كيف ساهم مشروع اكتشاف أصول إسنا التراثية فى تطوير أقدم منطقة أثرية بالأقصر؟.. حقق الترويج السياحى المطلوب.. تطوير المناطق التراثية بمحيط معبد خنوم والقيسارية.. وورش تدريب للمرشدين السياحيين لخدمة الزوار.. صور

الخميس، 11 يوليو 2024 11:00 م

جانب من أعمال التطوير

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، على مدار السنوات الماضية العمل في أحد أبرز المشروعات القومية لتطوير المقاصد السياحة والتاريخية بالمدينة الأكبر والأقدم في المحافظة، وهو مشروع الاستثمار بالسياحة المستدامة والمتكاملة ، الذى يهدف إلى إطلاق إمكانيات التراث الثقافى المتنوع، بما يعهد لإعادة إحياء تللك المنطقة لصورة مستدامة ووضع القرية بما تشكله من معالم تراثية متميزة على الخريطة السياحية، ويتم ذلك من خلال الحفاظ على عدد من المواقع التراثية ووضع خطط إدارة ملائمة لتلك المواقع وتوثيق وترويج التراث الثقافى للقرية ورفع الوعى به، بالإضافة إلى تحسين العوائد الإقتصادية لسكان القرية.

وعن نجاحات وإنجازات المشروع، يقول المهندس كريم إبراهيم مدير مشروعات تطوير وإعادة إكتشاف الأصول التراثية والثقافية بإسنا، إن اكتشاف أصول إسنا التراثية والثقافية، يعد مشروعا قوميا ضخما يتم بكل جدية على أرض مدينة إسنا، والذي يهدف إلي الحفاظ على عدد من المواقع التراثية بقرية وابورات المطاعنة حالياً، كما يهدف لإظهار قيمة التراث الثقافى للقرية، حيث تم العمل فى المشروع خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع محافظة الأقصر ووزارة الآثار بتمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، حيث أن ذلك المشروع القومى يأتى فى إطار الإتفاقية المشتركة بين حكومتى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الإستثمار المستدام فى السياحة بمصر.

ويضيف المهندس كريم إبراهيم، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه على جانب تطوير المواقع التراثية تم العمل في تطوير منطقة الزيارة والخدمات في معبد خنوم بإسنا والعمل مستمر حتى سبتمبر 2024، وترميم وإعادة إستخدام لإستراحة خاصة بالملكية في وابورات المطاعنة وينتهى العمل في سبتمبر 2024، وتطوير شارع البازارات السياحية بمدينة إسنا والذي يتوقع إنتهاء العمل به في سبتمبر 2024، وترميم وكالة الجداوى الأثرية وإعادة إستخدامها وفتحها لكافة الزوار، وتطوير سوق القيسارية السياحي التاريخى المغطى والذي يحتوى على 114 محل تجارى متنوع.

وأوضح مدير مشروعات تطوير وإعادة اكتشاف الأصول التراثية والثقافية بإسنا، إن الإنجازات شملت تطوير 18 محل وبازار سياحى وفندق محلى ومقهى في المسار السياحى بمدينة إسنا من خلال برنامج حوافز عن طريق إستقبال طلبات لدعم وتطوير مقدمى الخدمات السياحية، وترميم معصرة بكور للزيوت التاريخية وافتتاحها لإستقبال الزوار، وتجديد واجهات 14 من المباني ذات القيمة المعمارية المتميزة بقلب المدينة، وإنتاج لافتات إرشادية للمواقع التراثية بأيدي سيدات وشباب مدينة إسنا بإستخدام تقنيات الحفر على الخشب لوضعها في المسار السياحى بمدينة إسنا.

أما على جانب الترويج السياحى في المشروع، فقد نجح مؤخراً المشروع في دعم حركة الترويج السياحى بصورة مميزة، عبر تقديم الدعم فى مثلث ضخم هو الأساس فى القطاع السياحى بمدينة إسنا وظل مهملاً طوال السنوات الماضية، وهى منطقة محيط معبد إسنا والسوق السياحى بمنطقة القيسارية ووكالة الجداوى التى كانت تعتبر مقر التجارة فى فترة المماليك والملكية وغيرها من العصور القديمة.

