يعتبر الحسن بن الهيثم من أبرز علماء عصره وأنبغهم، إذ عمِل على إثبات صحة النظريات العلمية وخطئها بشكل علمي، بل إنه أسهم في اكتشاف نظريات جديدة، ووضع أسس لبعض الاختراعات كالنظارة والكاميرا، كما فكر في إنشاء سد أسوان، الذي تراجع عن إنشائه لاستحالة تلك الفكرة في تلك الفترة، لكن السؤال: ما أبرز مؤلفات ابن الهيثم، وأين هي الآن؟
في الحقيقة لقد ألف ابن الهيثم أكثر من 200 عمل في شتى العلوم، كعلم البصريات، والفلك، والرياضيات، والفيزياء، والهندسة، والفلسفة، لكننا لم نعثر منها إلا على ما يقرب من 50 عملاً مترجمًا، إذ إن معظم أعماله مفقودة، وأعتقد أنه لم يتناول الباحثون أسباب فقدانها الحقيقية حتى الآن، ومن أبرز مؤلفات ابن الهيثم وأهمها:
كتاب المناظر
يتكون الكتاب من 7 مجلدات، يكشف من خلاله خطأ نظريتي بطليموس في الإبصار، كما يُوَضِّح الشكل التشريحي للعين، ونظريات انعكاس وانكسار الضوء، ووضع المنهج العلمي الذي ساعد العلماء على اختراع آلات التصوير ونظارات العيون.
رسالة في المكان
في تلك المخطوطة انتقد ابن الهيثم التوبوس عند أرسطو، والتي تُوَضِّح أن المكان هو الشيء ثنائي الأبعاد الساكن، الذي يحتوي الجسم ويتصل به، بينما ينفي ابن الهيثم تلك الفكرة ويقول بأن المكان هو فراغ ثلاثي الأبعاد بين الأسطح الداخلية للجسم، الذي يحتويه.. وأوضح أن المكان أقرب إلى فضاء، مما ألقى الضوء على مفهوم المكان عند رينيه ديكارت في القرن السابع عشر.. وقد كتب عبد اللطيف البغدادي -المؤيد لرأي أرسطو الفلسفي حول المكان-، ردًا على تلك الفكرة في كتابه "الرد على ابن الهيثم في المكان".
شكوك على بطليموس
يتناول ابن الهيثم نظريات بطليموس بشكل علمي دقيق، بعيدًا عن الفلسفة والإحساس، ويعمل على إثبات صحة النظريات من عدمها، بل إنه أحيانًا يضع نظرياته الخاصة.
اهتم ابن الهيثم بعلم الفلك، وعمِل على التفرقة بين علم الفلك والتنجيم، لرفض تعاليم الدين الإسلامي للتنجيم، وكتب مقالات متعددة في هذا المجال، والتي من بينها: "كيفية حساب اتجاه القبلة، المزولة الأفقية، رؤية الكواكب، مقالة في صورة الكسوف، مقالة في ضوء النجوم، مقالة في ضوء القمر، مقالة في قوس قزح"... والمِزوَلة هي وسيلة استعان بها المسلمون في تحديد مواقيت الصلاة.
