حقق مهرجان العلمين نجاحا كبيرا فى دورته الأولى، وهذا العام يأتى ببرنامج ملىء بالفعاليات الفنية والرياضية والترفيهية، كما وضع الأولوية للطفل؛ لإدراكه مدى أهمية الاهتمام به وإعداده للمستقبل، لذلك خصص له مهرجان «نبتة»، وبذلك يُعد أول مهرجان صمم خصيصاً للطفل، فهو يحتوى على باقة من الورش والفعاليات الفنية والثقافية لتأهيله، وكشف مهرجان العلمين عن إطلاق جوائز مهرجان نَبْتَة للطفل لعام 2024، وهى مسابقة مخصصة للمحتوى العائلى والخاص بالأطفال، وتهدف هذه المسابقة إلى دعم وتشجيع الإبداع فى المحتوى الموجه للطفل والأسرة من خلال توفير منصة للشركات وصانعى المحتوى الموهوبين لعرض أعمالهم الفريدة والمتميزة.
وتسعى المسابقة لاكتشاف وتعزيز الأعمال الإبداعية المتميزة فى مختلف الفئات الإبداعية، فى الكتابة الإبداعية سواء كتب الأطفال، كتابة السيناريو، الشعر للأطفال وفى مجال الأفلام، أفلام متحركة «ثنائية أو ثلاثية الأبعاد»، أفلام حية للأطفال سواء قصيرة أو طويلة.
وأشاد عدد من الخبراء بأهمية « نبتة»، واهتمام مهرجان العلمين بالطفل وتوفير ورش فنية وثقافية لهم، وهو ما نرصده كما يلى:
من جانبه، قال الدكتور ريمون ميشيل ثابت، استشارى الصحة النفسية لـ«اليوم السابع»: «هناك عدة فوائد طويلة الأمد تعود من اشتراك الطفل فى الأنشطة الثقافية والرياضية التى تكون ضمن فعاليات المهرجان، حيث تساعد على تطوير قدراتهم الشخصية وأيضًا قدراتهم لمعالجة بعض المشكلات الخاصة بمرحلة الطفولة من خلال الاندماج الاجتماعى مع الآخرين، وتُعد أحد أهم الاحتياجات النفسية الأساسية للطفل فى مراحل العمر المبكرة، التدريب على تكوين علاقات اجتماعية إيجابية وتحسين مهارة التواصل لديه.
وهذا الاحتياج النفسى يبدأ ظهوره فى عمر الثالثة، وإذا لم يتم إشباعه يترجم لظهور العديد من المشكلات السلوكية التى قد تصيب الطفل كسلوك الغيرة والأنانية ونوبات الغضب وغيرها، وتتعاظم الفائدة باشتراك الطفل فى الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية بمهرجان العلمين إلى التدرب على مهارتى التعاون والمشاركة الإجتماعية والتى تساعد الطفل على الإشباع النفسى والعاطفى والتى تساعده على إدارة هذه السلوكيات وتطوير قدراته، وأثناء فترة اكتشاف الطفل للحياة يميل بطبيعة تلك المرحلة العمرية إلى التمركز حول نفسه، أنا واحتياجاتى أولًا أو أنا واحتياجاتى فقط.
وهنا يحتاج الطفل إلى تعلم فهم مشاعر الآخرين وكيف يصبح شخصا عطوفا ومتفاهما، وفهم دوافعه وسلوكيات الآخرين ولا يمكن تعلم ذلك إلا من خلال الاندماج الاجتماعى والذى يخرج الطفل من دائرة الآنا والذات وحتى مشاعر الغيرة التى ترتبط دائمًا وتلتصق بالطفل المنعزل عن الآخرين، إلى دائرة الآخر وكيفية مراعاة مشاعره أيضًا، وهذا سينعكس بالطبع أولًا على علاقة الطفل بأبويه وأسرته، وهذه المهارة إن لم يكتسبها الطفل فى سن مبكرة تزداد مشكلاته النفسية والعاطفية الآن وفى المستقبل أيضًا.
ويُعد اشتراك الطفل فى أنشطة رياضية منذ الصغر أمرا ضروريا لبناء المهارات الحركية وسرعة رد الفعل والمرونة، فاللعب ليس أمرا ممتعا للطفل فحسب، لكن فوائده أبعد من ذلك، فهو يلعب دورًا رئيسيًا فى بناء وتطوير ونمو مهارات الطفل العقلية، كما يساعده على إتاحة الفرصة للدمج فى الأنشطة الحركية وهو أمر أساسى لتطوير الكفاءة العقلية والنفسية للطفل.
