استطاع سعر الذهب العالمي الارتفاع لليوم الثالث على التوالي خلال تداولات اليوم الخميس، وذلك في ظل تراجع مستويات الدولار الأمريكي وترقب الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية في وقت لاحق من جلسة اليوم.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم بنسبة 0.4% ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2381 دولار للأونصة بعد ان افتتح جلسة اليوم عند 2371 دولار للأونصة وكان قد سجل اعلى مستوى اليوم عند 2384 دولار للأونصة.
جدير بالذكر أن سعر الذهب قد ارتفع يوم أمس وسجل أعلى مستوى عند 2386 دولار للأونصة قبل أن يقلص مكاسبه مع نهاية الجلسة ويغلق عند 2363 دولار للأونصة.
في المقابل تراجع الدولار الأمريكي اليوم الخميس للجلسة الثانية على التوالي مما يجعل الذهب المسعر بالدولار أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى بخلاف الدولار، في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
اليوم تصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية عن شهر يونيو، والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي، وتترقب الأسواق بيانات التضخم بشكل أساسي اليوم وفي حال شاهدنا تراجع في التضخم بأقل من المتوقع فقد نشهد مزيد من التراجع في مستويات الدولار وبالتالي ارتفاع في سعر الذهب الذي قد يصل إلى المستوى 2400 دولار للأونصة.
وصرحت عضوة البنك الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك يوم الأربعاء إن التضخم في الولايات المتحدة يجب أن يستمر في الانخفاض دون زيادة كبيرة أخرى في معدل البطالة، وذلك بعد أن أظهر تقرير الوظائف الأخير عن شهر يونيو ارتفاع معدلات البطالة إلى 4.1% وهو أعلى مستوى منذ عامين ونصف.
أيضاً أشار رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال شهادته أمام الكونجرس الأمريكي إن البنك لا يحتاج بالضرورة إلى انخفاض التضخم إلى ما دون هدفه البالغ 2٪ لبدء خفض أسعار الفائدة، على الرغم من أن البنك لا يزال بحاجة إلى مزيد من الثقة في تراجع التضخم.
وقال باول يوم الأربعاء إن البنك سيتخذ قرارات سعر الفائدة "متى وعندما" تكون هناك حاجة إليها. ليشير أن "المزيد من البيانات الجيدة" من شأنها أن تزيد الثقة لصالح خفض أسعار الفائدة.
وساهمت تصريحات باول في تراجع الدولار وارتفاع أسعار الذهب الذي يحتاج إلى مزيد من الزخم لاختراق منطقة التداول الحالية والتي قد تدفعه بعدها إلى قمته السعرية التاريخية الأخيرة عند 2450 دولار للأونصة ليسجل قمة تاريخية جديدة قبل نهاية العام كما تشير توقعات المؤسسات المالية العالمية.
يعتبر الذهب أداة تحوط في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية وتميل جاذبية المعدن الذي لا يدر عائدا إلى التألق عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، وتضع الأسواق حاليًا احتمالًا بنسبة 46% بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة مرتين بحلول نهاية اجتماع ديسمبر واحتمال 73% للخفض الأول في سبتمبر.
من جهة أخرى يجد الذهب الدعم من ارتفاع الطلب من قبل صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، فقد أعلن مجلس الذهب العالمي إن صناديق الذهب المتداولة شهدت تدفقات نقدية بمقدار 17.5 طن ذهب، أو 1.4 مليار دولار في يونيو، وذلك بعد ارتفاع التدفقات في مايو بمقدار 8.2 طن من الذهب، ليعد هذا أول ارتفاع للتدفقات لشهرين متتاليين منذ أن تم تسجيل ارتفاع لثلاث أشهر متتالية في مارس وابريل ومايو 2023.