يفكر صانعو عصير البرتقال فى البرازيل فى التحول إلى فواكه بديلة مثل اليوسفى مع انخفاض أسعار الجملة وسط مخاوف من ضعف المحاصيل فى البرازيل، ووصلت أسعار عصير البرتقال المركز إلى مستوى مرتفع جديد بلغ 4.95 دولارا للرطل فى أسواق العقود الآجلة هذا الأسبوع، بعد أن قال المزارعون فى مناطق إنتاج البرتقال الرئيسية فى البرازيل إنهم يتوقعون انخفاض المحصول بنسبة 24% عن العام الماضى ليصل إلى 232 مليونًا و40.8 كجم أسوأ من الانخفاض المتوقع سابقًا بنسبة 15%.
برتقال
وتعانى أشجار البرتقال فى البرازيل من اخضرار الحمضيات، وهو مرض عضال، بعد الإجهاد الحرارى الشديد والجفاف خلال فترة ازدهارها الرئيسية فى الجزء الأخير من العام الماضى بسبب أزمة المناخ، بحسب theguardian.
ويمثل المحصول الضعيف المتوقع فى البرازيل، والذى يمثل 70% من إجمالى صادرات عصير البرتقال، الحصاد العالمى الثالث الصعب على التوالي، وبالإضافة إلى المشاكل فى البرازيل، تعرضت ولاية فلوريدا فى الولايات المتحدة لسلسلة من الأعاصير ومرض التخضير، الذى ينتشر ويحول الفاكهة إلى مرارة.
وكانت سلسلة المحاصيل الضعيفة سببا فى الحد من قدرة الشركات المصنعة على التغلب على الصعوبات الحالية عن طريق خلط المحصول الجديد مع العصير المجمد.
وقال كيس كولز، رئيس الرابطة الدولية لعصير الفواكه والخضراوات (IFU)، لصحيفة فايننشال تايمز: "إنها أزمة.. لم نشهد شيئا كهذا من قبل، حتى أثناء فترات التجمد الكبيرة والأعاصير الكبيرة".
وقال إنه يدرس الضغط من أجل إعادة كتابة اللوائح الغذائية على مستوى الأمم المتحدة، بحيث يمكن أن يحتوى عصير البرتقال على فواكه حمضية أخرى، بالإضافة إلى متابعة تغييرات القواعد على مستوى الدولة.
وقال فرانسوا سونفيل، أحد كبار محللى المشروبات فى رابوبنك، إن طلب المستهلكين على عصير البرتقال انخفض بنحو الخمس، مقارنة بالعام الماضى، حيث ذهب السعر إلى حد الموز وتغيرت عادات المستهلكين.
وتابع: "إن صناعة عصير البرتقال العالمية فى أزمة.. وتعانى البساتين البرازيلية من الأمراض وارتفاع التكاليف وظروف النمو غير المواتية.. ما ترك إمدادات عصير البرتقال العالمية فى أدنى مستوياتها منذ عقود".
وأضاف سونيفيل أن صانعى المشروبات سيتعين عليهم إما استخدام عصير أقل جودة، أو صنع عصائر مختلطة مع فواكه أخرى مثل التفاح أو المانجو أو العنب، أو فرض أسعار أعلى على المستهلكين، وأعرب عن شكوكه فى إمكانية استخدام اليوسفى بدلا من البرتقال لأن ذلك قد ينطوى على نفقات جديدة فى نقل الفاكهة إلى المعالج.
واستطرد أن المشاكل ستستمر، لأن زراعة بساتين برتقال جديدة تستغرق وقتا طويلا ويفكر المزارعون فى خيارات أخرى، حيث كان الطلب يتضاءل بينما واجهوا مشاكل المرض وارتفاع تكاليف العمالة فى فلوريدا.
وأضاف سونفيل: "عليك أن تفكر مليا فى زراعة شجرة تستمر لمدة 25 عاما مقبلة، حيث قد تنخفض الأسعار مرة أخرى فى العام المقبل".