مندوب فلسطين الدائم بـ«الأمم المتحدة» لـ«اليوم السابع»: أخشى نكبة ثانية.. ومصر معنا وموقفها قوى وشجاع.. رياض منصور: اقتربنا من العضوية الكاملة بمجلس الأمن وواشنطن ستنصاع لنا.. وعزلة إسرائيل تزداد شيئا فشيئا

الأربعاء، 05 يونيو 2024 12:34 م
مندوب فلسطين الدائم بـ«الأمم المتحدة» لـ«اليوم السابع»: أخشى نكبة ثانية.. ومصر معنا وموقفها قوى وشجاع.. رياض منصور: اقتربنا من العضوية الكاملة بمجلس الأمن وواشنطن ستنصاع لنا.. وعزلة إسرائيل تزداد شيئا فشيئا السفير رياض منصور
أجرى الحوار - محسن البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صوت فلسطين الدائم، ومحاربها الشجاع يحمل للعالم مأساة الأرض وروح الإنسان، فى يده اليمنى غصن الزيتون، ويده اليسرى أرض فلسطين، لا يئن ولا يكل ولا يلين، وهو يهتف على خطى «أبوعمار» وصيحات محمود درويش، داخل قاعات الجمعية العامة فى مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك: «جئتكم بغصن زيتون وبندقية الثائر.. فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدى».

السفير رياض منصور يعد واحدا من عمالقة الدبلوماسية الفلسطينية، ومندوبها الدائم فى الأمم المتحدة، خلال فترة وجوده رفع العلم الفلسطينى للمرة الأولى على مقر المنظمة الأممية، وحصلت بلاده على صفة دولة مراقب غير عضو.

الدبلوماسى الفلسطينى رياض منصور، تحدث من القلب إلى «اليوم السابع» فى حوار خاص، عما آلت إليه القضية الفلسطينية، والأوضاع فى غزة، وقدرات الدبلوماسية الفلسطينية فى انتزاع اعترافات العالم بدولة فلسطين العربية، أرض الأنبياء..

وإلى نص الحوار:

 

سأبدأ معك من 2012 حيث نجحتم فى تغيير «كيان فلسطين» إلى «دولة مراقبة غير عضو».. فهل اقتربنا من «العضوية الكاملة» لفلسطين؟

فى الحقيقة نحن أمام تطور كبير، منذ أيام اعترفت إسبانيا وأيرلندا والنرويج رسميا بدولة فلسطين، ثم سلوفينيا لتصبح رابع بلد أوروبى تعترف حكومته بدولة فلسطين منذ بداية حرب غزة، نحن أمام اعترافات دخلت بالفعل حيز التنفيذ، وهذا له مكاسب عديدة وعدة، وبقوة الوحدة العربية استطعنا جذب المجموعة الإسلامية ثم مجموعة عدم الانحياز، وهكذا، وأؤكد لك أننا نقترب من العضوية الكاملة شيئا فشيئا، الشعب الفلسطينى لن يختفى، هو واقع وتاريخ لا يمكن محوه، دولة فلسطين يجب أن تحظى بموقعها الطبيعى والقانونى بالعضوية الكاملة.


لكن هناك حاجزا ربما يكون صلبا فى طريقكم داخل مجلس الأمن.. هل أنتم قادرون على تجاوزه؟

الجمعية العامة للأمم المتحدة وافقت بالأغلبية الساحقة من قبل 143 عضوا من إجمالى 193 فى الأمم المتحدة على قرار عضوية فلسطين، مقابل رفض 9 وامتناع 25 عن التصويت، وبناء عليه طلبت الجمعية العامة من مجلس الأمن أن يعيد النظر فى موقفه إزاء قبول عضوية فلسطين، وأعطت المزيد من الصلاحيات لدولة فلسطين تقربها أكثر من العضوية الكاملة، ومن أبرزها أن فلسطين ستجلس مع الدول ضمن الحروف الأبجدية وستكون دولة كاملة العضوية، وستشارك فى المؤتمرات ضمن الجمعية العامة، نحن الآن اقتربنا من العضوية الكاملة، وسنجلس قريبا، والأمر يتطلب اجتياز 3 محطات، ويجب أن يوافق الأمين العام على طلب العضوية وشرط استيفاء الشروط، ومجلس الأمن عليه أن يقدم توصية عبر قرار منطوق، ونحن اجتزنا الحد الأدنى بـ3 خطوات، والجمعية العامة قررت قبول عضوية فلسطين، ويتبقى لنا كعرب الخطوة الأخيرة، التى تخضع لآليات التصويت بمجلس الأمن، ويجب أن يتحول الفيتو الأمريكى إلى امتناع أو أن يصوت لصالح فلسطين، وبالتالى الفيتو الأمريكى هو الحاجز الوحيد أمام العضوية الكاملة، ولكن كل الدول منذ تأسيس الأمم المتحدة وتعطلت عضويتها تمكنت فى نهاية المطاف من أخذ العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، وعلى سبيل المثال كوريا الشمالية وجنوب أفريقيا، والأمر مسألة وقت، قبل أن تنصاع أمريكا تحت هذا الاقتناع الهائل والجهود الدبلوماسية والسياسية وصمود فلسطين والعرب، وصولا للحظة القشة التى ستقسم ظهر البعير وتزاح هذه العقبة من الطريق، وتحصل فلسطين على عضوية مجلس الأمن، ونراها بعيدة ولكن نراها قريبة.


الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يخوض حربا دبلوماسية لوقف العدوان فى غزة.. كيف تابعت تصريحاته؟

موقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ممتاز وجرىء، خاصة فى مطالبته بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، فهو يدعم وكالة غوث الأونروا، ويقول إنها الجهة الإنسانية الدولية القادرة على استقبال كل المساعدات وتوزيعها لكل أركان غزة، فى ظل امتلاكها عددا هائلا من الموظفين، وتعمل الشقيقة مصر معها على أن يتولوا هذه المهمة بعيدا عن العراقيل التى تضعها إسرائيل.


إسبانيا وأيرلندا والنرويج ثم سلوفينيا اعترفت بفلسطين.. فإلى أين أنتم ذاهبون؟

ما يقومون به دور إيجابى كبير، جميعها صوت معنا، لقد قالوا منذ زمن إنهم سيعترفون بنا وأكدوا ذلك مرارا، وأخيرا أعلنوا الاعتراف بفلسطين، وأصبح القرار نافذ المفعول، لكن سأخبرك بأن هذه هى الموجة الأولى الأوروبية ستتبعها عدة موجات، موجات أوروبية وآسيوية، وقريبا نيوزيلندا وأستراليا وكوريا واليابان ستأخذ مثل هذه الإجراءات، وسوف تتزايد الاعترافات بدولة فلسطين، ومع هذه الخطوات سيزداد الضغط على إسرائيل والضغط على أمريكا حتى لا تكون معطلة فى مجلس الأمن.


محكمة العدل الدولية أصدرت قرارها ضد إسرائيل وأمرت بوقف الحرب فى غزة ورغم ذلك لم تتوقف الحرب ولم يتم اعتقال قادة الاحتلال وقوبل ذلك بردود فعل مستاءة من المنظمات الدولية..

فهل القانون الدولى عاجز؟

سأكون واضحا، عندما تقر الأمم المتحدة قرارات معينة لا يتم تنفيذ جزء كبير منها، وبالتالى ردود الفعل مبررة، فأهلنا فى غزة يريدون وقف العدوان والقتل والتدمير، يريدون الغذاء والدواء، يريدون إنقاذ أطفالهم وأهاليهم، يريدون العودة لأماكنهم ومنازلهم وحياتهم، ربما لا يمكن إقناع كل هؤلاء بأى شىء نظرى أو دبلوماسى أو سياسى، فالمجتمع الدولى لا يترجم أقواله ووعوده إلى أفعال، ولكن نحن كدبلوماسيين علينا أن نستمر فى جهودنا، ونضاعف الجهود على قاعدة هذا الغضب، الذى يتم نقله للأمم المتحدة بشكل يومى، إلى أن يتغير المشهد من استمرار الحرب والدمار إلى وقفهما، وإنقاذ حياة الأبرياء، عندما نفعل ذلك يمكن القول إن المجتمع الدولى يستطيع ممارسة مسؤولياته ومهامه.


بصفتك دبلوماسيا فلسطينيا عاصر القضية الفلسطينية منذ النكبة حتى اليوم.. كيف ترى الدور المصرى؟

الموقف المصرى مشرف وقوى وشجاع ومع فلسطين طوال الخط، ونقدر ذلك كثيرا، مصر ضد التهجير لأهالى غزة وتتصدى لمحاولات التهجير إلى سيناء، نحن أمام ضغوطات مصرية كبيرة لفتح المعابر، وإزالة المعوقات الإسرائيلية أمام آلاف الشاحنات من المساعدات الإنسانية، الموقف المصرى قوى وشجاع، وبالطبع رأينا شاحنات المساعدات تمتد بطول العريش فى مصر إلى رفح، ولكنها عاجزة عن الدخول بسبب الاحتلال الإسرائيلى.


ما أهداف أمريكا من وراء إنشاء رصيف بحرى فى غزة.. وإذا كانت من أجل المساعدات فلماذا لم تضغط لفتح المعابر أفضل وأسهل؟

لا يوجد نتائج قوية وفعالة لإدخال المساعدات أكثر من فتح المعابر البرية وإزالة المعوقات وأولها معبر رفح، والطرف الإسرائيلى المحتل يعطل العمل بمعبر رفح، والمعابر البرية هى المداخل الرئيسية للمساعدات، وأى معابر ثانوية ينظر إليها بعين الشك، ولكننا لا نستطيع رفض أى جهد يوصل المساعدات إلى أهلنا المحتاجين فى غزة، وفى الوقت نفسه أؤكد على ضرورة فتح المعابر البرية، كما أؤكد أنه لا يوجد بديل للأونروا فى استلام وتوزيع المساعدات، ومن يدمر الأونروا والقضية الوطنية الفلسطينية سيفشل، كما أشدد على ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأن مصر لن تسمح بتدمير القضية الوطنية الفلسطينية، وهو صائب ونحن معه فى خندق واحد فى التصدى، وأخشى نكبة ثانية يجب أن لا تحل بنا، خاصة فى غزة، ويجب وقف العدوان وإعادة أهلنا إلى الأماكن التى هجروا منها.


وماذا عن المواقف العربية؟

أعرب عن امتنانى الكبير للمجموعة العربية والإسلامية، وكل من دعم طلب فلسطين أمام مجلس الأمن فى الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، بلادى قبلت حل الدولتين على حدود 1967 وقدمت الدول العربية المبادرة العربية الداعمة لهذه الرؤية، ولكن إسرائيل تصر عبر حكومتها على القتل والحصار والاستيطان، وكلها سياسات مناهضة للمواثيق الدولية.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة