صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب "درامية الشعر الأندلسى" للدكتور محمود القاعود، ضمن سلسلة "دراسات أدبية".
والكتاب يتناول النزعة الدِّرامية فى شِعر لسان الدين بنِ الخطيب، وقدَّم الأدلةَ والبراهين على شُيوع النَّزعة الدراميةِ في ثنايا ديوانِ لسان الدين بن الخطيب، وهو الشاعرُ والطبيبُ والفيلسوفُ والمؤرخ والعالمُ الذي ملأ الدنيا، وشغلَ الناس، وتقلّبت حياتُه ما بين مدٍّ وجَزْر، وبينَ سعادة وحُزن.
وحرصت الدراسة النقدية للدكتور القاعود على أن توضِح علاقة الدراما والشعر، وكيف أنَّها علاقة وثيقة لا يمكن إنكارها، ولا يمكن قصرها على المسرح، ذلك أنَّ العناصر الدراميةَ تتواجَد فى المسرح مثلما تتواجد فى الشِّعر، ومثلما تتواجَد فى القصة، لكنَّها فى فنِّ القول الأوَّل "الشعر" لها خُصوصية، كون القصيدة تُعبِّر عنْ حالاتٍ شتَّى، سواء بالغنائية أو بدونها.
ورغمَ أنَّ الشعرَ الأنْدلسي قد حظيَ بمئاتِ الدِّراسات التي صارَ بعضُها يعبِّر عن نمطيَّة وتكرار، فإنَّ هذه الدراسةَ تطرقُ بابًا لم يُطرَق من قبْل، لا سيَّما في بابِ الدراسات الأندلسية، وتفتح آفاقًا أمامَ الباحثين في درامية الشعر.
ولقد وقعَ الاختيارُ في هذه الدراسة على أحد أبرزِ شُعراء الأندلس لسانِ الدين بنِ الخطيب، الذى أثبتتِ الدراسةُ استخدامَه تقنياتٍ دراميَّة مُتنوِّعة، وأنَّه قدْ وظَّفها باحترافيةٍ في ثنايا قصائدِه العديدة، قصدَ ذلك أم لم يقصد، لكنَّنا بمعيارِ النَّقد نجدُه قد أجادَ وتفوَّق مثلما أخفقَ في أحيان قليلة.