جدّد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تحذيره من استغلال تنظيم داعش لحالة الانشغال بالتغيرات السياسية التي شهدتها الكونغو الديمقراطية لفرض واقع على البلاد بأن تصبح مقرًا لما يطلق عليه التنظيم "ولاية وسط إفريقيا" في دولته المزعومة، مناشدًا كافة الجهات المعنية بضرورة العمل على التصدي لمحاولات التنظيم فرض هذا الواقع الوحشي، وتكثيف جهود المكافحة بمنع الإمدادات وسد الثغرات والفجوات الأمنية وزيادة الوعي بين المواطنين لكسب خبرة أكبر في التعامل مع تهديدات التنظيم، وكذا حشد قوات إضافية بإقليم كيفو المضطرب لمنع محاولات التنظيم تنفيذ هجمات جديدة تتسبب في مقتل العشرات من الأبرياء.
واشار المرصد إلى أن تغني التنظيم بما يعدّه نصرًا مبينًا على "النصارى" حسب زعمه، إنما مردّه إلى العمل على رفع الحالة المعنوية لعناصره وكسب تعاطف أكبر وتصوير عملياته بأنها الجهاد المشروع وأن ما تجنيه أيديهم غنائم مباحة ومكاسب مشروعة، والحق أن التنظيم بعملياته هذه يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنه بعيد كل البعد عن الدين ولا يعلم من الجهاد إلا اسمه، بل هو تنظيم إجرامي وعصابات تستخدم السّلاح والإرهاب للسطو على ممتلكات الآخرين وتعمل آلة القتل بشتى ألوانه وصوره الوحشية لنشر الرعب وإثبات سطوتها، ولكنها إلى زوال شأنها شأن أي عصابة أو كيان مجرم غاصب.
وسلط المرصد في تقريرا له علي سلسة هجمات هي الأسوأ منذ فترة،بعد ان أعلنت الكونغو الديمقراطية مقتل نحو 50 شخصًا شرقي البلاد في سلسلة هجمات شنها مسلحون على صلة بتنظيم "داعش"؛ حيث نفّذت مليشيا "القوات الديمقراطية المتحالفة" الموالية للتنظيم الإرهابي سلسلة هجمات بدأت يوم الثلاثاء الماضي بتوغلات استهدفت ثلاث قرى شمال إقليم كيفو، تبعتها هجمات متفرقة استهدفت قرى أخرى يوم الأربعاء، وكان آخر الهجمات هجومًا موسّعًا استهدف قرى مدينة بيني بإقليم شمال كيفو.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" فقد سقط نحو 35 شخصًا إثر هجمات الثلاثاء، بينما أسفرت هجمات الخميس الماضي عن سقوط 13 شخصًا حسب ما قال مسؤول في المجتمع المدني للوكالة؛ حيث ذكر كينوس كاتوو، مسؤول المجتمع المدني في منطقة ماموف حيث وقعت الهجمات، أن "سبعة رجال وست نساء" قُتلوا، مشيراً إلى أن ثمة "عدة أشخاص آخرين في عداد المفقودين".
من جهته قال ليون سيفيوي المسؤول الإداري في بيني لـ"فرانس برس" إن الهجمات التي تنفّذها مليشيا "القوات الديمقراطية المتحالفة" ذراع داعش في المنطقة تسببت في فرار العديد من السكان من منازلهم، مشيرًا إلى أن عدد الضحايا قد يرتفع مع تواصل عمليات البحث.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم داعش أعلن في بيان الجمعة عبر إحدى منصاته الإعلامية قتل أكثر من 60 شخصًا في هجمات للتنظيم شرق الكونغو الديمقراطية، وأن من بين القتلى عدد من عناصر الجيش الكونغولي، علاوةً على أسر عدد من أفراد الجيش ومدنيين كرهائن وإضرام النيران في عدد من المنازل والمحال التجارية المملوكة لمن يطلق عليهم التنظيم "النصارى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة