شهدت واشنطن منذ أيام اجتماع لقادة وزعماء حلف الناتو الذين استضافهم جو بايدن في العاصمة الامريكية، وجرت فعاليات القمة وسط اجتماعات رسمية وأخرى عقدت على الهامش وكان أداء الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 81 عام المصمم على الترشح للولاية الثانية في دائرة الضوء وسط زلات لسان متكررة وتخبط واضح ما اثار قلق المسئولين حول مستقبل التعاون مع الحلف خلال السنوات الأربع المقبلة.
كان هناك اجتماعات قمة موازية لاجتماعات الناتو، حيث استطاع المسئولون من دول الحلف بسهولة الوصول لأعضاء الدائرة الداخلية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب منافس بايدن في انتخابات نوفمبر المقبلة، وانتشروا في واشنطن للقاء أصدقاء ترامب والحصول على فكرة عن خطة الجمهوريين.
وفقا لمجلة بوليتكو، جلس مسئولين من الناتو لتناول الإفطار والعشاء مع ريتشارد جرينيل، الذي غالبًا ما يتم الحديث عنه كمرشح محتمل لمنصب وزير الخارجية وعقدوا اجتماعات مع كبار مستشاري الأمن القومي السابقين بما في ذلك الفريق المتقاعد كيث كيلوج أو جون بولتون، حول الأمن الأوروبي.
قال دبلوماسي أوروبي، وهو واحد من سبعة مسؤولين أوروبيين ومسؤولين سابقين في حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة طلب عدم ذكر اسمه، عن الإدارة الجديدة المحتملة: "الجميع يسألوننا باستمرار عما إذا كنا نلتقي بأشخاص من مؤيدي ترامب. والإجابة هي بالطبع نفعل ذلك. نحن جميعًا كذلك. وكنا نفعل ذلك لسنوات. لكن القرب هذا الأسبوع مفيد".
وقال مسؤول سابق في إدارة ترامب، يشارك بشكل غير رسمي في الحملة: "دائما كنا نجتمع مع الأوروبيين حول نظرة الرئيس ترامب للعالم طوال السنوات الماضية لكن الامر كان اكثر كثافة خلال الأسابيع الأربعة الماضية .. هناك اهتمام كبير بما قد يكون عليه تفكيره بشأن حلف الناتو"
ذكرت بوليتكو ان ترامب قال انه من الممكن ان يسمح لروسيا بفعل "كل ما تريده" لدول الناتو التي لا تنفق ما يكفي على دفاعها كما قال في عدة مناسبات ان يمكنه انهاء الحرب الروسية في أوكرانيا خلال أيام من عودته للبيت الأبيض، ولكن لا يزال هناك أسئلة حول السياسات التي سينفذها اذا فاز.
من المرجح أن ينزل مبعوثون أجانب آخرون متحالفون مع ترامب وخائفون من إدارته إلى المؤتمر الوطني الجمهوري في ميلووكي الأسبوع المقبل و الى جانب إن السفراء المقيمين في واشنطن العاصمة مدعوون إلى مؤتمرات الحزبين، قام العديد من الممثلين الأوروبيين بحجز رحلاتهم وغرفهم في فنادق ويسكونسن لحضور المؤتمر
ووفقا للتقرير، تثير ولاية ثانية لترامب ذعر دول الناتو خاصة فيما يتعلق بوحدة التحالف ودفاع اوكرانبا، واجراء المحادثات في وقت مبكر يساعد في استعداد الدول الأوروبية لما هو قادم وعندما طُلب منها التعليق، كررت المتحدثة باسم حملة ترامب كارولين ليفات نقطة نقاش يستخدمها فريقه منذ أسابيع قائلة: "عندما يعود الرئيس ترامب إلى المكتب البيضاوي، سيستعيد السلام ويعيد بناء القوة والردع الأمريكي على الساحة العالمية".
وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الثالث لترامب، إنه أجرى العديد من المحادثات مع حلفاء وشركاء حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع، رغم أنه لم يعد في الدائرة الداخلية لترامب بعد أن قال الاخير غير لائق لمنصبه، يرجح بولتون ان ترامب سيسحب الولايات المتحدة من حلف الناتو في خطو كادت ان تحدث تحت اعينه عام 2018 وقال: "رد فعل الحلفاء هو عدم التصديق، ولكن حتى لو كنت أقدم التشاؤم واليأس، فيجب أن يصدقوا ذلك".
كما مثل ريتشارد جرينيل المرشح المحتمل لمنصب وزير الخارجية اذا فاز ترامب عامل جذب لحلفاء الناتو، حيث تناول العشاء مساء الأحد مع رئيس الوزراء المقدوني هريستيان ميكوسكي وفطور يوم الاثنين مع كبار المسؤولين الاتراك في والدورف وهو موقع فندق ترامب السابق في شارع بنسلفانيا.
في بعض الحالات، يقول المسؤولون الأجانب إن الاجتماعات تخفف من بعض أسوأ مخاوفهم بشأن تدمير ترامب للناتو والرسالة العامة التي سمعوها حتى الآن هي، نعم، يجب على الدول أن تنفق المزيد على دفاعها، لكن ترامب سيدعم التحالف ومحاربة كييف ضد روسيا - حتى مع ظهور أخبار تفيد أنه يفكر في خفض تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوروبا إذا عاد إلى المكتب البيضاوي.
قال مسؤول أوروبي كبير التقى للتو بمسؤولين سابقين في إدارة ترامب: "لن يكون الأمر سيئًا إلى هذا الحد. سيركز ترامب على الانتقام من خصومه السياسيين أكثر من الناتو وسيبقى الناتو على قيد الحياة".
ووفقا لبوليتكو، بدأ بعض المسؤولين بالفعل في تصميم رسائلهم عبر الأطلسي لإرضاء ترامب، ومقارنة دفع رسوم نادي الجولف بالحلفاء الذين يساهمون بنصيبهم العادل في التحالف.
قال وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور: "الناتو هو نادي. عندما يكون لديك قواعد للنادي، فإنك تحترم القواعد وتتوقع أن يحترم الجميع القواعد أيضًا عندما تدفع رسومك في نادي الجولف، يمكنك اللعب لا يهم حجم محفظتك".
وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لبوليتيكو إنه من المهم لبلاده الحفاظ على علاقات ثنائية قوية. وقال إنه لولا دعم الجمهوريين لما تمكنت حزمة المساعدات العسكرية التي قدمها بايدن والتي تبلغ 60 مليار دولار من اجتياز الكونجرس، حتى لو استغرقت ستة أشهر لإقرارها.
ولكن حتى مع شبح ترامب الذي يلوح في الأفق، يقول معظم المسؤولين الأوروبيين إنهم يظلون يركزون على تعزيز العلاقات عبر الأطلسي مع الإدارة التي لا تزال في السلطة. وقال مسؤول كبير في التحالف: "من المفيد أن تكون هناك حكومة واحدة في كل مرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة