمر كله مع إطلاق مهمة جاليليو في عام 1989، والتي تضمنت مركبة فضائية تدور حول كوكب المشتري لمدة ثماني سنوات.
وبفضل تحليق جاليليو بالقرب من أقمار جوفيان الرئيسية آيو، وأوروبا، وكاليستو، وجانيميد أصبح العلماء يدركون أن أوروبا من المحتمل أن تحتوي على محيط سائل تحت سطحه الخارجي الجليدي و كان هذا اكتشافًا مثيرًا للغاية، لأن العلماء في ذلك الوقت لم يكونوا على علم بوجود الماء السائل في أي مكان في نظامنا الشمسي غير الأرض.
وقد وسع هذا الاكتشاف فهمنا لنطاق الصالحية للسكن في نظامنا الشمسي، حيث أثبت أن الماء السائل يمكن أن يتواجد خارج حدود ما يسمى " منطقة المعتدل " وهي المنطقة المحيطة بالنجم حيث يمكن أن يوجد الماء السائل، و منذ ذلك الحين، كان علماء الكواكب متلهفين للعودة إلى أوروبا.
وأوضح فانس في المؤتمر: "سنحاول توصيف المحيط باستخدام المجالات المغناطيسية".
وقال فانس: "جاليليو، مركبة فضائية سابقة، حلقت بالقرب من أوروبا أربع مرات، وكانت قريبة بما يكفي للحصول على استجابة مغناطيسية"، وهذا يشبه مرور يوروبا عبر جهاز الكشف عن المعادن في المطار، باستثناء أن المشتري هو كاشف المعادن الذي يخلق هذا المجال الذي استجاب له أوروبا.
وقد صمم العلماء مهمة أوروبا كليبر لإجراء رحلات جوية متعددة حول أوروبا من أجل أخذ عينات من جوانب مختلفة من الاستجابة المغناطيسية للقمر.
من ناحية، سيحاول الباحثون معرفة قوة الاستجابة، ومن ناحية أخرى، سيحاولون قياس توقيت الاستجابة بالنسبة للمجال المغناطيسي لكوكب المشتري، وقال فانس: "من خلال هذا، نأمل أن نتمكن من معرفة ملوحة المحيط".