تعددت الاتهامات والحقيقة واحدة هذا ما يمكن قوله عن كتاب زير نساء، تنوعت العشيقات في مسيرتهم، فبين كثرة العشيقات والاعتداءات والميول الغريبة نذكر ما دار حول شخصيات أدبية بارزة مع الإشارة إلى أن القصص الشائعة تحدوها المبالغات.
كازانوفا
صار اسم كازانوفا مرتبطًا بالعلاقات النسائية المتعددة، إذ يعتبر جاكومو كازانوفا من أشهر العشاق وصاحب أكبر عدد من العلاقات النسائية فى التاريخ، والتى وصل عددها إلى 122 امرأة ويقال أيضًا إن عددهن وصل إلى 565 امرأة، وانتقل إلى بلاد عديدة مثل باريس وبرلين ووارسو وبودابست ومدريد كشاعر فى بلاط الحكام.
هناك وقائع واضحة تكشف إدانته حيث تم طرد كازانوفا من مدرسة القديس سيبريان اللاهوتية بسبب سلوكه الفاضح وبدأ في مهنة فاسقة وملونة، بعد فترة في خدمة الكاردينال الكاثوليكي الروماني، كان عازف كمان في البندقية، وبعد عودته إلى البندقية عام 1755 تمت إدانة كازانوفا باعتباره ساحرًا وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في بيومبي، وهي سجون تحت سقف قصر دوجي وفي 31 أكتوبر 1756، حقق هروبًا مذهلًا وشق طريقه إلى باريس، حيث أدخل اليانصيب عام 1757 وصنع لنفسه شهرة مالية واسمًا بين الطبقة الأرستقراطية، فأينما ذهب اعتمد على السحر الشخصي لكسب النفوذ وعلى القمار والمكائد لدعم نفسه.
الماركيز دي ساد
الاعتراف سيد الأدلة وقد اعترف الماركيز دي ساد في كتاباته بحبه للممارسات العنيفة كما كان الكاتب الفرنسى الذى عاش فى القرن الثامن عشر ماركيز دى ساد يكتب بطريقة فلسفية ومتحررة من كل القوانين النحو الأخلاقى وقد ذكر فى يومياته أنه من دعاة أن يكون المبدأ الأساسى هو المتعة الشخصية المطلقة، دون أى قيود، من الناحية الدينية أو الأخلاقية أو القانونية، وكان يسرد عبر كتاباته المواضيع المثيرة والدفينة داخل البشر، ومن العبارات التي كان يسردها على نفسه إحدى رسائله "نعم، أنا ارتكبت المعاصي، أنا فاجر، لكننى لست مجرما أو قاتلا".
أما روايته 120 يوما فى سدوم أو مدرسة الخلاعة، حسب ما يترجمها البعض، والتى صدرت فى عام 1785، فتحكى قصة أربعة أثرياء خليعين يقومون بتجربة أقصى درجات الإشباع الجنسى، ظل العمل غير منشور حتى القرن العشرين وتمت ترجمته فى الآونة الأخيرة إلى العديد من اللغات، منها الإنكليزية واليابانية والألمانية وتم حظره من قبل بعض الحكومات بسبب موضوعاته حول العنف الجنسى والقسوة المفرطة.
جى دي موباسان
رحل الكاتب الفرنسي الذى عاش في القرن التاسع عشر فى شبابه، بعدما أصابته نزواته الغرامية بالمرض وكاد يموت بسببها أكثر من مرة حتى توفى.
يصف الكاتب شريف عبد المجيد فى كتابه "فرق توقيت" الأديب الراحل قائلا: موباسان ذلك العبقرى الذى يعبد النساء حتى أصابه ذلك الداء الذى أودى بحياته عن عمر ثلاث وأربعين عاما، ليحقق ما يصبو إليه كل فنان بالتوحد مع موضوعه الفنى، وقد تنبأ بموته فى مجموعته القصصية التى جاءت بعنوان "المجنون" ووصف فيها كل مراحل الإصابة بمرض الزهرى من هلاوس وارتياب".
ويذكر كتاب "ربيع الحياة" للكاتب يوسف هيكل، أنه بالرغم من أن موباسان كان رياضى الشكل، وقوى الجسم والعقل فقد كان مصابا بمرض سرى، وكان يعرف بأنه فى طريقه إلى الجنون، وكان مرض اعصابه الناجم عن مرض الزهرى الذى كان موضوع بعض قصصه الأخيرة، وظهرت الأزمة المرضية عليه سنة 1891 حيث حاول الانتحار عدة مرات فوضعه أهله فى مستشفى للأمراض العصبية، فانتهت هناك حياته.