مع بداية فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة يعانى الحيوانات كما الإنسان من هذا الفصل الساخن، ويتطلب ذلك تقديم مزيدا من الرعاية لدعمهم وتجنب إصابتهم بالإجهاد الحرارى، من خلال توفير وسائل تبريد للطقس المحيط بهم، ومنحهم وسائل مساعدة لتحفيز مناعتهم مثل الفيتامينات، ويُقدم عددا من الأطباء البيطريين من خلال هذا التقرير عددا من النصائح الخاصة بالحفاظ على المواشى والطيور وحتى الحيوانات الأليفة من الطقس الحار.
وقال الدكتور هيثم جنيدى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، أمين الصندوق المساعد السابق، إن الاحتباس الحرارى والحشرات أخطر ما قد تواجهه الحيوانات خلال فصل الصيف، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، حيث يؤديان إلى تقليص المناعة فى الجسم ومن ثم ظهور العديد من الأمراض خاصة تلك التى تنتقل عن طريق الحشرات "القراض، البق، الناموس"، والتى على رأسها طفيليات الدم، الثيلريا والبابيزيا، حمى الثلاث أيام، الجلد العقدى، والجدرى، وغيرهم، مؤكدا أن الاحتباس الحرارى حال إهمال علاجة يؤدى إلى حدوث حالات نفوق بين القطعان، نظرا لصعوبة تحمل الكثير من الفصائل لدرجات الحرارة المرتفعة.
وأوضح جنيدى، لـ"اليوم السابع"، أنه لتجنب حدوث الإصابة بالإجهاد الحرارى بالمواشى فى المزارع، والدواجن، والحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط، يمكن ذلك من خلال تغيير المياه أمام المواشى أو الطيور كل ساعتين، إلا فى حال وجود أدوية بها، فى هذه الحالة يمكن وضع مكعبات من الثلج فى المياه لتحافظ على درجة حرارتها، مشيرا إلى أن شرب الحيوان أو الطائر للمياه الساخنة يؤثر على أمعائهم وترفع درجة حرارتهم، وبالتالى يصابوا بالاحتباس الحرارى، مضيفا: كما يمكن وضع بعض الأدوية مثل: فيتامين سى، أو مضادات الإجهاد الحرارى بشكل عام، لتقليل الشعور بالإجهاد، فضلا عن التهوية الجيدة للعنابر بشكل يسمح لتيارات الهواء بالدخول لتجديد الهواء، أو وضع شفاطات لتقليل الحرارة المرتفعة.
وأكد ضرورة الاهتمام بالنظافة الدائمة لأماكن التربية، ومراعاة المتابعة مع طبيب بيطرى لتلافى حدوث أى مضاعفات حال حدوث إصابة، موضحا أن درجات الحرارة التى تناسب الحيوانات تختلف من فصيلة لأخرى، فالكلاب والقطط مثلا: 37 أو 83.5 درجة، والمواشى 38 درجة، الكلاب الصغيرة فى السن يمكن أن تتحمل درجات حرارة حتى 39 درجة، وفى الدواجن أول الدورة تبدأ بـ33 درجة، وتستمر فى الانخفاض حتى تصل إلى 25 درجة مئوية للدواجن فى عمر 30 يوما، لافتا إلى ارتفاع درجات الحرارة لـ40 تؤدى إلى حدوث حالات نفوق بين القطعان، وبعض الحالات يمكن التعامل معها من خلال منحها خوافض للحرارة.
فيما قال الدكتور محمد عفيفى سيف، الأمين العام السابق لنقابة الأطباء البيطريين، مدير المعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجنى بجمصة التابع لمعهد بحوث الصحة الحيوانية، إن نظام تربية الدواجن فى مصر يعتمد على الأماكن المفتوحة، وهو نظام يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالارتفاع الكبير فى درجات الحرارة، وذلك بعكس المزارع المغلقة التى لا تتأثر بتغيرات الجو الخارجية، على عكس العنبر المغلق حيث تعتبر عنابر مُكيفة، حيث تشترط وجود نظام تحكم بالحرارة والرطوبة، ومزود بشفاطات ومراوح بالإضافة لخلايا تبريد على طول الجدران بديلة عن الشبابيك فى النظم الأخرى.
وأضاف سيف، لـ"اليوم السابع" أنه مع التغييرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة التى نشهدها يجب أن نضع فى الاعتبار عددا من النصائح الواجب اتخاذها لحماية قطعان الدواجن من تأثيرات الإجهاد الحرارى، ومنها: رفع الأعلاف من أمام الدواجن طوال فترة النهار من الساعة التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، مع رش جدران وأسطح عنابر الدواجن من الخارج فى الصباح والحفاظ على تبريد مياه الشرب، بالإضافة إلى الاهتمام بوضع مضادات الإجهاد الحرارى وفيتامين C فى الماء مع الاهتمام بأدوية غسيل الكلى والكبد، مع مراعاة التهوية الجيدة والتبريد داخل العنابر خلال فترات النهار، التى تشهد ارتفاعا كبيرا فى درجات الحرارة مع تقليل سُمك أو عمق فرشة العنابر خلال الصيف.
وأوضح الأمين العام السابق لنقابة الأطباء البيطريين، ضرورة تجنب إجهاد الطيور بالعلاج واللقاحات وتأجيل ذلك لفترات من اليوم لا تعانى فيها الدواجن من الإجهاد الحرارى، كما يُفضل تركيب خلايا تبريد على جانبى العنبر خلال فترات الصيف بما يمنح القطيع القدرة على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدا أن الإجراء الأبرز والأهم للحفاظ على القطعان هو متابعة المربين للطبيب البيطرى واتباع وتطبيق إرشاداته كما هى، والتوقف عن بناء مزارع بشكل عشوائى لتطوير الصناعة وعدم تعرض المربين لخسائر.
