يعد الكنعانيون الذين يمثلون اليوم حضارة فلسطين ولبنان والأجزاء الغربية من الأردن وسوريا، من أشهر الحضارات القديمة، وكل حضارة لها أفكارها المتعلقة بالآلهة والإنسان والكون، فكيف كان رأي الكنعانيين في "الكون"؟
نعتمد في ذلك على كتاب "المعتقدات الكنعانية" خزعل الماجدي"؟
شكل الكون عند الكنعانيين
كان الكنعانيون يعتقدون أن الأرض مغطاة بثلاثة أغطية مختلفةِ الطبيعة، فأقربها إلى الأرض هو الغطاء الخفيف المكون من الطل أو الندى، الذي ربما عبرت عنه ابنة الإله البعل "طلاي" التي كانت تلقب ﺑ "ابنة المطر"، وكان هذا الغطاء يعبر عن رحمة السماء ونواياها الطيبة، أما الأغطية الأخرى فتسمى بالخشنة، ويرد تعبير غطاء "رصاص الأمراض" ليعبر عنها وهي لحماية الأرض من الأمراض.
وكانت ابنة بعل "أرضاي، أرصي" هي التي تمثل الأرض، وكان لقبها "بنت يعبود دار" يدل على معنى الدوران والاتساع "وبذا يكون معنى اللقب الذي أصبح اسم علم (بنت العالم الواسع) ربما أن أختيها تمثلان ظواهر الطقس والنوء؛ لذا يعتقد أن لها نفس الوظيفة؛ ولكن هذا الافتراض لم يتأكد بعد. وانطلاقًا من معنى الاسم يفترض أنها تجسد الأرض الواسعة التي تستقبل إخصاب الإله بعل الممثل بالمطر".
ولكننا لا نعرف على وجه الدقة شكل الفضاء الخارجي والكواكب والنجوم في المعتقدات الكنعانية، وقد ذكرنا بعضها وأكدنا أن الكنعانيين لم يهتموا كثيرًا بالنجوم والأفلاك ومداراتها لتركيزهم على دورات الخصب في الطبيعة، "ويمكن الظن أن الأوغاريتيين أخذوا عن ميزوبوتاميا مفاهيم في علم النجوم إن لم يأخذوا عنهم في الفلك؛ ولكننا لا نستطيع أن نذكر بهذا الشأن إلا تلميحًا خفيًّا إلى سير الكواكب التي كانت معرفتها من اختصاص بنت ملك أسطوري اسمه دانيل.
ويذكر تاتوت أيضًا أن السنة الفينيقية كانت تتألف من اثني عشر شهرًا قمريًّا، وليس بالإمكان القول ما هو الترتيب الذي نتابع به هذه الأشهر تمامًا؛ ولكن الأسماء التي أعطيت لهذه الأشهر، باستثناء واحد أو اثنين، لا علاقة لها ببابل ولا آشور.