أصبح تدهور القدرات العقلية للرئيس الأمريكى جو بايدن وأضحا ومثيرا للقلق للعديد من المشرعين البارزين فى الكونجرس قبل أشهر قليلة من الانتخابات الأمريكية 2024، وفقا لتحقيق أجرته وول ستريت جورنال، بصف كيف يعتمد الرئيس الأمريكى البالغ من العمر 81 عاما بشكل متزايد على أوراق الملاحظات فى الاجتماعات، وفى بعض الأحيان كان يغمض عينيه لفترة طويلة حتى أن الناس تساءلوا عن إمكانية أن يكون قد نام.
أكثر من 45 من المشرعين والموظفين الجمهوريين والديمقراطيين الذين أجرت صحيفة وول ستريت جورنال مقابلات معهم قالوا أيضا أن بايدن كان يتحدث بهدوء شديد خلال الاجتماعات لدرجة أن المشاركين واجهوا صعوبة فى فهمه.
وأشار آخرون إلى أن زلات بايدن وسلوكه وفهمه لتفاصيل السياسة يختلف باختلاف اليوم، وكان يعتمد فى كثير من الأحيان على الملاحظات ويحيلها إلى مساعديه خلال المؤتمرات وقال أحد الأشخاص، الذى التقى بايدن خلال المفاوضات الحاسمة حول تمويل الكونجرس لمساعدة أوكرانيا فى يناير، لوول ستريت: "لا يمكن أن تكون هناك ولا تشعر بعدم الارتياح .. سأقول ذلك فقط."
وذكر آخرون من الحاضرين أن الأمر استغرق حوالى 10 دقائق من دخول بايدن الغرفة لبدء الاجتماع، وعندما فعل ذلك، استخدم بطاقات الملاحظات لتوضيح نقاط وأضحة كان الجميع متفقين عليها بالفعل وكان المشاركون بالكاد يسمعونه.
وجاء فى التقرير أن "الكثير من المحادثة لم تشمله"، مشيرًا إلى أن الرئيس طلب من موظفيه الإجابة على بعض الأسئلة التى طرحت عليه مباشرة، وفى متابعة شهر فبراير مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أعرب الجمهورى عن ولاية لويزيانا عن قلقه للرئيس بشأن سياسة تصدير الغاز الطبيعى السائل التى تنتهجها الإدارة خوفًا من أنها تعود بالنفع على روسيا.
ويبدو أن بايدن لم يكن يعلم أن السياسة كانت سارية المفعول بالفعل، وادعى كذبًا أنها كانت مجرد دراسة، وفقًا للتقرير، وازعج هذا التبادل جونسون وفقا للافراد الذين شاهدوه.
قال رئيس مجلس النواب السابق كيفين مكارثى: "كان بايدن يتجول ويتمتم، وكانت قدرته على السيطرة على الغرفة تختلف من يوم لآخر خلال المفاوضات المتوترة حول معركة سقف الديون الأمريكية فى مايو الماضي"، وأضاف: "كان لديه دائمًا أوراق"، فى إشارة إلى اعتماد بايدن على الملاحظات المكتوبة، وتابع: "لم يكن بإمكانه التفاوض بطريقة أخرى.. كنت ألتقى به عندما كان نائبا للرئيس.. أنه ليس نفس الشخص".
وفى مكالمات متابعة مع بايدن، ناضل المشرعون الذين كلفهم مكارثى بوضع تفاصيل خطة سقف الديون لجعل الرئيس يتخذ القرار النهائى بشأن النقاط الرئيسية ووصفوا محادثاتهم مع بايدن انها كانت "عامة بشكل محبط" ولم يعبر بايدن إلا عن "التفاؤل بشأن حل الأمور".
وقال مكارثى لصحيفة وول ستريت جورنال عن المراحل النهائية للمفاوضات: "لقد كان يعود إلى كل الأشياء القديمة التى تم القيام بها لفترة طويلة"، ما يشير إلى أن بايدن يبدو أنه نسى إلى أى مدى وصل الأمر إلى البيت الأبيض والكونجرس الذين كانوا على وشك إنجاز الصفقة.
ويتذكر مكارثى: "لقد صُدم عندما قلت: لا يا سيدى الرئيس. لقد تحدثنا عن تلك الاجتماعات قبل ذلك. لقد انتهينا من ذلك".
وقال أحد كبار مساعدى الحزب الجمهورى لصحيفة واشنطن بوست، إن الادعاءات المثيرة للقلق الواردة فى التقرير هى سبب رفض وزارة العدل نشر شرائط مقابلة بايدن مع المستشار الخاص السابق روبرت هور فى التحقيق فى وثائق بايدن السرية.
وقال المساعد: "خلف الأبواب المغلقة؟ أليس هذا وأضحا فى الأماكن العامة؟ ألا تعتقد أن هذا هو سبب رغبتهم فى إخفاء نسخة هور؟".
ونفى مسؤول فى البيت الأبيض التلميحات بأن الروايات تصور رئيسًا يعانى من تدهور فى حدة العقل، وقال المتحدث أندرو بيتس : "لقد أوضح الجمهوريون فى الكونجرس والقادة الأجانب وخبراء الأمن القومى غير الحزبيين بكلماتهم الخاصة أن الرئيس بايدن زعيم ذكى وفعال ولديه سجل عميق من الإنجازات التشريعية".
وتابع: "الآن، فى عام 2024، يطلق الجمهوريون فى مجلس النواب ادعاءات كاذبة كتكتيك سياسى يتناقض بشكل قاطع مع التصريحات السابقة التى أدلى بها أنفسهم وزملاؤهم".
يذكر أن بايدن وهو أكبر رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة سيبلغ 86 عاما بنهاية فترة ولايته الثانية إذا اعيد انتخابه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة