وكان اليوم السابع قد تواصل مع يوسف خندقجى شقيق الكاتب باسم خندقجى، لمعرفة ما إذا كان قد علم بفوزه بجائزة البوكر أم لا؟ وأفاد بأن أحد الأسرى المحررين الذين كانوا متواجدين مع باسم في السجن واسمه "ريمون"، قال: إنه "تم تحويل باسم خندقى للتحقيق مجددًا بسبب روايته قناع بلون السماء، وهذه المرة لم يتم عزله، ولكن كان هناك اعتراض شديد على كتابتها وإخراجها من السجن".
وكان باسم خندقجي قد فاز بجائزة البوكرفي نهاية شهر أبريل الماضي، عن روايته قناع بلون السماء.
وتدور الرواية حول نور عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، ذات يوم، يجد هوية زرقاء في جيب معطف قديم، صاحبها الإسرائيلي أور، فيرتدي نور قناع المحتلّ في محاولة لفهم مفردات العقل الصهيوني. في تحوّل نور إلى أور، وفي انضمامه إلى بعثة تنقيب إحدى المستوطنات، تتجلى فلسطين المطمورة تحت التراب بكل تاريخها، وفي المسافة الفاصلة بين نور وأور، وبين الهوية الإسرائيلية الزرقاء والتصريح الفلسطيني، وبين السردية الأصلية المهمشة والسردية المختلفة السائدة، هل سينجح نور في إلقاء القناع والقضاء على أور، علّه يصل إلى النور؟
هنا نور، بطل الرواية يسعى لكتابة رواية تاريخية عن مريم المجدلية، ولكي يقوم ببحثه التاريخي للرواية يقوم بانتحال شخصية مواطن إسرائيلي، منتهزا ملامحة الأوروبية التي سهلت له، مع اتقانه للعبرية التي تسهل له العبور الى الداخل الصهيوني، والانضمام الى بعثة تنقيب في أحد المناطق الأثرية، لكن من متابعة حوارات نور مع شخصيته المستعارة أور، نرى القصة الحقيقية، وهي أزمة الهوية التي يمر بها نور، فهو لا يقبل وضعه كلاجئ يسكن مخيما على أرض وطنه، وفي نفس الوقت لا يستطيع تقبل ما منحته له هويته المزورة من حياة طبيعية لكن وسط أعداء وطنه الذين استلبوا أرضهم وزوروا تاريخهم.
يُذكر أن المعتقل خندقجي (40 عامًا) من نابلس، واعتُقل في الثاني من نوفمبر 2004، وتعرض عقب اعتقاله لتحقيق قاسٍ وطويل، ولاحقاً حكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد ثلاث مرات، وقبل اعتقاله كان خندقجي طالبًا في جامعة النجاح الوطنية تخصص الصحافة والإعلام، وأصدر وهو في الأسر ديواني شعر، و250 مقالة وعدة روايات أدبية منها: "نرجس العزلة" و"خسوف بدر الدين"، إضافة إلى روايته الأخيرة "قناع بلون السماء"، وترجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية، ويُعتبر من الروائيين الفلسطينيين على مستوى العالم العربي.