شاعر لبنانى معروف عاش معظم حياته فى مصر، عرف بعمقه فى المعانى وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، وعمل بالتاريخ والترجمة، هو الشاعر الكبير خليل مطران والذى أطلق عليه شاعر القطرين ويقصد بهما مصر ولبنان، وفى ذكرى ميلاده، إذ ولد في مثل هذا اليوم 1 يوليو من عام 1872م، نستعرض رأى الدكتور طه حسين في شاعر القطرين.
تميز أسلوب خليل مطران الشعري بالصدق الوجداني والأصالة والرنة الموسيقية، حتى عُرف كأحد رواد حركة التجديد وصاحب مدرسة في كل من الشعر والنثر، وكما يعد مطران من مجددي الشعر العربي الحديث، فهو أيضاً من مجددي النثر فأخرجه من الأساليب الأدبية القديمة.
ويقول الكاتب الكبير سعيد الشحات في سلسلته "ذات يوم"، إن خليل مطران اتجه إلى مصر فى شهر أغسطس سنة 1892 ليستقر فيها بقية عمره، وبدأ على الفور فى البحث عن نشاط يشكل مورد رزقه، ويحدد مجال مساهمته فى المجتمع الذى سيعيش فيه بصفة مستمرة حتى عام 1949، وكان المجال الذى استقر عليه هو المجال الأدبى والصحفى»، وفقًا للدكتور أحمد درويش فى كتابه «خليل مطران - المسيرة والإبداع» ترجمة: رشا صالح عن «مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود - البابطين للإبداع الشعرى».
وكان لخليل مطران مكانه خاصة لدى الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى، إذ قال عنه طه حسين: «إذا نظرنا إلى المولد والنشأة الأولى فخليل مطران لبنانى، فما فى ذلك شك، وإذا نظرنا إلى أنه قد أنفق أكثر حياته فى مصر، وتأثر بأحداثها وتأثر بالأحداث العربية المختلفة عن طريق التأثر المصرى العام فمطران مصرى، ومن أجل ذلك كان المعاصرون يسمون خليل مطران شاعر القطرين فى أول الأمر، كما كانوا يسمون شوقى أمير الشعراء، وكانوا يسمون حافظًا شاعر النيل، فلما توفى صاحباه وعمر بعدهما دهرًا سماه المصريون وغير المصريين شاعر الأقطار العربية، وليس من شك أنه كان شاعرًا مبرزًا من شعراء العرب فى العصر الأخير.. هو - كما قلت - ربما كان مكانه من شوقى ومن حافظ فى كثير من الأحيان مكان الأستاذ والرئيس، ذلك أنه كان أعمق منهما ثقافة، وأكثر منهما اطلاعًا، وأشد منهما مصاحبة للثقافة الأجنبية، وأكثر منهما ممارسة متصلة لهذه الثقافة، وهو لم يكن محدود الأفق، ولم يكن مقصورًا على ألوان معينة من الثقافة، كما أنه لم يكن مقصورًا على ألوان معينة من ألوان الحياة، فهو أولًا لم يقف نفسه على الشعر، ولكنه اشترك فى النثر أيضًا، واشترك فى الصحافة كذلك.. لم يتخذ الشعر صناعة ومهنة، ولم يتخذه على كل حال مكسبًا، وإنما كان الشعر بالقياس إليه فنًا يهواه وتألفه نفسه وتطمح إليه طبيعته»، كما ذكر الكاتب الكبير سعيد الشحات في سلسلة ذات يوم.