وأكد ذلك الدكتور جمال فرويز، استشارى نفسى، حيث قال لـ«اليوم السابع»: «اشتراك الأطفال فى الورش والمسابقات المختلفة يساعده على قضاء وقت فراغه فى فعل أشياء مفيدة، كما تحمى عينيه من الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية ومن ناحية أخرى تزيد من قدراته الذهنية والفنية». وتابع: «تواجد الطفل فى أماكن تجمعات تزيد من شعوره بالسعادة كما أنه كلما وجد الطفل نتائج إيجابية لما فعله يشعر بالسعادة وتزداد ثقته بنفسه».
وأضافت شيماء محمد حافظ، دكتوراة فى علم الاجتماع، لـ«اليوم السابع» أن: «الفوائد المترتبة على حضور الأطفال والأسر الورش الثقافية والفنية بمهرجان العلمين عديدة منها زيادة المعرفة والوعى الثقافى لدى الأسر والأطفال المشاركة فى هذه الورش، حيث يكتسب الأطفال معلومات جديدة من خلال مشاركته فى الأنشطة المتنوعة إلى جانب زيادة ثقته بنفسه وتفاعله مع الآخرين وتعلم التعاون والعمل بروح الفريق».
وتابعت: «مشاركة الأطفال فى الدورات التعليمية والعروض الترفيهية وتعلم حرف يدوية يساعد على زيادة وتنمية المهارات لدى الأطفال وتحفيزه على الإنجاز خاصة مع اشتراكه فى المسابقات وتشجيعه بالمكافأت والجوائز، كما أن التنوع فى الأنشطة التى تقدم للأطفال تساعد على تعزيز تعلمه ونموه حيث أكدت الدراسات والأبحاث على أن التنوع له تأثير إيجابى على النمو المعرفى والإجتماعى للأطفال، فضلاً عنتحصيلهم الأكاديمى ونجاحهم فى المستقبل، كما يعزز المهارات المعرفية والإبداعية للأطفال وتساعد بالقدرة على مواجهة المشكلات وحلها».
وأضافت تؤدى مشاركة الأسر فى هذه الورش إلى تكوين علاقات جيدة مع أطفالهم وتكوين علاقات صداقة مع الأسر المشاركة كما تساعدهم على الشعور بالاحترام المتبادل وتعزيز مهارات الأسر فى التربية.
وقالت الدكتورة أسماء محمد نبيل إحسان، أستاذ مساعد علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس لـ«اليوم السابع»: «حرص الأسر على اشتراك أطفالهم بالورش الفنية والثقافية والمسابقات بمهرجان العلمين، يعمل على تحفيز حاسة الإبداع لدى الطفل، وذلك لتنوع المفردات البصرية أمامهم، فالورش الفنية تساعد فى الكشف عن مهارات وميول الطفل وتفرغ الضغوط النفسية التى يعانى منها الطفل خلال السنة الدراسية»، وأضافت: «اشتراك الأطفال فى الورش الفنية والثقافية بمهرجان العلمين هى فرصة جيدة لهم لإبعادهم عن الأجهزة اللوحية الإلكترونية والألعاب الإلكترونية، كما تساهم فى إدخال السعادة فى نفوس الأطفال».
وأشارت إلى أن مرحلة الطفولة هى من أهم مراحل الإنسان حيث تنضج مهاراته ومواهبه، ويكون قابلاً للتأثر والتشكيل والتوجيه، ومشاركة الطفل فى المسابقات الرياضية يعمل على بناء شخصية سوية، لديه قدرة على التفاعل والتوازن فى سلوكياته وردود أفعاله، وسوف يكون لديه مستوى أعلى فى كل مهارات السلوك الإجتماعى الإيجابى مثل السلوك البيئى والعلاقات الشخصية والعناية بالذات والتعبير عن المشاعر، وتكوين شخصية تتفاعل بشكل إيجابى مع الآخرين».
إحدى الفعاليات المخصصة للأطفال
بعض الفعاليات بمهرجان نبتة
جزء من الفعاليات