يعيش السودان منذ منتصف أبريل من العام الماضي، حربا ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، شملت عدة ولايات سودانية، يقع ضحيتها الأبرياء، فقد كشف محامو الطوارئ، أن أكثر من 60 مدنى سقطوا قتلى، خلال أسبوع، جراء القصف الجوى والمدفعى العشوائى لطرفى القتال وفقا لصحيفة سودان تريبون.
واتهم بيان محامو الطوارئ، وهى مبادرة لقانونيين معنية برصد الانتهاكات الحقوقية، قوات الدعم السريع باطلاق وابل من المدفعية الثقيلة على محلية كررى شمالى أم درمان من اتجاه الخرطوم بحري، مما أدى إلى مقتل اكثر من 20 مدنى بينهم أسرة كاملة فضلا عن سقوط عشرات الجرحى.
وأكد البيان أن سلاح الجو التابع للجيش السودانى نفذ غارات فى 5 يونيو على قرية العلقة الشيخ الصديق بمحلية أم رمتة بولاية النيل الأبيض قتل على أثرها 9 مدنيين كما قصف قرية القليز بولاية النيل الأبيض أيضا ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وفى ولاية شمال دارفور أفاد البيان بأن الطيران الحربى للجيش نفذ هجمات على محلية الكومة، كان آخرها فى 4 يونيو، أدت إلى مقتل 10 مدنيين.وذكر البيان أن طيران الجيش شن قصفا جويا على مناطق مهلة والطلحة وبيكة غربى مدينة ود مدنى عاصمة ولاية الجزيرة فى الأول من يونيو، أسفر عن سقوط 20 مدنى وإصابة آخرين.
ودان محامو الطوارئ ما يقوم به طرفا الحرب من انتهاكات بحق المدنيين ووصفوها بأنها مجازر ترتكب بحق المدنيين العزل.
وأشار بيان محامو الطوارئ إلى أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وتعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولى الإنسانى والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
ميدانيا، لاتزال المعارك متواصلة بين طرفى النزاع، فقد أسقطت الدفاعات الجوية التابعة للجيش السودانى (6) طائرات مسيرة، حاولت استهداف 3 مناطق عسكرية فى ولايتى النيل الأبيض والخرطوم وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
وقالت مصادر عسكرية للتغيير، أن الجيش أسقط ست مسيرات تابعة لقوات الدعم السريع، دون خسائر بواقع مسيرتين فى كل من قاعدة وادى سيدنا العسكرية والفرقة 18 مشاة بكوستى وقاعدة كنانة الجوية بولاية النيل الأبيض.
وتوالت هجمات الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع خلال الفترات الماضية على عدد من المدن الآمنة نسبيا والتى يسيطر عليها الجيش السوداني.
وجاء استهداف ولاية النيل الأبيض بالطائرات المسيرة بعد ساعات من وصول قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى كوستى ضمن جولة تفقدية شملت محلية المناقل بولاية الجزيرة وكوستى بولاية النيل الأبيض وولاية سنار.
وفى 17 مايو الماضي، استهدفت 3 طائرات مسيرة، موقع النقل النهرى والسكة حديد بمدينة كوستى بولاية النيل الأبيض.
وفى الثانى من أبريل الماضي، تعرض إفطار رمضانى لمجموعة (البراء بن مالك) لهجوم بطائرة مسيرة بإحدى صالات الأفراح بمدينة عطبرة شمال السودان، تسبب فى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
فى سياق متصل قالت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور أن آلاف النازحين الفارين من معارك الفَاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والقرى المجاورة لها وصلوا، إلى بلدة طويلة، نحو 60 كيلومتر غربى الفاشر، والتى تشرف على السفوح الشرقية لجبل مَرة الممتد فى عدة ولايات بإقليم دارفور.
وأضافت المنسقية، وهى منظمة أهلية معنية برصد أوضاع النازحين واللاجئين بالسودان خصوصا بدارفور، أن النازحين الذين وصلوا طويلة يفتقدون كل شيء من ضروريات الحياة مثل الغذاء والدواء والماء ومواد الإيواء، ويعيشون صدمة نفسية.
ودعت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين فى بيان، الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية العاملة فى المجال الإنسانى ومن اسمتهم بأهل الخير، إلى تقديم المساعدة للنازحين الذين وصلوا إلى جبل مَرة.
فيما حذرت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، من مخاطر تزايد أعداد النازحين فى السودان إلى 10 ملايين.
وقالت المنظمة، أن عدد النازحين بسبب الصراع داخل السودان قد يصل إلى 10 ملايين فى الأيام المقبلة، حيث لا تنفك أسوأ أزمة نزوح داخلى فى العالم أن تتعقد، مع تفاقم المجاعة والأمراض التى تلوح فى الأفق إثر الصراع المدمر.
وأشارت إلى أن عدد النازحين وصل إلى 9.9 ملايين شخص فى جميع ولايات السودان الـ 18، منهم 7.1 ملايين فروا من منازلهم بعد بدء النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع فى 15 أبريل 2023، فيما البقية كانوا نازحين بالفعل قبل الحرب.
ويشمل عدد النازحين بعد حرب 15 أبريل قرابة الـ 975 ألف فرد نزحوا قبل اندلاعها وعانوا من النزوح الثانوى منذ ذلك الحين.
وأفادت المنظمة بأن أكثر من مليونى شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة خاصة إلى تشاد وجنوب السودان ومصر، ليصل بذلك عدد الفارين من ديارهم فى السودان إلى 12 مليون شخص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة