صدر، اليوم الثلاثاء، العدد الأسبوعي الجديد من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، ويرأس تحريرها الدكتورة هويدا صالح.
في مقالها تكتب رئيس التحرير عن كتاب المفكر الجزائري محمد أركون "من فيصل التفرقة إلى فصل المقال.. أين هو الفكر الإسلامي المعاصر"، حيث يقدم "أركون" نماذج تطبيقية من العالم الفكري الإسلامي، ليكون مثلاً واضحا وعمليا على كيفية الاتصال بالماضي والانقطاع عنه في الوقت ذاته، ليرى المسلمون عالمهم الفكري السابق حتى يبنوا عليه ويقيموا حياة فكرية متوهجة، لا أن يعودوا إلى الماضي يقدسوه بدون إعمال فكر أو مراجعة، وهو في هذا الكتاب يستخدم المنهجية التاريخية-الأنثروبولوجية قبل أن يسمح لنفسه باستخلاص نتائج عامة أو حكم فلسفية، فيستخدم المنهجية المقارنة والمحسوسة التي ترفض أن تسجن الإسلام في خصوصية ثبوتية وجوهرية تكاد تكون عنصرية، كما ترفض الرؤيا "الأسطورية" أو الأيديولوجية التي يشيعها التقليديون عن الإسلام والتي تكاد تزيل عنه كل صبغة تاريخية.
وفي باب "ملفات وقضايا" يستكمل الكاتب الفلسطيني الدكتور حسن العاصي استعراض المواقف والسلوكيات الأوروبية تجاه اللاجئين المسلمين، حيث صدرت مؤخرا دراسة جديدة ترصد مواقف دول أوروبية تجاه اللاجئين والمسلمين اشتملت عينات من جمهورية التشيك، والمجر، وإسبانيا، واليونان، وقد أظهرت الدراسة أن التجريد من الإنسانية الذي يمارسه جزء من السكان الأوروبيين قد يمتد إلى ما هو أبعد من التصورات الدقيقة وغير الواعية إلى التعبيرات العلنية والصارخة، ويبدو أن التمييز بين التجريد الصارخ والخفي من الإنسانية له أهمية كبيرة، حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أنهما بنيان منفصلان بتأثيرات مختلفة.
وفي باب "كُتاب مصر المحروسة" يتناول الكاتب عمرو خان "مستقبل تغير المناخ وهيمنة الذكاء الاصطناعي"، ويناقش قضية تغير المناخ ومستقبلها في ظل سطوة وهيمنة تقنيات الذكاء على الاصطناعي على المجالات والوظائف في عالم تتقلص فيه الوظائف التقليدية بوتيرة أسرع مما كانت تتوقع تقارير التنمية المستدامة الأممية والدولية المعتمدة، مؤكدا أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساهم بشكل فعّال في توجيه مستقبل الأرض نحو استدامة أفضل والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
وفي باب "دراسات نقدية" يكتب الدكتور حسين عبد البصير عن التراث في أدب نجيب محفوظ، موضحا أن التراث في أدب محفوظ ليس مجرد خلفية للأحداث، بل هو عنصر أساسي يشكل بنية رواياته ومعانيها من خلال استخدام الرموز والشخصيات التراثية، والتعبير عن القيم الثقافية والتاريخية، فيعكس الهوية المصرية بكل تعقيداتها وتنوعها، ويجعله هذا الاستخدام الذكي للتراث واحدًا من أعظم الكتاب الذين تمكنوا من دمج الماضي بالحاضر، مقدمًا رؤية عميقة وشاملة للمجتمع المصري.
وفي باب "سينما" تجري الكاتبة سماح ممدوح حسن حوارا مع مينا يسري كاتب ومخرج فيلم "اختفاء السيدة نون" الفيلم المشارك فى الدورة ال12 من مهرجان الداخلة بالمغرب، والفيلم من إنتاج "مختبر مجراية للفيلم" بميزانية منخفضة جدا، كأحد مشروعات مؤسسة مجراية بمدينة "ملوي" بمحافظة المنيا في صعيد مصر، من أجل تطوير مشروعات الأفلام بدءا من الفكرة، عن طريق ورش وتدريبات يقدمها متخصصين لتدريس عناصر صناعة الأفلام.
