تمر اليوم ذكرى رحيل الظاهر بيبرس، أحد أشهر الحكام المماليك، والذي حقق العديد من الانتصارات، وأقام العديد من الأعمال منها ما ذكره كتاب "إتحاف أبناء العصر بتاريخ ملوك مصر" لـ أمين واصف وعبد العزيز محمود.
يقول الكتاب:
الظاهر بيبرس من مشاهير ملوك هذه الدولة، وهو صاحب الفتوحات العظيمة، تولى سنة ٦٥٨ﻫ الموافقة سنة ١٢٦٠م، أصله تركي، اشتراه الملك الصالح "نجم الدين أيوب"، وأعتقه.
وساعدته الأقدار حتى وصل ما وصل، وكان شجاعًا يباشر الحروب بنفسه، له الوقائع الهائلة مع التتار ثم مع الفرنج، وفتح بلاد النوبة ودنقلة ولم تفتح قبله مع كثرة الغزوات، وجدد عمارة الجامع الأزهر بعد أن خرب، وانقطعت الخطبة منه مدة طويلة، فأعادها كما كانت، وله صدقات وأوقاف كثيرة، وبنى الجامع الكبير بالحسينية، وأكمل عمارة المسجد النبوي من الحريق، وغسل الكعبة بماء الورد بيده، وبنى المدرسة تجاه البيمارستان "النحاسين" بالقاهرة، وقناطر أبي المنجا جهة قليوب، وقنطرة السباع أمام السيدة زينب، ولما خرج لقتال التتار استفتى العلماء في أخذ أموال من الرعية للإعانة بها فأفتوه، إلا النووي فإنه امتنع وكلمه كلامًا شديدًا، فغضب عليه وأمره بالخروج من الشام، فخرج إلى بلدة نوى، ثم أمر برجوعه فامتنع وقال: لا أدخلها والظاهر فيها.
والظاهر هو أول من رسم موكبي المحمل وكسوة الكعبة بمصر، وذلك سنة 675ﻫ الموافقة لسنة 1276م، ومات الظاهر بعد أن حكم 17 سنة وكسورًا.
وخلف الظاهر بيبرس ابنه الملك السعيد "ناصر الدين أبو المعالي محمد بركة" سنة 676ﻫ الموافقة لسنة 1676م، فلم يمكث إلا قليلًا وخلع سنة 687ﻫ، وخلفه أخوه الملك العادل بدر الدين سلامش، فخلع بعد أشهر وبعث به إلى الكرد فسجن مع أخيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة