تقوم قوات الاحتلال بإبادة جماعية ليس فقط عن طريق الهجمات التى تستهدف المدنيين وتقتلهم ومنهم النساء والأطفال ولكن أيضا عن طريق منع المساعدات الإنسانية والتسبب بمجاعة فى مختلف مناطق الأراضى الفلسطينية المحتلة.
خبراء للأمم المتحدة أكدوا أن الوفيات الأخيرة لـ أطفال فلسطين بسبب الجوع وسوء التغذية لا تدع مجالا للشك فى أن المجاعة قد انتشرت فى جميع أنحاء قطاع غزة بأكمله.
ووفق بيان الخبراء الأمميين بسبب سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية، توفى عدد من الأطفال خلال يومين لافتا إلى أنه مع وفاة هؤلاء الأطفال جوعا رغم العلاج الطبى فى وسط غزة، لا شك أن المجاعة امتدت من شمال غزة إلى وسط وجنوب القطاع".
وشدد الخبراء على أن وفاة طفل بسبب سوء التغذية والجفاف تشير إلى تعرض الهياكل الصحية والاجتماعية للهجوم وإضعافها بشكل خطير. وقالوا: "نعلن أن حملة التجويع المتعمدة والموجهة التى تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى هى شكل من أشكال عنف الإبادة الجماعية وأدت إلى حدوث مجاعة فى جميع أنحاء غزة.
ودعا الخبراء المجتمع الدولى إلى إعطاء الأولوية لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق البر بأية وسيلة، وإنهاء الحصار الإسرائيلى، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار مؤكدين أن المجاعة ضربت شمال غزة منذ أن توفى طفل يبلغ من العمر شهرين وطفل يبلغ من العمر 10 سنوات بسبب الجوع وشددوا على أنه كان
وشدد الخبراء: "ينبغى على العالم أجمع أن يتدخل آنذاك لوقف "حملة التجويع الإبادية التى تقوم بها إسرائيل ومنع هذه الوفيات". وأشار الخبراء إلى أن 34 فلسطينيا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية منذ 7 أكتوبر، معظمهم من الأطفال، مضيفين أن "التقاعس عن العمل هو تواطؤ".
ومن جانبه أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن الاستياء إزاء صدور أوامر إجلاء إسرائيلية جديدة لسكان مدينة غزة- الذين تم تهجير العديد منهم قسرا عدة مرات. وقال المكتب أن الفلسطينيين فى غزة لم يتبق لهم مكان آخر يمكن أن يلجأوا إليه.
وأشار المكتب إلى أن القوات الإسرائيلية أصدرت يوم 7 يوليو أوامر جديدة للمدنيين فى مناطق وسط مدينة غزة، بما فى ذلك منطقة التفاح والدرج، لإخلاء المنطقة فورا إلى غرب المدينة. فى الوقت ذاته، قال المكتب أن القوات الإسرائيلية كثفت ضرباتها على جنوب وغرب مدينة غزة مستهدفة المناطق ذاتها التى أمرت السكان بالانتقال إليها.
ووفق المكتب، فى صباح يوم 8 يوليو أصدرت القوات الإسرائيلية بيانا تؤكد فيه أنها استهدفت مقر وكالة الأونروا غرب مدينة غزة، وهى المنطقة التى طُلب من السكان الانتقال إليها مرة أخرى.
وقد أعرب المكتب الأممى مرارا عن مخاوفه بشأن أوامر الإخلاء التى تصدرها القوات الإسرائيلية، وقال أن تلك الأوامر تكون مربكة فى كثير من الأحيان حيث انتقل الناس إلى مناطق تجرى فيها عمليات عسكرية.
وأعرب المكتب الأممى عن القلق البالغ بشأن التدهور السريع للنظام المدنى فى جميع أنحاء قطاع غزة الذى يخلف آثارا سلبية كبيرة على حماية الفلسطينيين فى غزة والعمل الإنسانى ودعا المكتب إلى الوقف الفورى لإطلاق النار.