ستظل قضية الزيادة السكانية ذات تأثير كبير على التنمية بالمجتمع، ولذلك مواجهتها أولوية لدى الدولة بضرورة التوعية من تلك القضية وتأثيرها على التنمية، مع التشديد على أن الأمر لا يعنى منع الإنجاب ولكن الدعوة إلى تنظيمه، وهو ما أكدته المؤسسات الدينية الأزهر الشريف ودار الإفتاء والكنيسة.
دائما ما تؤكد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنها جزء لا يتجزأ من الدولة المصرية وتشعر بكل ما يشعر به المواطن المصرى، فالقضايا التي تطرحها الحكومة ويواجهها المجتمع تكون الكنيسة دائما في المقدمة خير داعم للدولة المصرية في الكثير من القضايا، وتسخر الكنيسة كل إمكانياتها لخدمة الدولة وخدمة المصريين، وتشارك الكنيسة في العديد من اللقاءات والندوات الفكرية لتوعية المواطنين بخطورة أزمة الزيادة السكانية، الأمر الذى يلقى بظلاله على أعباء اقتصادية واجتماعية خطيرة نرى تبعاتها في المستقبل.
وأطلقت الكنيسة وثيقة تنظيم الأسرة فى أبريل 2021 وكانت من البدايات المختلفة للتوعية بقضية الزيادة السكانية، كما أن الكنيسة تستهدف المجتمعات الريفية للتوعية بخصوص تنظيم الأسرة، حيث تستهدف الكنيسة 56 مجتمعًا كل عام للتوعية بمخاطر الزيادة السكانية، ويتم استخدام أكثر من وسيلة لمخاطبة المواطنين من كل الزوايا.
وتقوم الكنيسة بصناعة محتوى درامي لمخاطبة المجتمعات البسيطة للتوعية، حيث يتم توضيح أن الأسرة ذات العدد الكبير لا يستطيع عائلها الإنفاق عليها؛ وأن الجميع يكون منتجين، ويتم تسليط الضوء على معاناة الأسرة بسبب زيادة عدد أفرادها، وتقدم الكنيسة دروس توعية للمقبلين على الزواج، للتوعية بمخاطر الزيادة السكانية وأهمية تنظيم النسل لحماية المجتمع من خطر الزيادة السكانية.
تفاصيل وثيقة تنظيم الأسرة
وكان قداسة البابا تواضرس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقع على 3 وثائق لدعم تنظيم الأسرة ومكافحة ختان الإناث وجميع أشكال العنف ضد المرأة، وذلك بالمشاركة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في فعالية ضمن مشروع تعزيز استراتيجية مصر القومية للسكان، بدعم من الاتحاد الأوروبى.
ويهدف مشروع تعزيز استراتيجية مصر القومية للسكان بدعم من الاتحاد الأوروبي إلى زيادة استخدام وسائل تنظيم الأسرة بشكل طوعي وعلى أساس حقوق الإنسان، وذلك بدعم 27 مليون يورو في شكل منحة مقدمة من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وكانت الفعالية في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بحضور قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والأنبا يوليوس، أسقف الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية.
وشارك بالحضور أيضا كل من رئيس المجلس القومى للمرأة سابقا دكتورة مايا مرسى، و أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة دكتورة سحر السنباطي، وسفير الاتحاد الأوروبي في مصر كريستيان برجر، ومستشار ومدير إدارة التنمية والتعاون في الأعمال التجارية بسفارة النرويج في القاهرة أريلدأوكسنيفاد، وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر السيدة فريدريكا ميير.
وقال البابا تواضروس الثاني: "العنف ضد المرأة هو أمر مرفوض تماما بكل صورة من الصور.. وختان الإناث جريمة ويعاقب عليها من قام بها ومن اشترك فيها ومن ساعد عليها وهكذا، وأخيرًا يعد تنظيم الأسرة تنظيم للمجتمع بأكمله."
وفي الوثيقة، تؤكد الكنيسة القبطية على أهمية تنظيم الأسرة وضرورته لمواجهة مشكلة الزيادة السكانية التى تهدد الاقتصاد المصرى، وموارد ومستقبل البلاد. ونوهت الكنيسة على أن وسائل تنظيم الأسرة لا ينبغي أن تضر بصحة الأم أو المولود.
ماذا قال الكتاب المقدس؟
وتؤكد الكنيسة أن تنظيم النسل لا يخالف الشريعة المسيحية، بل يتوافق معها بشكل كبير؛ والدليل علي ذلك، الآية فى الكتاب المقدس الموجودة فى سفر يشوع بن صراخ، وهو من الأسفار المقدسة فى الديانة المسيحية،"لاَ تَشْتَهِ كَثْرَةَ أَوْلاَدٍ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ، وَلاَ تَفْرَحْ بِالْبَنِينَ الْمُنَافِقِينَ، وَلاَ تُسَرَّ بِكَثْرَتِهِمْ، إِذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِمْ مَخَافَةُ الرَّبِّ."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة