أكد سفير فرنسا لدى مصر إيريك شوفالييه على العلاقات القوية التى تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والتنسيق الوثيق بينهما حيال كافة القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وأشاد السفير شوفالييه - في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة العيد الوطنى لبلاده والذى يوافق بعد غد الأحد - بعمق العلاقات التاريخية التى تربط بين القاهرة وباريس فى شتى المجالات.. ووصفها بأنها "وثيقة للغاية" لاسيما على الصعيد السياسى.
وأكد السفير على التعاون والتنسيق في كافة المجالات لاسيما السياسية وخاصة على المستوى الرفيع بين الرئيس السيسى والرئيس ماكرون وهو ما تعكسه الإتصالات المنتظمة بين الرئيسين ..مشيرا إلى أن الرئيس ماكرون يولى أهمية كبيرة لعلاقاته مع الرئيس السيسي.
وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين "ممتازة" على مستوى الدولتين وأيضا "عميقة وقوية" على مستوى الشعبين.. لافتا إلى أنه يرى أن هذا الإقتران متميز وهائل .
وأبرز السفير الفرنسي التنسيق المشترك بين بلاده ومصر لاسيما بين الرئيسين حيال القضايا الإقليمية والدولية محل الإهتمام المشترك وهو ما أنعكس جلياً خلال الأزمة التى يشهدها قطاع غزة منذ تسعة أشهر.. مذكرا بالمقال المشترك للرئيس السيسي والرئيس ماكرون والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى فى شهر إبريل الماضى والذى طالبوا من خلاله بوقف إطلاق النار فى غزة فوراً وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والذى أكدوا من خلاله أيضا أن العنف والإرهاب والحرب لا يمكن أن يجلب السلام بالشرق الأوسط لكن حل الدولتين سيجلب ذلك.
وقال إن هذا المقال أظهر من جديد أننا لدينا ذات الهدفين ويتمثل الأول منهما فى ضرورة بذل أقصى جهد لوقف معاناة المدنيين في أسرع وقت ممكن بغية وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع والآخر وهو هدف سياسى يتمثل فى العمل بنشاط كبير للوصول إلى حل سياسى يسمح للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية أن يعيشا جنباً إلى جنب فى أمن وأن يتحقق ذلك بشكل سريع ولا يتم تأجيله إلى المستقبل البعيد.
وعن الجهود التى تقوم بها مصر من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح المحتجزين وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.. أكد السفير شوفالييه أنه فيما يتعلق بالوضع في المنطقة وخاصة الأزمة في غزة فإن بلاده تدعم بشكل قوى جدا الجهود التى تقوم بها القاهرة وتعتبرها هامة للغاية.
وفيما يخص التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر وفرنسا.. أوضح شوفالييه أن الاقتصاد يعد أحد الأبعاد الهامة لعلاقات التعاون بين البلدين لأن فرنسا حريصة كل الحرص على استقرار مصر وإزدهارها لصالح مصر نفسها والشعب المصرى وبالنسبة لإستقرار المنطقة، وهذا أمر هام بالنسبة لنا لاسيما وإننا نتشاطر منطقة المتوسط.
وحول حجم الإستثمارات الفرنسية في مصر.. أوضح السفير أن حوالى مائتى شركة فرنسية تتواجد بشكل مباشر في مصر وهو ما يوفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل مباشرة بخلاف فرص العمل غير المباشرة..مشيرا إلى أن إجمالى حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر ييلغ ما يقرب من 5ر5 مليار يورو.
وأضاف أن الشركات الفرنسية المستثمرة في مصر تعمل بمجالات المستقبل الهامة لاسيما في قطاعات الصحة والتكنولوجيا المتطورة والبحث والتطوير والطاقة وخاصة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر فضلا عن قطاع النقل ومن أبرز المشروعات فيه مترو الأنفاق.. لافتا إلى أن الدولة الفرنسية تشجع على الاستثمار في مصر.
وأكد شوفالييه أن الشركات الفرنسية تنتج محلياً في مصر، وهناك أمر هام وهو أن الشركات الفرنسية تنظر لمصر كونها سوقا كبيرا وأيضا لكونها مركزا للشرق الأوسط والعالم العربى وكذا لأفريقيا، وهذا الأمر محل إهتمام للشركات الفرنسية ويتسق مع أولويات السلطات المصرية وهو ما ظهر جليا خلال مؤتمر الاستثمار بين مصر والإتحاد الأوروبى الذى استضافته القاهرة مؤخرا.
وقال إن هذا المؤتمر عكس الديناميكية الأوروبية خاصة الفرنسية على إقامة المزيد من الإستثمارات في مصر، مشيرا إلى أن فرنسا كانت أكثر دولة ممثلة بعدد كبير للغاية من الشركات خلال هذا المؤتمر.
وكشف السفير إيريك شوفالييه عن رغبة المزيد من الشركات الفرنسية في ضخ استثمارات بمصر.
وعن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى.. أكد سفير فرنسا على أهمية الشراكة بين الجانبين والتى تم ترفيعها مؤخرا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية والشاملة، وهى شاملة كونها تشمل كافة المجالات، واستراتيجية لإننا ندرك أهمية الموقع الاستراتيجى الذى تحتله مصر فى المنطقة وأيضا بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، ولكل هذه الأسباب ترى باريس أهمية هذه الشراكة.
وبالنسبة للعلاقات الثقافية التاريخية التى تربط بين مصر وفرنسا.. أكد السفير شوفالييه أن الثقافة واللغة تشكلان أمرا مركزيا بين الشعوب.. مشيرا إلى أن العلاقات الثقافية بين البلدين تمثل أولوية حيث تتضمن مجالات من بينها الآثار وعلم المصريات.
وسلط السفير الفرنسي الضوء على الفرق الفرنسية المعنية بالآثار وبعلم المصريات والتى تتعاون مع مصر.. معربا عن فخره أن عددا من المؤسسات الفرنسية كالمعهد الفرنسى للآثار الشرقية في مصر (ايفاو)، والمركز الفرنسي- المصري لدراسات معابد الكرنك يعدون من أهم شركاء المجلس الأعلى للآثار في مصر فيما يتعلق بعدد الأنشطة والشراكات.. مشيرا إلى أن فرنسا تعد أيضا من بين الشركاء في المتحف المصرى الكبير إذ إنها تساند إقامة المكتبة الكبرى بالمتحف.
وفيما يخص التعاون الثقافى المعاصر، قال شوفالييه إنه يوجد عدد كبير من الشباب الذى يمتلك إمكانات عالية للغاية، وفرنسا مهتمة بتعزيز التعاون مع مصر في مجال السينما والموسيقى والابتكار.
وأكد على أهمية الفرانكفونية حيث يوجد في مصر ما يقرب من ثلاثة ملايين مواطن ناطقين بالفرنسية وأكثر من مليون مصرى يدرسون الفرنسية.. مضيفا أن الفرانكفونية تجمع الدول الناطقة بالفرنسية ومصر عضو بالمنظمة.
وحول ميثاق مجموعة السفراء والسفيرات الفرانكفونيين الذى تم توقيعه قبل أيام بمقر سفارة فرنسا بالقاهرة من قبل 23 تمثيلا دبلوماسيًّا.. أعرب السفير شوفالييه عن فخره بتوقيع هذا الميثاق بعد شهور من توليه مهام منصبه بالقاهرة لإنشاء مجموعة للسفيرات والسفراء الفرانكفونيين في مصر ويجمع دولاً من القارات كافة ( أفريقيا وآسيا وأوروبا وقارة أمريكا) والشرق الأوسط، حيث يلتزم الموقعون بالنهوض ودعم المساواة بين الجنسين والتعددية والحوار من أجل السلام، وهي قيم أساسية للمنظمة الدولية للفرانكفونية.
كما أشار سفير فرنسا بالقاهرة إلى أهمية دور جامعة "سنجور" (الجامعة الدولية الفرنسية للتنمية الإفريقية ) بالإسكندرية التى سيتم توسيع أنشطتها قريبا مع وجود حرم جديد لها ببرج العرب الجديدة وذلك بفضل الإرادة القوية للرئيس السيسي.
وحول التعليم الفرنسي في مصر..قال السفير إنه التقى قبل أيام وبعد تشكيل الحكومة الجديدة مع وزير التعليم العالى الدكتور أيمن عاشور ، حيث تم توقيع إتفاقية للشراكة والتعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية في البلدين لمنح درجات علمية مزدوجة في حوالى 15 تخصصا علمياً، معتبرا أنه تم الإعلان بهذه المناسبة عن برنامج هام للغاية لتخصيص عدد مائة منحة لدراسة الدكتوارة في فرنسا.
كما سلط السفير الضوء على الدور العام للجامعة الفرنسية فى مصر، موضحا أن إنشاء الحرم الجامعي الجديد للجامعة الفرنسية في مصر في مدينة الشروق يعُد نقطة انطلاق جديدة للجامعة، حيث سيُتيح استيعاب عدة آلاف من الطلاب اعتبارًا من العام الدراسي القادم، كما يقترن بزيادة حقيقية في عروض التعليم، مع إقامة شراكات مع جامعات فرنسية جديدة.
وتحتفل فرنسا بالعيد الوطنى "يوم الباستيل" فى الرابع عشر من يوليو من كل عام إذ يخلِّد اليوم الوطنيّ الفرنسيّ الذكرى السنوية لواقعة اقتحام الثوار لسجن الباستيل فى 14 يوليو عام 1789، والذي مثل نقطة تحول هامة في مجريات الثورة الفرنسية .
ويقام العرض العسكرى في احتفالات يوم الباستيل في جادّة الشانزلزيه بوسط العاصمة الفرنسيَّة باريس في صباح الرابع عشر من يوليو سنويًا منذ عام 1880.