كما ساهم المشروع في مضاعفة عدد زائرى مدينة إسنا بحوالي 350% منذ عام 2017 وحتى الآن، وإنتاج وفوز مشروع "زوروا إسنا" بالمركز الأول بجائزة أفضل فيديو ترويجى للسياحة المستدامة لمنظمة السياحة العالمية عام 2023، وإضافة قسم خاص بمدينة إسنا والجهود الجارية بها في أحدث إصدار كتاب سياحى دولى (lonely planet)، وإنتاج ونشر أكثر من 50 فيديو قصير عن إسنا والترويج من خلال صفحات التواصل الإجتماعى (discover esna)، ونشر أكثر من 100 مقال عن مشروعى إعادة إكتشاف أصول التراث الثقافي لمدينة إسنا والاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة في إسنا بالصحافة المصرية والعالمية.

وتم ضمن الترويج السياحى للمشروع تنظيم زيارات مجتمعية ومدرسة لأكثر من 3500 مشارك من المجتمع المحلى وطالب ومدرس لرفع الوعى بتراث المدينة التاريخية، وتوثيق 28 مبنى من مبانى إسنا ذات القيمة المعمارية للترويج لتراث المدينة، وتوثيق 26 من عناصر تراث إسنا اللامادى المهدد بالإندثار للترويج لتراث المدينة، وتصميم وإنتاج هوية ترويجية متكاملة لتسويق مدينة إسنا التاريخية للسياحة المحلية والعالمية، وإنتاج خريطة سياحية ودليل سياحى للمدينة ونشرها ومشاركتها مع الزائرين، وإنتاج كتيبات للتعريف بالجولات والمشارات السياحية بمدينة إسنا ومشاركتها مع الشركات السياحية للترويج السياحى للمدينة (جولة صباحية – جولة مسائية)، ووضع رؤية مستدامة ومتكاملة لمدينة إسنا التاريخية بالشراكة مع مجلس الوزراء ووزارة السياحة والآثار ومحافظة الأقصر.

وعلى جانب التدريب وبناء القدرات ضمن المشروع، فقد حصل العاملون في الحرف اليدوية والعمل السياحى في مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، وشملت إنجازات المشروعات في دعم أبناء مدينة إسنا، تقديم وعقد ورش عمل لتطوير مهارات المرشد السياحى المحلى لحوالي 34 مرشد سياحى محلى في إسنا، بجانب عقد ورش عمل للحرف اليدوية بالحفر والتطعيم على الخشب لحوالي 42 مشارك محلى من مدينة إسنا، وعقد ورش عمل لأصحاب البازارات والفنادق المطورة لتعريفهم بالمهارات الإدارية لتشغيل وإستمرار المنشأة والعمل داخلها.

كما شملت إنجازات المشروع خلال السنوات الماضية توثيق 33 أكلة تراثية بمدينة إسنا من خلال مسابقة "مطبخ إسنا"، والتي تقدم لها 56 مشارك بعدد 68 وصفة، وشارك في المرحلة النهائية بالمسابقة 11 مشارك بعدد 33 وصفة، والتي إنتهت بفوز 3 سيدات بالمراكز الأولى، وإستكمال تلك الجهود لتدريب 11 سيدة على مهارات الطبخ والتقدم بمستوى عالى الجودة، وذلك تمهيداً لإنشاء مطبخ سيدات مجتمعى سياحى فاخر بمدينة إسنا، وتوفير أكثر من 95 ألف و385 يوم عمل لأكثر من 200 فرد بالمجتمع المحلى في إسنا، وتطوير مهاراتهم في الحفاظ على وترميم المواقع التراثية بالمدينة.

جدير بالذكر أن المشروع يعتبر من الخطط الضخمة التى تعيد إحياء كافة المواقع الآثرية والتراثية لخدمة السائحون الذين يتوافدون بصورة يومية على مرسى المدينة السياحية ضمن رحلات المراكب النيلية الأقصر – أسوان، وتقوم كافة الجهات بمتابعة هذا المشروع العالمى، ليبدء من جديد بقرية وابورات المطاعنة حيث أن المشروع يسمى (إعادة اكتشاف الأصول التراثية الثقافية بمدينة إسنا)، وبالتعاون مع كل من محافظة الأقصر ووزارة الآثار، ويتم تنفيذ هذا المشروع بتمويل من الشعب الأمريكى من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.