طرحت منصة watch it الجزء الثانى من سلسلة "أم الدنيا" الوثائقية، والتى تستعرض أهم المحطات التاريخية بداية من العصر الرومانى مرورا بتاريخ اليهود فى مصر ومولد السيد المسيح ورحلة العائلة المقدسة، وحتى قدوم الجيش الإسلامي، وحتى العصر الفاطمى، وسلسلة أم الدنيا بطولة سوسن بدر، وإخراج ورؤية محمود رشاد، مدير تصوير بسام إبراهيم، وهنا نسرد بدايات ونهاية الدولة البطلمية التي وردت في المسلسل من المصادر التاريخية.
وبحسب كتاب "بداءة عصر البطالمة" للمؤلف إسماعيل مظهر، كانت مصر قبل مجىء البطالمة تحت الاحتلال الفارسى الذى اتخذ منذ يومه الأول نهجًا عدائيًّا تجاه ثقافة المصريين وعقائدهم، حيث سخر الفرس من أديانهم، فدنسوا المعابد وأبطلوا الشعائر الدينية، كما فرضوا دينهم على المصريين قسرًا، ناهيك عن العلاقة السيئة والمتوترة على الدوام بين الإدارة الفارسية والمصريين، لذلك رأى المصريون فى حملة "الإسكندر الأكبر" نوعًا من التحرير، خاصة بعد ما أظهره "البطالمة" من احترام لمعبودات المصريين القديمة.
آُثار مصرية
ووفقا لعالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، اعتبر البطالمة أنفسهم مصريين، لبسوا ملابسهم وعبدوا آلهتهم، وبدأوا فى تعلم اللغة المصرية القديمة التى ظلت لغة رسمية للمكاتبات الحكومية إلى جانب اليونانية القديمة، فكان المرسوم الملكى يكتب ويسجل أولا باللغة المصرية القديمة بخطيها الهيروغليفى (النقش المقدس) والديموطيقى (الخط الشعبى)، ثم يسجل باللغة اليونانية القديمة.
وتابع: "البطالمة الذين حرصوا على تصوير أنفسهم على الآثار المصرية القديمة وكتابة أسمائهم داخل الإطار الملكى المعروف باسم "الخرطوش"، وقد عرف البطالمة منذ البداية الوتر المهم للمصريين وهو الوازع الدينى القوى لديهم، فقاموا بتغذية هذا الوازع بإقامة الأعياد الدينية والاحتفالات المتتالية لمناسبات دينية مختلفة، وكذلك تشييد المعابد وتجديد المقاصير التى أصابها الزمن، وقربوا بين آلهة اليونان وآلهة المصريين، وتقبل المصريون الآلهة اليونانية ضمن مجمعهم الدينى".
تم إنشاء مستوطنات يونانية مختلفة فى مصر خلال العصر البطلمى لتكون مناطق مركزية رئيسية للمواطنين الإغريق الذين جاءوا إلى مصر بثقافتهم وتقاليدهم مثل "بطلمية" فى صعيد مصر و"فيلادلفيا" بالفيوم و"نقراطيس" التى كانت أول مستوطنة يونانية ومركزاً للتجارة بين المصريين واليونانيين فى الدلتا والتى أنشئت خلال العصر المتأخر، أما فى العاصمة القديمة منف قام المستوطنون اليونانيون بتأسيس مستوطنتهم حول المعبد الرئيسى لبتاح بأوائل العصر البطلمي.
انتهى حكم البطالمة فى مصر نهاية مفجعة عندما هزمهم الرومان فى معركة أكتيوم 31 ق.م، ما أدى إلى انتحار الملكة كليوباترا السابعة وقتل ابنها، بطليموس قيصرون الخامس عشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة