لا تتوقف القيمة الاقتصادية للنباتات الطبية والعطرية على كونها محصولًا تصديريًا داعمًا للدخل القومى بل هى مشروع اقتصادى متكامل يفتح المجال لإقامة العديد من الصناعات التى ترتبط بهذه المنتجات الزراعية مما يساهم فى توفير فرص عمل كبيرة للشباب خاصة وأن مصر تمتلك مقومات التوسع فى هذا المجال.
وعملت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، من خلال علماء وباحثى مركز البحوث الزراعية على التوسع فى زراعة النباتات الطبية والعطرية وتوفير كافة سبل الدعم الفنى للعاملين والراغبين فى العمل بهذا المجال لزيادة المساحات المزروعة بها، تماشيًا مع خطة الدولة للتوسع فى الصناعات القائمة عليها.
وتم اكتشاف النباتات الطبية والعطرية والتى تسمى أيضًا الأعشاب الطبية منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث تعتبر من المحاصيل غير التقليدية والتى تم استخدامها فى مجالات عديدة سواء أغراض طبية أو غذائية أو علاجية أو تناولها كمشروبات.
وتتكون النباتات الطبية من مئات المركبات الكيميائية التى تستخدم بعضها فى مقاومة الحشرات والفطريات، فضلًا عن أنها تستخدم أيضًا على نطاق واسع فى العديد من الأدوية وبشكل مؤثر وفعال، كما تعتبر أيضًا من المحاصيل التصديرية الهامة، وخاصة النعناع، والينسون والبابونج، الزعتر والكمون المصرى.
كما تلعب النباتات الطبية دورًا هامًا وحيويًا فى حفظ التوازن البيئى على الأرض، حيث يعتمد عليها جميع المخلوقات كمحصول رئيسى لا غنى عنه، لذلك وضعت وزارة الزراعة رؤية مستقبلية من خلال الجهات البحثية المختصة التابعة لها للنهوض بالنباتات الطبية والعطرية وزيادة وتحسين انتاج المساحات المزروعة بها، فرغم توافر المناخ المناسب فى مصر لزراعة النباتات الطبية والعطرية إلا أنها تزرع بمساحات غير كافية، اذا ما تم مقارنتها بالمحاصيل الأخرى.
أوضح تقرير لمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة أن مصر تزرع 30 نوعًا من النباتات الطبية كنباتات تصديرية على مساحة 80 ألف فدان ويصل حجم الصادرات من تلك المحاصيل إلى حوالى 95% من الزيوت والعجائن، وحوالی 85% من الأعشاب الجافة سنويا، مثل "العيلة الخيمية" أو الحبوب العطرية مثل الكمون، الكزبرة، وحبة البركة، حيث تمثل 50% من مساحات زراعة النباتات الطبية ثم تأتى فى المرتبة الثانية "العائلة الشفوية" مثل النعناع بأنواعه، البردقوش، المرمرية، الزعتر، الريحان، ثم العائلة المركبة، أو النباتات الزهرية مثل البابونج، شيح الكاموميل، الاقحوان، بالًضافة إلى حشيشة الليمون، السترونيلا، الكركديه، الحنة، كما تحتوى الفلوة المصرية على أكثر من 2500 نبات طبى وعطرى.
وتدخل النباتات الطبية والعطرية فى صناعة المبيدات الحشرية مثل نورات البيرثوم وبذور الديرس وغيرها التى تحتوى مواد قاتلة للحشرات فضلًا عن طاردات الحشرات مثل حشيشة السترونيلا وكذلك النباتات القاتلة للقوارض بالإضافة بعض الصناعات الهامة مثل صناعة النسيج الذى يستخدم فيها المواد الهلامية المستخرجة من نباتات مختلفة وكذلك صناعة دباغة الجلود والتى تستخدم فيها التاتينات وصناعة السجائر من نبات الدخان والزيوت الثابتة مثل زيت الذرة الذى يحتوى على أحماض دهنية غير مشبعة تستخدم لتغذية مرضى القلب والسكر.
وتعتبر محافظة المنيا من أكثر المحافظات فى مجال زراعة النباتات الطبية والعطرية، حيث أن مساحة 34% من النباتات الطبية والعطرية تزرع فى المنيا لتحتل بذلك المركز الأول فى زراعة هذه المحاصيل، بينما تحتل محافظة الفيوم المركز الثانى فى زراعة النباتات الطبية بنسبة 20% من المساحة المنزرعة فى مصر، فهى من أكثر المحافظات التى تقوم بزراعة محصول النعناع، ويأتى فى المركز الثالث محافظة بنى سويف ثم محافظة أسيوط، فيما تزرع نسبة 19% من النباتات فى باقى المحافظات.
ورغم صغر الرقم الذى تمثله النباتات الطبية والعطرية والتى لا تتعدى حدود 1% من إجمالى الرقعة الزراعية لباقى الحاصلات الأخرى، إلا أننا انها تحتل مرتبة متقدمة ضمن الـ10 الكبار، من إجمالى 140 دولة مُنتجة، ويمثل إنتاجها 2.5% من إجمالى الإنتاج العالمى.
ويعد قطاع زراعة الياسمين وتصنيع منتجاته من الصناعات الهامة والواعدة والتى تتميز بها مصر عالميًا دون غيرها من الدول، وتتركز هذه الزراعة بشكل كبير فى قرية شبرا بلولة بمركز قطور بالغربية والقرى المحيطة بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة