تمكن ميناء الإسكندرية من استقبال السفن العملاقة، وذلك بعد أعمال التطوير الذى شهده الميناء، خاصة بعد انشاء وتشغيل محطة تحيا مصر متعددة الأغراض، والتى تدعم تجارة الحاويات الترانزيت، والمساهمة فى تحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت.
وسيصبح ميناء الإسكندرية أحد محطات الترانزيت في المستقبل، حيث مكن التطوير الذى تم بالميناء على استيعاب الجيل الرابع من السفن والناقلات العملاقة، وذلك من خلال محطة تحيا مصر متعددة الأغراض المجهزة بأعلى وسائل الأمان، حيث نجحت المحطة بعد سنة من تشغيلها في التعاقد مع 6 خطوط ملاحية عالمية مختلفة، واستقبال ما يزيد عن 330 سفينة وتداول حوالى 410 ألف حاوية مكافئة مع تتبع كافة إجراءات الأمن والسلامة والصحة المهنية، وتحت إشراف طاقم عمل المحطة بالإضافة الى استقبال السفن ذات الاحجام كبيرة لأول مرة بميناء الإسكندرية نظرا لمواصفات و أعماق المحطة.
ففي الثلاثين من مايو 2024 استقبلت محطة تحيا مصر السفينة (APOLLON) التابعة للخط الملاحي CMA وهي أكبر سفينة حاويات دخلت ميناء الإسكندرية حتى الأن حيث يبلغ طولها(366) متر و عرضها ( 51) متر و غاطس يصل الى ( 14) متر وحمولتها الكلية ( 156) ألف طن بما يعادل أكثر من( 15 ) ألف حاوية مكافأة مما يشير الى تطور أعمال التشغيل بالمحطة و قدرتها على استيعاب أحجام أكبر من السفن، كما بدأت المحطة باستقبال أكثر من سفينة للبضائع العامة في نفس ذات الوقت على رصيفها الجنوبي.
وبلغت نسبة الترانزيت بميناء الإسكندرية من إجمالي التداول 39% ، ومن المستهدف جعل المحطة مركزا رئيسيا لتجارة الترانزيت في الشرق الأوسط، كما حصلت محطة تحيا مصر على المركز الرابع من حيث الإنتاجية و المركز الثاني من حيث السلامة في منظومة المحطات التي تشرف على أدارتها شركة CMA CGM على مستوي أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط و التي تصل الى 50 محطة على مستوى العالم و يعد هذا الإنجاز بمثابة شهادة على مواكبة المعايير العالمية والتحسين المستمر في الأداء حيث التزمت المحطة بكافة الضوابط و الالتزامات العالمية للأمن البحري ( ISPS CODE ( وكود البضائع الخطرة و تم التأمين على المحطة بالكامل من خلال 3 شركات كلها شركات مصرية نظرا لحجم الاستثمار الضخم.
كما تم التعاون مع مصلحة الجمارك المصرية لإستصدار نظام جمركي للمخازن بالمحطة لمساعدة الشركات العالمية بأن تكون المحطة مركزا رئيسيا لتداول وتوزيع بضائعها وهو ما سيجلب نوعية جديدة من البضائع على سوق النقل المصري.
من جانبه أكد وزير النقل، أن تصميم المحطة بأحدث نظام تكنولوجي ذكى بداية من بوابات الدخول و الخروج من المحطة لمواكبة التطور التكنولوجي في الموانئ البحرية العالمية و حيث تعمل هذه البوابات بنظام OCR ( نظام كاميرات التعرف على الأحرف) لتسجيل الدخول والخروج لكافة الشاحنات، والبضائع، المتوجهة من و الى المحطة، وادى ذلك الى تطبيق نظام التسجيل المسبق للشاحنات، والذي يعتبر أحد أهم المميزات التي تفردت بها المحطة عن غيرها عن طريق التسجيل المسبق للشاحنة، قبل وصولها المحطة، مما يسمح للسائقين التواصل بينه وبين نظام الإدارة بالمحطة لتحديد موعد وصوله، ومكان تفريغ الشاحنة، وأيضًا موعد المغادرة، فتمكنت الشركة المشغلة من ضغط وقت الشاحنة داخل المحطة حتى لا يتعدى 20 دقيقة وهذا رقم قياسي لم تصل إليه أى محطة من قبل في مصر مما سيؤدى بدورة لزيادة أحجام التداول و بالتالي إيرادات المحطة و التغلب على أكبر التحديات التي تواجهها الموانئ البحرية و هي التكدس ، كما شملت منظومة تكنولوجيا المعلومات بالمحطة أحدث أساليب تأمين البيانات التشغيلية.
وبدأت شركة المجموعة المصرية بالتعاون مع الهيئة العامة لميناء الإسكندرية بتطوير البنية الفوقية لاستخدام وإدارة وتشغيل محطة شحن الحاويات بالقطارات RAILWAY CONTAINER STATION - RCS ) ) على مساحة 20 ألف متر مربع بعدد 4 خطوط سكة حديد, بإجمالي أطوال 1310 متر تم ربطها بالسكك القومية لسكك حديد مصر مما يمكن المحطة من شحن قطار طوله 600 متر بمتوسط 50 حاوية مكافئة للرحلة الواحدة, بهدف ربط المحطة بالموانئ الجافة بــ 6 أكتوبر، والعين السخنة، لتكون بوابة لحركة التجارة للخطوط الملاحية لمصر والشرق الأوسط.
وأشار وزير النقل إلى أنه من الناحية التشغيلية جارى التعاون مع تحالف شركة الغرابلي وشركة ثرى إيه انترناشونال (G3A) و الذى سيقوم بدور الناقل حيث سيقوم التحالف بتوفير أكثر من 3 قطارات أسبوعيا فالفترة الأولى من التشغيل إلى أن تصل إلى 3 إلى 5 قطارات/ يوميا بسعة 250 حاوية مكافأة الى جميع الموانئ البحرية و الجافة و متوقع بدء تشغيل محطة شحن الحاويات بالقطارات على أرصفة ( 33-34 ) بميناء الإسكندرية قبل نهاية هذا العام.
جدير بالذكر أنه تم تجهيز المحطة في حيز جغرافي تبلغ مساحته 570 الف متر مربع، وأعماق تتراوح من 14 إلى 17.5 متر، أما أطوال الأرصفة تصل حوالي 2.5 كم تجعلها قادرة على استقبال من 6 إلى 7 سفن في نفس الوقت، و تداول ثلاثة أنواع من البضائع ( حاويات ، بضائع عامة ، سيارات ) حيث تبلغ السعة الاجمالية السنوية 1.5 مليون حاوية مكافئة، 2 مليون طن بضائع عامة، و 100 الف سيارة.
كما تحقق طاقة التداول من 12 إلى 15 مليون طن سنويا ، أما عن المعدات الثقيلة فتصل إلى حوالى 140 معدة، حيث يثم تشغيل المرحلة الأولى للمحطة بعدد (4) ونش رصيف عملاق (STS) للتعامل مع سفن الجيل الرابع، مما يجعل محطة تحيا مصر متمكنة من استقبال سفن حاويات عملاقة، تصل حمولتها إلى 20 ألف حاوية، كما تم تزويد المحطة بـ ( 12) ونش من أوناش الساحة (ERTG) ذات المواصفات الفنية العالمية، والتي تعمل جميعها بأقل استهلاك للطاقة الكهربائية، لأول مرة في مصر، حفاظًا على جعل المحطة صديقة للبيئة و من المخطط ان تعمل المحطة بكامل طاقتها التشغيلية ب ( 10 ) اوناش رصيف و (30) ونش ساحة في المراحل المستقبلية وقد إتخذت الشركة مؤخرا قرارا بالبدء في المرحلة الثانية و جارى التعاقد مع معدات المرحلة الثانية لتوريدها لتكون جاهزة للعمل مطلع عام 2026.
وقامت شركة المجموعة المصرية باختيار أحد الشركاء العالميين المتخصصين القادرين على الدخول للأسواق العالمية في مجال إدارة وتشغيل المحطات متعددة الأغراض وهي شركة CMA-CGM الفرنسية ثالث خط ملاحي على مستوى العالم لنقل الحاويات ، حيث تستخدم 200 مسار شحن بين 420 ميناء في 150 بلد مختلف، ويعتبر التعاون معها إضافة كبيرة لإدارة وتشغيل محطة تحيا مصر، ويفتح المجال لتطبيق المعايير الدولية في تشغيل الموانئ بهدف الوصول الى معدلات قياسية في الشحن والتفريغ ، كما تصل نسبة المهندسين والعمالة المصرية بالمحطة الى 99% مما ساهم في توفير فرص عمل تصل الى 1000 فرصة عمل مباشرة و اكثر من 5000 فرصه عمل غير مباشرة نتيجة لتعاقد المحطة مع حوالى 20 شركة لتقديم خدمات ( الأمن – النظافة – الزراعة )