يواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن أزمة جديد فى محاولات ترشحه لولاية ثانية، فبعد أن كان المرشح الديمقراطى الذى يحظى بدعم كامل من حزبه تحول الامر لمطالبات ودعوات علنية متزايدة له للتنحى عن انتخابات الرئاسة قبل أشهر قليلة من الاقتراع بعد أداء كارثى فى عدة مناسبات أبرزها المناظرة أمام ترامب التى أجريت فى 27 يونيو الماضى وأثارت شكوك عدة من داخل حزب الرئيس ومن الجمهوريين حول قدرة بايدن على أداء مهامه الرئاسية وهو الأمر الذى استغله الجمهوريين وفى مقدمتهم الرئيس السابق دونالد ترامب الساعى لولاية ثانية غير متتالية فى البيت الأبيض.
خلال تجمع انتخابى لترامب، تحدى الرئيس الأمريكى السابق الرئيس جو بايدن بخوض مناظرة هذا الأسبوع ومباراة جولف ووصف التحدى بمثابة فرصة لبايدن "لاسترداد نفسه" بعد أداء كارثى خلال المناظرة التى غيرت بشكل كبير الحملة الرئاسية.
وفقا لصحيفة ذا هيل، قال ترامب: "انا اعرض رسميا على بايدن فرصة لاسترداد نفسه أمام العالم.. ادعوه لمناظرة أخرى هذا الأسبوع ليستطيع -جو النائم- من إثبات للجميع فى جميع أنحاء العالم أنه يتمتع بالقدرة على أن يكون رئيسًا.. لكن هذه المرة ستكون رجل لرجل، بدون وسطاء، بدون قيود. فقط حدد متى وأين".
كما أشار ترامب إلى تبادل كلامى خلال مناظرة يونيو حيث تشاجر هو وبايدن حول إعاقاتهما فى لعبة الجولف، وتحدى بايدن ترامب للعب الجولف قائلا: "إذا كنت تحمل حقيبتك الخاصة"، مما يشير إلى أن ترامب لا يستطيع التعامل معها جسديًا.
وقال ترامب: "لهذا السبب أنا أيضًا هذا المساء ... أتحدى رسميًا جو الملتوى فى مباراة جولف من 18 حفرة"، واقترح أن تُعقد فى ملعب الجولف الخاص به فى دورال وأن تُذاع على شاشات التلفزيون، وعرض الرئيس السابق منح بايدن ميزة 20 ضربة والتبرع بمليون دولار لجمعية خيرية من اختياره إذا فاز.
وردت حملة بايدن على تعليقات ترامب قائلة: "إن الرئيس ليس لديه وقت لتصرفات دونالد ترامب الغريبة - فهو مشغول بقيادة أمريكا والدفاع عن العالم الحر".
أثار أداء بايدن المتعثر فى المناظرة، حيث كافح لإكمال سلسلة أفكاره ووقف وفمه مفتوحًا بينما كان ترامب يتحدث، نقاشًا داخل الحزب الديمقراطى حول ما إذا كان يجب أن يظل مرشحا.
ومع بدء المزيد من الديمقراطيين فى الدعوة علنًا إلى أن يتخلى بايدن عن مساعيه لإعادة انتخابه، قلل ترامب من أهمية التحديات المتمثلة فى مواجهة مرشح ديمقراطى مختلف إذا قرر بايدن التنحى عن منصبه كمرشح، بحجة أنه لن يتمكن أحد من هزيمته وقال: "على الرغم من كل الذعر الديمقراطى هذا الأسبوع، فإن الحقيقة هى أنه لا يهم من يرشحونه لأننا سنهزم أيًا منهم بانهيارات أرضية مدوية".
كما هاجم ترامب، كامالا هاريس نائبة بايدن فى الوقت الذى تتردد فيه اخبار حول كونها بديلا محتملا لبايدن فى بطاقات الاقتراع، وقال ترامب: "عليك أن تنسب إلى بايدن الفضل فى قرار واحد رائع، ربما كان القرار الأكثر ذكاءً الذى اتخذه على الإطلاق. لقد اختار كامالا هاريس نائبة له. لو اختار جو شخصًا يتمتع بكفاءة حتى فى منتصف الطريق. لكانوا قد طردوه من منصبه منذ سنوات، لكنهم لا يستطيعون لأنها يجب أن تكون خيارهم الثاني"، وصف ترامب، هاريس بأنها "اشتراكية"، مستعرضًا سجلها كعضو فى مجلس الشيوخ ونائبة للرئيس.
على الجانب الآخر يزداد القلق والتوتر بين الديمقراطيون حيث اجتمع المشرعون الديمقراطيون فى مبنى الكونجرس مساء أمس فى واشنطن حيث يواجهون لحظة حاسمة بالنسبة لبايدن وحزبهم مع تصاعد التوترات حول إمكانية استمراره كمرشح للديمقراطيين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 ام لا بعد اداءه الكارثى فى المناظرة امام ترامب.
وفقا لوكالة اسوشيتد برس، دار الاجتماع حول ما إذا كان يجب الاستمرار فى دعم بايدن كمرشح أم دفعه إلى الانسحاب وسط مخاوف حول قدرة الرئيس البالغ من العمر 81 عاما على قيادة الديمقراطيين إلى النصر ضد مرشح الجمهوريين دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة المقرر عقدها فى نوفمبر.
وأشار التقرير، إلى أن أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين اجتمعوا دون هواتف محمولة فلم تكن هناك تسريبات لما جرى خلال الاجتماع الذى وصفه قادة الحزب بانه "مناقشة عائلية" لكن أحد الديمقراطيين الذين شاركوا فى الاجتماع، قال أن المزاج العام كان "قاسيا"، حيث ناقش المشرعون مسألة رفض بايدن، بشكل قاطع التنحى، وهو الذى ناشدهم فى رسالة شديدة اللهجة، أمس الاثنين، أن يوجهوا تركيزهم أكثر على التهديد الذى يشكله ترامب.
ودعا عضو مجلس النواب الديمقراطى السابع، ميكى شيريل من نيوجيرسى، بايدن علنًا إلى عدم الترشح لإعادة انتخابه، قائلًا مع سعى ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، "إن المخاطر عالية جدًا - والتهديد حقيقى جدًا - للبقاء صامتًا".
ولكن ما قد يصبح وقتا للديمقراطيين لدعم رئيسهم، اصبح بدلا من ذلك أزمة أعمق بسبب مخاوف حقيقية من أنهم قد يخسرون البيت الأبيض والكونجرس ويشاهدون صعود ترامب لولاية ثانية.
فى الاجتماع الخاص لمجلس النواب، كان هناك قلق متزايد من أن بقاء بايدن فى السباق يعنى أن الانتخابات ستركز على قضايا صحة بايدن بدلًا من ترامب، وفقًا لأحد الأشخاص فى الغرفة ووقف ما لا يقل عن 20 نائبا ديمقراطيا للتحدث خلال الجلسة التى استمرت قرابة الساعتين فى ما يعتبره الكثيرون لحظة وجودية لبلادهم التى تفكر فى رئاسة ترامب الثانية وقال شخص آخر إن معظم المتحدثين أرادوا أن ينهى بايدن حمله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة