رئيس معمل أبحاث الشمس يكشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل أهم الظواهر الفلكية المرتقبة حتى نهاية العام.. الدكتور ياسر عبد الهادى: مصر على موعد مع كسوف كلي للشمس يوم 2 أغسطس المقبل.. وخسوف قمري جزئى فى 18 سبتمبر 2024

الإثنين، 01 يوليو 2024 08:00 م
رئيس معمل أبحاث الشمس يكشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل أهم الظواهر الفلكية المرتقبة حتى نهاية العام.. الدكتور ياسر عبد الهادى: مصر على موعد مع كسوف كلي للشمس يوم 2 أغسطس المقبل.. وخسوف قمري جزئى فى 18 سبتمبر 2024 الدكتور ياسر عبد الهادى
حوار محمود راغب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** تم اختيار مدينة الأقصر الواقعة في مسار كسوف الشمس لتكون النقطة الأهم لرصده وتصويره

ما هى أهم الظواهر الفلكية المرتقبة خلال هذا العام ؟ وماذا عن جهود معهد الفلك فى رصد أهله الأشهر الهجرية ؟ ولماذا تعتبر رصد الأهله من أصعب الرصدات ؟ وكيف يتم رصد البقع الشمسية وما أهمية متابعتها ؟ كل هذه التساؤلات وأكثر أجاب عنها الدكتور ياسر عبد الهادى رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، كاشفا فى حوار خاص لـ"اليوم السابع" عن أهم حدث فلكى مرتقب فى مصر خلال السنوات المقبلة، ولمعرفة المزيد إلى نص الحوار .

 

- فى البداية حدثنا عن أهم الظواهر المرتقبة خلال هذا العام ؟

بعدما شغل الناس موضوع كسوف الشمس فى الثامن من أبريل الماضي -  نحن على موعد مع خسوف قمري جزئي وكسوف شمسي حلقي.

الخسوف القمري الجزئي سيكون يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024م ويظهر في بعض مناطق العالم مثل الأمريكتين وأجزاء من القارة القطبية الجنوبية وغرب المحيط الهندي والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والمحيط الأطلسي وشرق بولينيزيا، ويتفق وسط هذا الخسوف مع اكتمال بدر شهر ربيع الأول من عام 1446هـ.

وسوف يُرى هذا الخسوف في مصر، حيث سيقوم ظل الأرض بحجب نسبة 3,5 % من مساحة قرص القمر (ما يقابل 0,085 من طول قطره) عند بلوغه نقطة الذروة. 

وستكون مدته الكلية منذ بداية دخول القمر منطقة شبه ظل الأرض إلى خروجه منها من الجهة المقابلة 4 ساعات و6 دقائق، بينما ستكون مدة فترة الخسوف الجزئي فقط منذ بداية دخول الفمر منطقة ظل الأرض إلى خروجه منها من الجهة المقابلة ساعة و3 دقائق.
أما الكسوف الشمسي الحلقي فسيكون يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024م تتفق ذروته مع اللحظة التي تسبق ميلاد هلال شهر ربيع الآخر لعام 1446هـ.  وسوف يكون هذا الكسوف مرئياً في جنوب المحيط الهادي وتشيلي والأرجنتين و جنوب المحيط الأطلسي ، بينما يكون جزئياً في بعض أجزاء من أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية ، في حين أنه لن يُرى في مصر ولا في المنطقة العربية.
 

- وما الدور الذى يبذله معمل أبحاث الشمس فى إعداد الدليل الهجرى ورصد الأهلة؟
 

يقوم معمل أبحاث الشمس منذ إنشائه بإصدار نشرة نوعية سنوياً تعرف باسم (الدليل الفلكي) ، وتم تسميتها بهذا الاسم لاحتوائها على الكثير من المعلومات الفلكية للسنة من حيث بدايات الشهور الهجرية القمرية ومواعيد ميلاد أهلتها بالضبط وظروف وإمكانية رؤيتها ومواقيت الصلاة وتحديد اتجاه القبلة لأي مكان في العالم ومواعيد المواسم الدينية والقومية وكذلك مواعيد الأحداث الفلكية كالكسوفات الشمسية والخسوفات القمرية والاقترانات والاستتارات والتقابلات بين الكواكب والنجوم المشهورة في السماء.

ويقوم على حسابات هذه النشرة نخبة من علماء الفلك والتقاويم من ذوي الخبرة الطويلة في مجال البحث والحساب الفلكي. 

وفي السنوات الأخيرة أصبحت هذه النشرة موجودة على موقع المعهد على شبكة الإنترنت، كما أصبحت تطبيقاً يمكن لمستخدمي الهاتف المحمول (الخلوي) تحميله على هواتفهم لتصبح كل هذه البيانات والمعلومات في متناول أيديهم على هواتفهم. وتبرز أهمية هذه النشرة بشكل خاص في مهام استطلاع أهلة الشهور الهجرية التي تتطلب رؤية الهلال في موعد محدد في مكان محدد يتم حسابهما بدقة لكل نقطة استطلاع لتحقيق الرؤية الشرعية المستندة والمستنيرة بالعلم.
 

- ولماذا يعتبر رصد الهلال الجديد من أصعب الرصدات؟
 

كما نعلم أن عملية رصد الهلال محدودة بزمن معين هو من بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري،  وكما هو معلوم أن بعد غروب الشمس يسود ضوء شفق الغروب الذي ينتهي بدخول وقت صلاة العشاء.

والمطلوب في هذه المهمة هو البحث عن هلال الشهر الجديد المولود حديثاً (قبل ساعات معدودة) وسط ضوء الشفق،  ومن خصائص هذا الهلال الجديد أنه دقيق للغاية (ربما أدق من الشعرة البيضاء) وضوؤه لا يكاد يُرى في حُمرة الشفق المشوبة بتدرج ألوان السماءز  فإذا علمنا أن لمعان الشمس أكبر من لمعان القمر بدراً بحوالي 450 ألف مرة فليس من الصعب علينا تخيل كيف يكون لمعان الهلال الجديد (الأقل بكثير من لمعان البدر) بالنسبة للشمس. 

وحتى إن كان ضوء الشمس المباشر اختفي بغروبها فإن ضوءها المشتت بعد الغرب سيجعل من مهمة رؤية الهلال مسألة في غاية الصعوبة وبالذات إذا كان موقعه الظاهري (إحداثياته الظاهرية في السماء كارتفاعه فوق الأفق وانحرافه  الأفقي عن قرص الشمس) قريباً من قرص الشمس عند الغروب.

هذا بالإضافة إلى احتمالية تعرض موقع الرصد نفسه إلى ظروف جوية تحجب الرؤية من الأساس كالسحب والغبار والعوالق الجوية وبخار الماء إذا استبعدنا التلوث الجوي باختيار مواقع بعيدة عن العمران والنشاط السكاني والصناعي. ولذلك عمدنا إلى جعل عملية استطلاع الهلال في لجان متعددة ومنتشرة في أنحاء البلاد وروعي فيها أن تكون مختارة بعناية بقدر الإمكان من حيث ظروف الرؤية الفلكية فيها مع الاحتفاظ بإنكانية تغيير أحدها أو كلها وفقاً لتطورات الظروف من حوله.
 

- وماذا عن الجهود الذى يبذلها المعمل فى رصد الشمس والبقع الشمسية وكيف يتم رصدها؟
 

من ضمن أهم أنشطة الرصد في المعمل هو الرصد اليومي والمتابعة اليومية للنشاط الشمسي من خلال متابعة أبرز ملامحه وهي البقع الشمسية التي يعتبر ظهورها وعددها وكثافتها مؤشراً مهماً لحالة النشاط الشمسي الذي يأخذ شكل الدورات تمتد كلاً منها في المتوسط مدة زمنية قدرها 11 سنة، بحيث تكون السنوات الخمس الأولى هي سنوات تصاعد النشاط إلى أن تصل إلى الذروة (السادسة) ثم تكون السنوات الخمس المتبقية هي سنوات تناقص النشاط إلى أن تنتهي الدورة لتبدا دورة جديدة وهكذا. 


ونظراً لارتباط حدة هذا النشاط بأمور كثيرة على سطح الأرض من الاتصالات اللاسلكية وحركة الأقمار الاصطناعية ونظم الملاحة وتحديد المواقع وظهور ظاهرة الشفق القطبي المثيرة ، فقد أخذ المعمل على عاتقه رصد ودراسة هذه البقع الشمسية يومياً، خاصة أننا في هذه السنة (2024م) سنصل إلى ذروة دورة النشاط الشمسي الحالية (رقم 25 منذ بداية رصد وترقيم الدروات الشمسية عام 1745م التي تم إرجاع هذا الترقيم إليها بعد اكتشاف الدورات عام 1843م). 


أما عن طريقة رصد هذه البقع فيوجد لدينا منظار شمسي من نوع (الكوديه) الذي يتم إسقاط صورة لقرص الشمس من خلاله على خريطة بمقياس رسم يطابق أبعاد القرص المُسقط ليتم رسم البقع في أماكن ظهورها على القرص.كما يتم تصوير القرص نفسه باستخدام كاميرات خاصة وبمرشحات ضوئية خاصة عبر هذا المنظار وكذلك عبر جهاز مطياف شمسي.  وبناءً على هذه الأرصاد يتم إجراء حسابات مواقع وأعداد ومجموعات البقع الشمسية وإعداد تقرير يومي مفصل بها ليكون جاهزاً للتبادل مع المراصد العالمية حيث تساعد هذه البيانات إلى حد كبير في عملية التنبؤ بحدوث العواصف الشمسية التي قد تضرب الأرض محدثة عواصف مغناطيسية قد تتسب في قطع الاتصالات عن مساحات كبيرة من الأرض وتعطيل أداء الأقمار الاصطناعية ونظم الملاحة الجوية البحرية وشبكات تحديد المواقع (GPS).
 

- هل هناك خطة لتطوير معمل أبحاث الشمس وهل هناك خطة لتطوير التلسكوب الشمسى ؟
 

نحن الآن فعلاً بصدد عمل خطة تطوير شاملة لمنظوة الرصد الشمسي لتواكب أحدث النظم الأرضية العالمية ، وهي ماضية على محورين: الأول هو عمل أتمتة كاملة للنظام بحيث يمكن التحكم فيه ذاتياً ، والثاني هو تطوير كفاءة أجهزة الرصد نفسها وتزويدها بكاميرات أعلى دقة ومرشحات ضوئية إضافية للحصول على معلومات أكثر وصور أكثر جودة لينعكس هذا على المخرجات الناتجة لعملية الرصد سواء البحثية أو الخدمية.

- وأخيراً من وجهة نظرك ما هو أهم حدث فلكى مرتقب وتشهد مصر خلال السنوات المقبلة ؟
 

تشهد مصر يوم الاثنين 2 أغسطس 2027م كسوفاً شمسياً كلياً يُعتبر الحدث الفلكي الأهم في الفترة القادمة،  ويبدأ مسار هذا الكسوف من أقصى غرب البحر الأبيض المتوسط إلى شمال أفريقيا ثم يقطع الصحراء الغربية المصرية ووادي النيل عند محافظة قنا ثم الصحراء الشرقية ثم يمر ببرنيس على ساحل البحر الأحمر ويعبره إلي شبه الجزيرة العربية ومن ثم إلى المحيط الهندي، حيث سيكون عرض المساحة المغطاة بهذا المسار هو 258 كيلومتراً.

يبدأ الكسوف جزئياً في الساعة 11:19 صباحاً بالتوقيت الصيفي للقاهرة بينما يبدأ الكسوف الكلي في تمام الساعة 12:39 بنفس التوقيت حتى تنتهي في تمام الساعة 2:22 بعد الظهر ويستمر الكسوف جزئياً حتى ينتهي تمام الساعة 3:39 عصراً.  أما فترة الذروة للكسوف الكلي فتكون في أقصى تقدير لها حوالي 6 دقائق و25 ثانية وهي الفترة الأهم عند علماء الفيزياء الشمسية وراصدي كسوف الشمس بشكل عام حيث ستبدو فيها الهالة الشمسية في أوضح حالة لها وسيتمكنون من تصويرها ودراستها بشكل هو الأدق من على سطح الأرض.  وبذلك تكون الفترة الكلية للكسوف منذ بدايته حتى نهايته حوالي أربع ساعات ونصف بينما تكون فترة الكسوف الكلي ساعة و43 دقيقة.

واختيرت مدينة الأقصر الواقعة في مسار هذا الكسوف لتكون النقطة الأهم لرصده وتصويره لما تحمله من زخم وإرث حضاري وتاريخي يمكن الاستفادة به ليستمتع مرتادوها بزيارة نادرة ربما لا تتكرر في حياتهم مرة أخرى.

 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة