بعد اتهامات لحكومات المحافظين المتعاقبة على داونينج ستريت على مدار 14 عاما، بإفراغ الجيش البريطاني والتسبب فى تعريض أمن المملكة المتحدة للخطر، عكف زعيم العمال، السير كير ستارمر على مغازلة الناخبين قبل شهر من الانتخابات العامة - والتى تجرى فى 4 يوليو- برفع شعار "الأمن القومى".
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن ستارمر عكف على تصوير حزبه باعتباره "حزب الأمن القومي" فى إطار سعيه لتحويل تركيز حملة الانتخابات العامة إلى قضايا الدفاع.
وأوضحت الصحيفة، أن زعيم حزب العمال أكد التزامه بـ"القفل الثلاثي" للردع النووى للمملكة المتحدة، وهدفه رفع الإنفاق الدفاعى إلى 2.5% من الناتج المحلى الإجمالى "بمجرد أن تسمح الموارد بذلك".
ويتضمن القفل الثلاثى للردع النووى لحزب العمال الالتزام ببناء أربع غواصات نووية جديدة فى بارو أن فورنيس، والحفاظ على قوة الردع البريطانية المستمرة فى البحر، وتحسين الغواصات للقيام بدوريات فى المياه مستقبلا.
وفى خطاب ألقاه إلى جانب وزير دفاع الظل جون هيلى، قارن ستارمر بين الاستقرار والأمن اللذين تحتاجهما البلاد والفوضى بعد 14 عامًا من حكم المحافظين.
ومن بين مرشحى حزب العمال الذين يتمتعون بخبرة عسكرية، فريد توماس، الكابتن السابق فى مشاة البحرية الملكية والذى يقف ضد وزير المحاربين القدامى، جونى ميرسر، فى بليموث.
واعتبرت الصحيفة، أن حزب العمال ربما يأمل فى استخدام حضوره فى الخطاب لتغيير المفاهيم حول منظور الحزب بشأن الدفاع، حيث كان زعيم حزب العمال السابق جيريمى كوربين منتقدًا منذ فترة طويلة لحلف شمال الأطلسي.
وقال ستارمر: "سيأتى الأمن القومى دائمًا فى المقام الأول فى حزب العمال المتغير الذى أقوده. أن الحفاظ على سلامة بلادنا هو حجر الأساس للاستقرار الذى يتوقعه الشعب البريطانى بحق من حكومته".
وأضاف أن رسالته لهم واضحة وهى أن حزب العمال تغير. ولم يعد حزب العمال حزب الاحتجاج، بل أصبح حزب الأمن القومي. أن موظفى الخدمة السابقين الممتازين الذين يتقدمون كمرشحين لحزب العمال هم شهادة على هذا التغيير.
وأوضح أنه فى مواجهة التهديدات المتزايدة للأمن القومى، فإن الأفعال ستكون أعلى صوتا من الكلمات. ولهذا السبب، إلى جانب التزامنا الذى لا يتزعزع تجاه حلف شمال الأطلسى، ستقدم حكومة حزب العمال القادمة التزامًا بـ "القفل الثلاثي" بشأن رادعنا النووى - مما يوفر حماية حيوية للمملكة المتحدة وحلفائنا فى حلف شمال الأطلسى فى السنوات المقبلة، فضلًا عن دعم آلاف الوظائف ذات الدخل المرتفع فى جميع أنحاء المملكة المتحدة."
وأكد وزير دفاع الظل هيلي: "حتى بن والاس اعترف بأن المحافظين "أفرغوا قواتنا المسلحة وقللوا من تمويلها" منذ عام 2010. لقد خفض المحافظون الجيش إلى أصغر حجم له منذ نابليون، وأخفقوا فى أهداف التجنيد كل عام، وسمحوا للمعنويات بالانخفاض إلى مستوى قياسي. قواتنا المسلحة لا تستطيع تحمل خمس سنوات أخرى من حكم المحافظين."
فى الأسبوع الماضى، ألقى ستارمر خطابًا شخصيًا أمام الناخبين، معلنًا أن الانتخابات العامة تمثل اختيار حول "إلى أى جانب أنت؟".
وقال: "أصف نفسى بالاشتراكي. أصف نفسى بالتقدمي. أصف نفسى بأننى شخص يضع البلد دائمًا فى المقام الأول والحزب فى المرتبة الثانية.
وتابع قائلا: "أعلم أن هناك عددًا لا يحصى من الأشخاص الذين لم يقرروا بعد كيف سيصوتون فى هذه الانتخابات. لقد سئموا الفشل والفوضى والانقسام داخل حزب المحافظين، لكن لا تزال لديهم أسئلة حولنا: هل تغير حزب العمال بما فيه الكفاية؟ هل أثق بهم فيما يتعلق بأموالى وحدودنا وأمننا؟ جوابى هو نعم يمكنك ذلك، لأننى غيرت هذا الحزب إلى الأبد".