أشاد وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس بالجهود التى تبذلها مصر لحل القضية الفلسطينية، ولدعم استقرار المنطقة، داعيا فى تصريحات لعدد من الصحفيين الأربعاء لوقف فورى لعمليات رفح العسكرية.
وفى تصريحاته، تطرق كومبوس للعلاقات الثنائية بين قبرص ومصر، مؤكدًا حرص البلدين على دعم تلك العلاقات على كافة الأصعدة، وهو ما ظهر وأضحا فى اتفاقية العمالة التى تم ابرامها على هامش مباحثاته مع وزير الخارجية سامح شكرى الثلاثاء.
وقال كومبوس، إن مصر تلعب دورًا محوريًا وقياديًا لتحقيق الاستقرار فى المنطقة والشرق الأوسط، مثمنًا الجهود النشطة التى تبذلها مصر على المستويين السياسى والإنسانى فى معالجة الأزمات المتلاحقة فى منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى دورها فى تعزيز الاستقرار الإقليمى ودعم مبادرات السلام.
وقال الوزير فى تصريحات صحفية بختام زيارته الحالية إلى القاهرة أن مصر تتحمل الكثير لتعزيز الأمن والاستقرار ليس فقط على صعيد دول الجوار، وإنما أيضًا لحماية المجتمع الدولى والاتحاد الأوروبى، وتحديدًا فيما يخص ملف الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى الضغوط المتزايدة التى تتحملها مصر بعد استقبالها للاجئين والنازحين من مناطق الصراعات والحروب، لذلك يعمل الاتحاد الأوروبى على تقدير هذه الجهود بالدعم المالى.
وعلى صعيد الحرب الدائرة فى غزة، أشاد كومبوس، بدور مصر فى ملف الوساطة، فضلًا عن تحولها إلى مركزًا لاستقبال ونقل المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة اعتراف المجتمع الدولى بالدور القيادى لمصر فى القضية الفلسطينية، والدور الأوسع الذى تلعبه مصر فيما يتعلق بالهجرة، والتهديدات الأمنية من أفريقيا.
وأشار الوزير القبرصى إلى أن الممر المائى فى قبرص لإيصال المساعدات إلى غزة بحاجة إلى دعم لوجيستى قوى فيما يتعلق بالسفن والنقل والتوزيع، كما أنه لن يكون بديلًا عن المعابر البرية التى لابد من إعادة فتحها لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين فى غزة.
وتابع : "نتبنى مواقف مصر نفسها فى ملف غزة، وندعو إلى وقف إطلاق النار الفورى ونحذر من التداعيات الكارثية والخطيرة للعمليات العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية وأثارها فى اتساع رقعة الصراع بالمنطقة".
وشدد وزير خارجية قبرص على موقف بلاده الثابت الذى يدعو إلى اهمية الوصول إلى حل الدولتين، مشيرًا إلى أن بلاده إعترفت بالدولة الفلسطينية منذ عام 1988، وثم حذت بعض الدول الأوروبية حذوها.
وعلق كومبوس على الاقتراح الذى أعلنه الرئيس الأمريكى جو بايدن لوقف الحرب فى غزة، قائلًا: إذا تم تنفيذ الخطة، سيقربنا هذا من نهاية الصراع، ولكن توقع نجاح الخطة صعب، فالوضع فى الشرق الأوسط معقد للغاية، وهناك سبب وراء بقاء القضية الفلسطينية على حالها لعقود عديدة، ولا توجد رغبة سياسية من جميع الأطراف بالحل النهائى القائم على حل الدولتين، والذى أن لم يحدث ستعاد الأحداث المأساوية مرة آخرى، ويستمر الصراع لعقود أخرى.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أكد كومبوس أهمية الانعقاد القادم اللجنة العليا المشتركة بين مصر وقبرص، فى إطار السعى المشترك لتقوية العلاقات بمختلف المجالات، مشيرًا إلى أن موعد انعقاد الدورة الثانية لها لم يتحدد بعد نتيجة التطورات فى غزة.
وأوضح أن التعاون الاقتصادى بين البلدين لا يرتقى لمستوى العلاقات السياسية، ويتم العمل حاليا على تعزيز التعاون الاقتصادى بين الجانبين وتشجيع المزيد من رجال الأعمال على إقامة مشروعات مشتركة، معلنًا مشاركة وفد من بلاده فى مؤتمر الاستثمار المصري- الأوروبى المقرر انعقاده نهاية الشهر الجارى بالقاهرة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ورئيسة المفوضية الأوروبية أوروسولا فون ديرلاين، مؤكدا أهمية هذا المؤتمر بالنسبة لرجال الأعمال وإبراز فرص الاستثمار فى مصر وجذب المزيد منها.
وأكد كومبوس، أن مذكرة التفاهم الخاصة بالعمالة المصرية إلى قبرص، والتى تم التوقيع عليها على هامش المباحثات مع وزير الخارجية سامح شكرى الثلاثاء، مهمة للغاية، وتصب فى مصلحة الطرفين حيث تتضمن توفير عقود ثابتة للعمالة المصرية لمدة من عامين إلى ثلاثة أعوام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة