بعد أيام قليلة من إدانة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فى قضية دفع أموال لممثلة إباحية مقابل الصمت عن علاقة سابقة معه، لم يجد خصمه فى سباق الانتخابات الرئاسية 2024، الرئيس الديمقراطى جو بايدن فرصة أفضل للهجوم عليه، مستغلا هذا الحكم التاريخى، ووصف منافسه، ولأول مرة بالمجرم المدان.
وقال بايدن خلال مناسبة انتخابية لجمع التبرعات في ولاية كونيتيكت: "يا رفاق، لقد دخلت الحملة منطقة مجهولة..لأول مرة في التاريخ الأمريكي يسعى الآن رئيس سابق هو مجرم مدان للوصول إلى منصب الرئاسة".
واعتبر بايدن أن هجوم ترامب على النظام القضائي الأمريكي أكثر خطورة، إذ ألقى الرئيس السابق باتهامات دون أدلة حول تلفيق القضية. وأضاف بايدن: على الرغم مما يثيره هذا الأمر من قلق، فإن الأكثر ضررا هو الهجوم الشامل الذي يشنه دونالد ترامب على نظام العدالة الأمريكى.
ورأى الرئيس أن ترامب الذي خسر انتخابات 2020، سيشكل تهديدا أكبر في حال فوزه بولاية ثانية. وقال بايدن: شيء ما أصاب هذا الرجل حقا بعد عام 2020، مضيفا أن هذا "يصيبه بالجنون حرفيا."
كما انتقد بايدن تلميحات ترامب بأن إدخاله السجن قد يكون بمثابة "نقطة تحول" بالنسبة إلى مؤيديه، وأضاف: "هو يقول إنه إذا خسر فسيكون هناك حمام دم في أمريكا. أي نوع من الرجال هذا؟.
وقبل ذلك، اقتصر تعليق بايدن على الحكم الصادر ضد ترامب بتصريح وحيد، الجمعة، في البيت الأبيض بأن لا أحد فوق القانون، ولكن دون وصفه بالمجرم.
ويسعى بايدن لتقليص الفارق بينه وبين ترامب فى استطلاعات الرأي، بقرار تنفيذى هام يتعلق بالهجرة. حيث قالت شبكة "سى إن إن" إنه سيصدر قرارا من شأنه أن يحد قدرة المهاجرين على السعي إلى اللجوء على الحدود الجنوبية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة التي تمثل لحظة هامة فى فترة بايدن الرئاسية وحملته الانتخابية، سينظر إليها كمحاولة لإضعاف ميزة ترامب فى هذه القضية التي تمثل أساس لمسيرته السياسية. لكنها تخاطر أيضا بإغضاب الناخبين التقدميين الذين يمثلون أهمية لآمال الرئيس فى الانتصار فى نوفمبر المقبل، لكنهم غضبوا من الرئيس بسبب بعض سياسته الأخرى بما فى ذلك دعمه لإسرائيل.
من ناحية أخرى، ومع اقتراب موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقررة فى نوفمبر المقبل، وفى ظل الضغوط المتعددة التي يتعرض لها كلا المرشحين الرئيسيين المفترضين فى هذا السباق، فإن فئة غير متوقعة من الأمريكيين ربما يكون لها دورا حاسما فى تلك المعركة السياسية.
هذه الفئة، التى تحدثت عنها صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير لها، هم "المنعزلون سياسيا" الذين لم يعتادوا على الانخراط فى السياسة او المشاركة بفعالية، أو الاهتمام بأخبار الحملات الانتخابية. تصف الصحيفة هذه الفئة بأنها واحدة من أكثر مجموعات الناخبين الأكثر تعقيدا والتي لا يمكن التنبؤ بها بها أو بتأثيرها فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024. وهذه المجموعة هي السبب وراء تقدم ترامب فى استطلاعات الرأى حاليا، لكنهم فى العديد من الحالات ينتمون إلى المجتمعات المعروفة بتأييدها التقليدي للديمقراطيين، وهو ما يمنح بايدن فرصة بتأييد بعض منهم لو استطاع لفت انتباههم.
وعلى الرغم من أن الكثير من هؤلاء نادرا ما صوتوا فى الانتخابات، فإن من سيقرر منهم المشاركة فى هذه الدورة سيحدث بالتأكيد فارقا فى سياق متقارب حتما. وتظل المشكلة المتعلقة بهم هي الوصول إليهم، فى ظل التحديات العديدة المتعلقة بالمشهد الإعلامى وازدهار المعلومات المضللة.
وتقول النائبة الديمقراطية السابقة سيتفانى مورفاى، إن الناس قد انعزلوا بالفعل فى دوائر المعلومات الخاصة بهم وأصبح من الوصول غليهم أصعب عما كان عليه الحال فى الانتخابات السابقة بسبب بيئة المعلقات غير المركزية او المنفصلة. وفى ظل انتخابات رئاسية قال أكثر من 80% من الناخبين فيها إنهم يتمنون لو أن واحدا أو كلا المرشحين الرئيسيين لم يترشحا، فإن البعض يختار الابتعاد تماما عن الأخبار السياسية المباشرة.