وفي باب "كتب ومجلات" يعيدنا الشاعر عاطف محمد عبد المجيد لاستعراض كتاب المفكر الراحل خالد محمد خالد "معًا على الطريق.. محمد والمسيح"، فيقول للذين يؤمنون بالمسيح وللذين يؤمنون بمحمد إن برهان إيمانهم أن يهبّوا اليوم جميعًا لحماية الإنسان، وحماية الحياة، فهذا الكتاب ليس تأريخًا للمسيح ولا للرسول، وإنما هو تبيان لموقفيهما من الإنسان ومن الحياة، أو بتعبير أدق موقفهما مع الإنسان ومع الحياة.
وفي باب "تراث شعبي" يقدم محمد العلي من عمان، كتاب الباحث العماني محمود بن خليفة بن سالم البيماني "محلَّة الخضراء.. ولاية بهلا"، الذي يرصد ويوثق ملامح التراث الثقافي والاجتماعي في الحارات التراثية العمانية، حيث يلقى الضوء على أحوال الحارات العُمانية القديمة في عمومِ عُمانَ، والتي تنفرد بتراثٍ حضاري عريق، يزخر بثقافةٍ وتاريخٍ وموروثات متأصِّلة، تبيِّن مدى علاقة الإنسان ببيئته ومجتمعه ووطنه.
وفي باب "علوم وتكنولوجيا" يستعرض الكاتب الأردني ممدوح الدخيل كتاب الباحث الأردني اخليف الطراونة "إدارة المعرفة في التربية"، حيث يقدم الكتاب قراءة معمقة في مفهوم إدارة المعرفة، التي تعد من أحدث المفاهيم الإدارية التي حظيت باهتمام متزايد من قبل المنظمات منذ بداية القرن الحادي والعشرين، إذ دعت إلى تبنيه كوسيلة لمساعدتها على مواجهة تحديات الاقتصاد المبني على المعرفة ومجتمع المعرفة ومتطلباتهما التنافسية والإبداعية.
وفي باب "بوابات الوطن" يستعرض الكاتب اللبناني وسام قدوح كتاب الباحث اللبناني مهيب نصر "انحطاط النخبة"، الذي يؤكد خلاله أن النُّخَبُ تسقط في بَرَاثِنِ الأحْدَاثِ، السِّيَاسِيَّة والثَّقَافِيَّة حِينَ تُنَمِّطُ إِطَارَهَا الأَخْلَاقِيَّ بَأَنْمَاطٍ تَتَوَاءَمُ ومُجْرَيَاتِ المَعْرَكَةِ اللاأخْلَاقَيَّة، فتَجِدُ مَنْ كَانَ بِالأمْسِ القَرِيبِ فِي أقْصَى اليَمِينِ، ذهب إلَى أقْصَى اليَسَار، ومَنْ كَانَ ثَورِيًّا يُنَابِذُ الطَّائِفِيَّة والعُنْصُرِيَّة، أضْحَى مُحَامِيًا عَنِ الطَّائِفِيَّة، ومُنظّرًا لَهَا، مشيرا إلى أن الكِتَابَ يعد مُسَاهَمَةً مِنْ مُسَاهَمَاتِ المَعْرَكَةِ الوَطَنِيَّةِ الَّتِي نَخُوضُهَا، بنظرة واقِعِيًّة للأحْدَاث وللنُّخْبَةِ الَّتِي تَكوَّمَتْ دُونَ فِكْرَةٍ إِحْيَائِيَّةٍ خَلَّاقَة، أو شَخْصِيَّة مَبْدَئِيَّة أَخْلَاقِيَّة، أو مَنْطِقٍ مُتَمَاسِكٍ صَادِقٍ يُمَثِّلُ قُدْوَة.
وفي باب "رواية" يتناول أكرم مصطفى كتاب الناقدة الأردنية بديعة النعيمي "التعدد الثيمي في الرواية المعاصرة"، موضحا أن النعيمي تأخذ من العالم العربي ما تعتقد أنه يجمعها خيطٌ واحدٌ ألا وهو البحث عن الميزة الروائية التي تتمتّع بهذه الرواية عن تلك، عبر استنطاق فاعلها الحكائي ومفعولها الفكري. خاصّة وأن لكلّ بيئةٍ عربيةٍ ثمة اختلاف من الناحية الشكلية والمضمونية في كيفية التدوين السردي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة