نصف قرن على المسرح والهدف إمتاع جمهوره.. الكينج محمد منير يفتتح مهرجان العلمين.. حكاية شاب نوبي عشق الغناء وتغني لمصر كأنها حبيبته.. كيف استطاع وصف المشاعر وخلق حالة فنية خاصة لم تتغير مع الزمن

الجمعة، 12 يوليو 2024 10:00 ص
 نصف قرن على المسرح والهدف إمتاع جمهوره.. الكينج محمد منير يفتتح مهرجان العلمين.. حكاية شاب نوبي عشق الغناء وتغني لمصر كأنها حبيبته.. كيف استطاع وصف المشاعر وخلق حالة فنية خاصة لم تتغير مع الزمن محمد منير
ندى سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"علموني عنيكي أسافر، علموني أفضل مهاجر".. سطرت هذه الكلمات ملامح مشوار الكينج الذى بدأ في نهاية السبعينات بإصدار أول ألبوم غنائي باسم "علموني عنيكي"، في 1977، ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية لمشوار الكينج محمد منير الذى استمر لأكثر من 45 عاماً.

ساعات قليلة تفصلنا على انطلاق حفل افتتاح مهرجان العلمين بدورته الثانية، للكينج محمد منير، فى وصلة طربية وفنية لا تقاوم يقدمها الكينج لعشاقه على مسرح العلمين، بعد غيابه نتيجة الإصابة التي أصيب بها في ذراعه وحالت دون تقديم حفلاته الفنية المعتادة على مدار الفترة الماضية.

منذ  نصف قرن، ونحن نعيش مع حالة فنية حققها الكينج، الذى نجح في أن يسلك طريقًا مختلفًا خارج دائرة المنافسة، ليغرد بكلماته وموسيقاه وصوته البديع، خارج السرب، ويخلق حالة خاصة به، جعلت جمهوره في علاقة أبدية لم تتغير بمرور الوقت، فعادة ما يغضب الجمهور من مطربه المفضل بسبب إخفاق في أغنية أو موقف قد يغير مكانة النجم في قلوب عشاقه، لكن الكينج حقق معادلة صعبة للغاية ونجح في الحفاظ على مكانته في قلوب جماهيره لعقود.

بداية المشوار
 


لم يكن مشوار الكينج ممهد للغاية، ولكن الإصرار والتمسك بالوصول إلى الجمهور، قاده ليتربع على عرش الأغنية ويحقق نجاحا باهرا، يروى الكينج في لقاء سابق له مع صاحبة السعادة:" كنت باخد 10 قروش في اليوم ومصروفي كان 3 جنيه في الشهر..وكان أبونيه الأتوبيس بينقذنى في مشوار الجامعة.. زملائى في الجامعة وقفوا جنبى وأخويا فاروق السبب في وصولى للعالمية".

قصة مشوار "منير" من مصروفه الذى لم يتجاوز 10 قروش في اليوم وحتى وصوله للعالمية، قصة صعود تستحق التأمل لشاب نوبي قادم من أقصى الجنوب من أسوان، ليلتحق بكلية الفنون التطبيقية بالقاهرة، ووسط أحلامه بالغناء وعشقه بالموسيقي، ينجح في خروج حلمه للنور ويصدر أول ألبوماته في نهاية السبعينات.

منير حالة فنية غردت خارج السرب والمنافسة
 

محطات عديدة مر بها "الكينج"ليحقق حلم العالمية، لكن ما يثير دهشتي كل مرة، كيف يختار "منير" أغانيه"؟، هل لعب الحظ دورًا في اختيار هذه الروائع التي مهما مر عليها زمن لا تقدم ولا تنتهى صلاحيتها، بل يزداد ارتباطنا بها، فكل أغنية لمنير تمثل في ذهني ذكرى وموقف لم أنسه، أم أن الحظ والخبرة والاجتهاد هم وراء هذه الأغاني الباقية في أذهاننا حتى الآن؟

مواهب عديدة لمعت في السبعينات والثمانينات، مقارنات كثيرة وضعها النقاد الفنيين بين "منير" وزملائه في عالم الأغنية، لكن جميع هذه المقارنات والأجواء التنافسية لم تضع منير في قالب واحد، ولم تخضعه إلى المنافسة، بل شكل الكينج حالة فريدة، قد يكون السر وراءها قدرته على الغناء بقضايا قد تكون غريبة عن المعتاد، فلم تقتصر موسيقاه وأغانيه على الغزل والحب والهجر والفراق وهذا هو السر.

كينج في فن التوريه..غنى لمصر كالحبيبة ووصف العلاقات الرمادية بمعاني لم تخطر على ذهنك
 

نجح "الكينج" في تطبيق فنون التوريه في أغانيه، فقد حملت أغانيه معاني تحمل الكثير من المعاني، قد تظن لأول وهلة إنه يتغزل في حبيبته، لكن سرعان ما تكتشف أن المعني بهذه الأغنية مصر، وأن منير استخدم كلمات الغزل للحديث عن حبه للوطن، ونجح في وصف علاقته بوطنه بهذه الكلمات التي تحمل قدر كبير من الرومانسية والرقة، وكأن حبيب يتغنى لحبيبته ويعاتبها، وهذا نراه في أغنية " إزاي".. وأغنية "الليلة ياسمرا".

قد يكون السر أيضا في هذه الحالة الخاصة للكينج، أنه نجح في الغناء لكل احساس تشعر به، فراق غدر حب عشق حتى الموت غنى له منير وهذا ما تجلى في أغنية "شد لحاف الشتاء من البرد"، منير نجح أيضا في وصف العلاقات الرمادية التي تصادفنا في الحياة، علاقات نحتار كثيرا في وصفها، وهذا ما نجده في أغنية " بتبعديني عن حياتك بالملل"، هذه الأغنية التي تعبر عن كثير من الرمادية والتوتر في علاقات الحب أو الصداقة أيضا.

لم أشعر مرة باحساس معينة، وأجد الكينج عاجزاً عن وصفه بأدق التفاصيل، معاني عميقة تثير دهشتك وتجعلت في تساؤل كيف لإنسان قادر على التعبير عن ما أشعر به لهذه الدرجة؟، وهو ما أجده في أغنية "شبابيك" وتحديداً في هذا المقطع:"غيرت ياما كتير ياما كتير أحوالي وأنا كنت عاشق عاشق وكان يحلالي".

علاقة منير بجمهوره..علاقة فريدة لم تهدأ حماسها بمرور الزمن
 

ارتباط منير بجمهوره، علاقة صعب وصفها بكلمات، لكن ما يمكننى وصفه هو أن الكينج لم يكن بالنسبة لي مطربا صوته بديع وأغانيه مختلفة عن السائد، بل إن أغانيه وموسيقاه بمثابة جلسة نفسية وفرصة للاستجمام والخروج من الواقع لدقائق، موسيقى الكينج قادرة على أن تفصلك عن الواقع لتفتح حوارا مع نفسك، عادة ما ينتهى هذا الحوار لصالحك.

رحلة منير التي امتزجت بين الإصرار والحلم والتعب والعالمية، والتي اختار خلالها الكينج جمهوره وتاريخه الفني، عن حياته الشخصية، رحلة جعلته متفردًا وباقيا في قلوب جماهيره مهما حالت الظروف بينه وبينهم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة