قبل الانتخابات الأوروبية.. أزمة الغذاء والأسعار تشعل احتجاجات المزارعين فى القارة العجوز.. الجرارات تعود لإغلاق الطرق بإسبانيا وفرنسا مجددا.. ومتظاهرون يحتجون بالنعال فى النمسا.. واليمين المتطرف يستغل الأزمة

الثلاثاء، 04 يونيو 2024 01:00 ص
قبل الانتخابات الأوروبية.. أزمة الغذاء والأسعار تشعل احتجاجات المزارعين فى القارة العجوز.. الجرارات تعود لإغلاق الطرق بإسبانيا وفرنسا مجددا.. ومتظاهرون يحتجون بالنعال فى النمسا.. واليمين المتطرف يستغل الأزمة اضراب المزارعين فى اوروبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعتبر سياسة الأمن الغذائى والأسعار من أكبر التحديات التى تمر بها أوروبا قبل انتخابات البرلمان الأوروبى المقررة فى الفترة بين 6-9 يونيو، ولذلك فقد شهدت الدول الأوروبية احتجاجات واسعة شنها المزارعون الأوروبيون من جديد.


ويثير ملف الأمن الغذائي مخاوف جدية لدى الناخبين الذين يتوجهون لاختيار ممثليهم في برلمان ستراسبورج يومي 8 و9 يونيو الجاري.


وتواجه الطرق الأوروبية، مرة أخرى حالة من الإغلاق بسبب إضراب المزارعين الذى شنه من إسبانيا وفرنسا إلى النمسا والمانيا، فى  احتجاجات جديدة، والتى ستستمر حتى نهاية الأسبوع بالتزامن مع الاستعدادات للانتخابات الأوروبية.


وطالب المزارعون الذين اجتاحوا الساحات ومحيطات البرلمانات الأوروبية بجراراتهم في فبراير الماضي بإعادة النظر في عدد من اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمها أو يخطط الاتحاد الأوروبي لإبرامها مع أطراف أخرى، حيث رأى المزارعون المحتجون أن تلك الاتفاقيات تضر بالمنتجات الزراعية الأوروبية، بسبب أسعارها الرخيصة وجودتها المتوسطة أو المتدنية، ما يؤدي إلى الحد من الإقبال على منتجاتهم.


وأشارت صحيفة الباييس الإسبانية إلى أن تلك الحركة الاحتجاجية من أجل تحسين ظروفهم المعيشية وزيادة الرواتب وجاء المزراعون على الرغم من هطول الأمطار، وشارك المزراعون من مختلف المجالات كالعاملين في مزارع الأبقار ومنتجات الحليب واللحوم وخصوصا الخنازير وأولئك العاملين بدوام جزئي.
وحذرت الإدارة العامة للمرور (DGT) من الانقطاعات المحتملة وأوصت السائقين بالاطلاع على حالة حركة المرور قبل بدء رحلاتهم،  ومن المنتظر أن تستمر هذه الاحتجاجات 24 ساعة وتؤثر على الحركة الطرقية وخاصة نقل البضائع، ويطالب المزارعون الفرنسيون والإسبان بمعاملة أفضل للحقول الأوروبية، والسيطرة على المنافسة من دول ثالثة، وتخفيض الضرائب على الوقود الزراعى.


وسيتركز المزارعون في النقاط الحدودية المختلفة بين كتالونيا وفرنسا، مثل إيرون، وكانفرانك، وسالنت دي جاليجو، وبوسوست، ولا سيو دى أورجيل، وبويجسيردا، وكول داريس، ولا جونكيرا، وتشارك في هذا الإضراب جمعيات Revolta Pagesa واتحاد جمعيات القطاع الابتدائى  المستقل (Unaspi)، لم يدعو اتحاد باجيسوس أو اتحاد الفلاحين الفرنسيين إلى الإضراب الاثنين.


وطالب التجمع الزراعية النمساوية برفع أسعار الحليب، على وجه التحديد، حوالي 5 سنتات إضافية للكيلو الواحد من الحليب وتطالب التجماعت الزراعية في معظم الدولة الاوروبية تحقيق سعر ودخل عادلين.


وأحد المزارعين المشاركين في المسيرة قال: "نحن هنا لأن وضع الدخل في الزراعة كارثى لأننا ببساطة لا نملك قوة شرائية في المزارع، ببساطة نريد أسعارا عادلة لعمالنا، أسعارا عادلة لمنتجاتنا، لا يمكن أن تحقق التجارة أرباحا كبيرة وتتركنا نحن المزارعين تحت المطر، لقد صنعنا الأحذية المطاطية كعلامة على أننا سئمنا من الأمر برمته، فنحن نرتدي أحذيتنا المطاطية يومياً ولا نتقاضى أجورنا، نحن نتعرض للمصادرة في مزارعنا، والأجور التي يجب أن نحصل عليها مقابل عملنا يتم تمريرها إلى الآخرين، ولن يستمر الأمر على هذا النحو.


احتجاج المزارعين
ويُذكر أن احتجاجات المزارعين في أوروبا ليست جديدة، وتكررت على مدى السنوات الماضية، لكن تفاقم الخلافات بين النقابات الزراعية والسلطات أدى إلى انتشار عدوى الاحتجاج واندلاع "ثورة المزارعين" في 10 دول على الأقل، هي فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وليتوانيا وبولندا وإسبانيا والبرتغال واليونان ورومانيا.
وكان الاتحاد الأوروبي قد اعتمد برنامج "من المزرعة إلى المائدة" في عام 2021، ويهدف إلى إنشاء نظام غذائي صحي و"صديق للبيئة"، وهي نسخة مختلفة عن "الصفقة الخضراء" لأوروبا، التي تخطط بشكل خاص للحد من استخدام المبيدات الحشرية وزيادة عدد المناطق الزراعية العضوية.

 

يتعلق أحد التحديات الرئيسة للأمن الغذائي في أوروبا بحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ، وقد اعتمد الاتحاد الأوروبي "الصفقة الخضراء" التي تحدد هدفين أساسيين أولهما تحييد الكربون في عام 2050؛ والثاني ينص على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030، مقارنة بعام 1990.

 

استغلال اليمين المتطرف للأزمة


وتأتى احتجاجات المزارعين كورقة رابحة عززت مكانة اليمين المتطرف قبل انتخابات البرلمان الأوروبي ،  حيث أنه مع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي تبدو أحزاب اليمين المتطرف المناهضة للاتحاد الأوروبي وللهجرة في موقف قوة وجاءت احتجاجات المزارعين لتعزز مكانتها بين الناخبين الغاضبين.
ويشعر الخبراء بالقلق من أن حزب البديل من أجل ألمانيا قد يستغل احتجاجات المزارعين لتحقيق أهداف معادية للديمقراطية. ويتفق الخبراء على أن الاحتجاج ديمقراطي ومشروع في حد ذاته، لكنهم يخشون من أنه حتى لو بقيت أقلية صغيرة فقط من المشاركين في الاحتجاج في النهاية متطرفين يمينيين، فإن المتطرفين اليمينيين سيظلون مسيطرين على السردية، ما يعني استغلال الأمر لمصالحهم الخاصة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة