بعيداً عن أضواء الإعلام وفوضى التصريحات التي تُغرق بعض النجوم، واصل العمل مجتهداً لوضع اسمه بين نجوم الفراعنة المتألقين مع المنتخب الوطني عبر التاريخ، ونجح بالفعل أن يكون واحداً منهم، أحبته الجماهير لنواياه الطيبة تجاه زملائه، وازدادت حباً له بعد تألقه على المستطيل الأخضر وتسجيل الأهداف المؤثرة لصالح المنتخب الوطني فى مختلف المنافسات القارية، محمود حسن تريزيجيه، نجم طرابزون التركي والمنتخب، نجح فى قيادة الفراعنة مؤخراً لحصد 3 نقاط ثمينة بهدفيه فى شباك بوركينا فاسو ضمن منافسات الجولة الثالثة بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، ليحصد 3 نقاط غالية للفراعنة بالفوز على منتخب الخيول بهدفين مقابل هدف.
المشاركة الدولية الأولى
انضم تريزيجيه إلى صفوف المنتخب الوطني الأول عام 2014 تحت قيادة شوقي غريب، وارتقى لمستوى اللاعبين الكبار بسرعة ونجح فى تثبيت أقدامه بين نجوم الصف الأول في بلاده، ونال ثقة المدرب السابق للفراعنة هيكتور كوبر ليصبح أحد الركائز الأساسية في تشكيل الفراعنة، ولم يغب اللاعب عن صفوف الفراعنة منذ تصفيات أمم أفريقيا 2016.
ركلة جزاء الكونغو
أكثر ما تتذكره الجماهير هو اللقطة المضيئة، وصاحب الهدف الذي أسكن الكرة شباك المنافس في الثواني الأخيرة، وبالتأكيد نجح الفرعون المصري محمد صلاح فى تحمل مسؤولية تلك اللقطة عندما سدد بشجاعة ركلة جزاء المنتخب الوطني في شباك الكونغو بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، ونجح في قيادة الفراعنة للتأهل، ولكن ما قبل تلك الركلة الحاسمة كان مجهوداً كبيراً من محمود حسن تريزيجيه، عندما قاتل على لمس الكرة ونجح بالفعل وبمجهود فردي في الحصول على تلك الركلة التي سجلها محمد صلاح وتأهل بعدها المنتخب الوطني إلى المونديال بعد غياب أكثر من 28 عاماً.
حطم أرقام القيصر والثعلب
بهدفيه فى بوركينا فاسو، رفع تريزيجيه رصيده من الأهداف في تاريخه مع منتخب مصر إلى 18 هدفاً تخطى بها عدد أهداف حازم إمام مع الفراعنة والذى يصل إلى 16 هدفاً، وكذلك حسني عبد ربه صاحب الـ 17 هدفاً.
تحدى الإصابة اللعينة وتغلب عليها
بعد تألقه في الدوري الإنجليزي، داهمت الإصابة اللعينة القطع فى الرباط الصليبي تريزيجيه، خلال فترة لعبه بنادي أستون فيلا، غير أن النجم المصري اجتاز الاختبار الصعب بنجاح وعاد من الإصابة للتألق من جديد، تحدي إصابة الرباط الصليبي لم يكن الاختبار الأول لنجم الفراعنة، بل سبقه الكثير من الاختبارات، حيث بدأ محمود تريزيجيه ممارسة كرة القدم في عمر 7 سنوات في شوارع مدينة كفر الشيخ مع الأطفال، ولم يمنع ما عاناه من ظروف صعبة، ومرض والده، من تحقيق حلمه في الالتحاق بأكاديمية النادي الأهلي وكان عمره 9 أعوام وساعده في ذلك شقيقه الأكبر أحمد والذي لازمه في مشواره اليومي من كفر الشيخ إلى مقر النادي الأهلي بمدينة نصر من أجل حضور التدريبات، وكان يلعب في مركز المهاجم في بداية مشواره، ونال لقبه للتشابه بينه وبين النجم الفرنسي ديفيد تريزيجيه.
ومع بداية تألق تريزيجيه داخل أكاديمية النادي الأهلي، تعرض لصدمة قوية بعد وفاة والده وكان عمره قد تجاوز 10 أعوام، وتلقى بعدها صدمة أخرى بخروجه من حسابات القلعة الحمراء، قبل أن يعيده علي ماهر إلى النادي ليبدأ رحلة التألق وصناعة المجد مع الفريق الأول.