تستعد دول أوروبا لانتخابات البرلمان الأوروبى المقررة فى الفترة بين 6-9 يونيو، حيث سيتجه 450 مليون مواطن أوروبى إلى الصناديق لاختيار 720 عضوا فى البرلمان، ولكن كيف تؤثر حرب غزة على تلك الانتخابات؟.
قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية فى تقرير لها، إن لحرب غزة تأثير كبير على اختيار الأوروبيين لأعضاء البرلمان، فقد كشفت استطلاعات الرأى حول الانتخابات أن الأحزاب التى لها موقف وأضح ومؤيد للقضية الفلسطينية، فقد أصبحت هى المفضلة.
ففى الوقت الذى شعبية اليمين المتطرف آخذة فى الارتفاع فى السنوات الأخيرة، تظهر الاستطلاعات أن الأقليات تصوت بشكل أكبر لصالح اليسار المتطرف مع انجراف الأحزاب الرئيسية نحو اليمين بشأن قضايا مثل الهجرة والقيم الثقافية.
فعلى سبيل المثال، وفى فرنسا، يركز حزب فرنسا الأبية اليسارى المتطرف حملته على إبراز موقفه المؤيد للفلسطينيين فى محاولة لكسب الناخبين المسلمين واليساريين المتطرفين، حسبما قالت بلاندين تشيلينى بونت، المؤرخة فى جامعة إيكس مرسيليا، ويسعى الحزب إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة وفرض عقوبات على إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطينية، ويتمتع هذا الحزب بتأييد 44% من الناخبين المسلمين فى فرنسا، مقارنة بحجم تأييد يبلغ 8% بين مجمل الناخبين فى البلاد.
كما تتسبب أحزاب ناشئة مؤيدة للفلسطينيين حاليا فى ألمانيا فى انخفاض نسبة التأييد للأحزاب الرئيسية المتمثلة فى حزب خضر والحزب الديمقراطى الاجتماعى، وهما من الأحزاب الرئيسية التى تؤكد دعمها القوى لإسرائيل بسبب شعور ألمانيا بمسؤولية تاريخية بشأن المحرقة (الهولوكوست).
وفى إسبانيا، أدى اعتراف الحكومة بالدولة الفلسطينية إلى تعزيز شعبية حزبى الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكى وحزب سومار اليسارى المتطرف.
اليمين المتطرف
وفقًا للاستطلاع الذى أجرته يورونيوز فى نهاية أبريل، يبدو أن حزب إخوة إيطاليا اليمينى الذى تتزعمه رئيسة الوزراء جيورجيا ميلونى سيفوز بأكبر عدد من الأصوات فى انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي.
كما توقع الاستطلاع أن يأتى الحزب الديمقراطى من يسار الوسط فى المرتبة الثانية، تليه حركة خمس نجوم الشعوبية، ومع ذلك، فإن الدعم لهذين الحزبين آخذ فى الارتفاع، حسبما قالت صحيفة الجورنال الإيطالية.
وتوقع استطلاعات الرأى أن يعزز اليمين المتطرف موقعه فى البرلمان الأوروبى بنتيجة الانتخابات، ما سيمنحه تأثيرًا أكبر فى رسم السياسات القارية، رغم أن الكفة الراجحة ستبقى بيد القوى التقليدية، ودعى نحو 370 مليون شخص للإدلاء بأصواتهم فى الدول الـ27 للاتحاد فى الانتخابات منه، لاختيار 720 نائبًا فى البرلمان الأوروبي.
وتظهر استطلاعات الرأى، أن أحزاب اليمين المتطرف ستشهد تقدما مع بقاء القوى التقليدية فى البرلمان الأوروبى، وهى حزب الشعب الأوروبى الذى يمثل يمين الوسط، والاشتراكيون والديمقراطيون، الذى يمثل اليسار، ومجموعة تجديد أوروبا الوسطية.
وأوضحت ميلونى، السبت، أن الانتخابات الأوروبية المقررة الأسبوع المقبل يمكن أن تشكل "نقطة تحول" بفوز أحزاب اليمين المتطرف، وذلك فى التجمع الأخير لحزبها فى العاصمة روما، وقالت ميلونى التى يقود حزبها "إخوة إيطاليا" الحكومة منذ أن تصدر نتائج الانتخابات الوطنية فى سبتمبر2022، "لدينا هدف وأضح، نريد أن نفعل فى بروكسل ما فعلناه فى روما".
أولى الخطوات
وسيكون من أولى القرارات التى ستتخذها الجمعية الجديدة انتخاب رئيس للبرلمان الأوروبي. والذى يشترط أن يحصل على على الأغلبية المطلقة.
وبمجرد الانتهاء من هذه الخطوة، ستكون كل الأنظار متجهة نحو المرشيحن لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية، اللذين تم إختيارهم من قبل دول الاتحاد الأوروبي. وسيكون الأمر متروكا لأعضاء البرلمان الأوروبى لإعطاء موافقتهم. نفس الشيء بالنسبة للمفوضين الطموحين. وسيقوم النواب باستجوابهم قبل تأييدهم أو رفضهم.
صلاحيات البرلمان
وسيشارك أعضاء البرلمان الأوروبى بعد ذلك فى تطوير القوانين الأوروبية. دورهم: مناقشة مقترحات المفوضية الأوروبية وتعديلها والتفاوض بشأنها فى النهاية مع المجلس.
كما يذكر أنه لا يمكن للبرلمان الأوروبى أن يأخذ زمام المبادرة للتشريع، لكن يمكنه أن يطلب من المفوضية إحالة الاقتراح.
ويعتبر اعتماد ميزانية الاتحاد الأوروبى، مهمة هامة أخرى للبرلمان الأوروبى، والتدقيق فى السياسة الخارجية. ويجب عليه أيضًا الموافقة على أى معاهدات توسيع للاتحاد الأوروبى أو الانضمام إليه.
ويتمتع البرلمان بسلطة إقالة المفوضية الأوروبية من خلال اقتراح بحجب الثقة وذلك بشرط أن يتم اعتماده بأغلبية ثلثى الأصوات المدلى بها وأغلبية أعضاء البرلمان.