في ظل استمرار جهود الدولة المصرية لتسهيل تدفق ودخول المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يعانى ويلات الحرب جراء العدوان الإسرائيلي، تعمل القاهرة مع الأطراف الدولية على حقن دماء الأشقاء في قطاع غزة، ولم تتوقف اتصالاتها مع مختلف الأطراف، للحفاظ على مسار المفاوضات الجارية وتجنب التصعيد، وهي مستمرة في هذا الجهد حتى يصبح اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار واقعًا على الأرض.
وفي تصريحات سابقة، أكد مصدر رفيع المستوى، لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن مصر بذلت جهودًا كبيرة خلال الفترة الأخيرة لتحقيق تقدم في مفاوضات التهدئة بقطاع غزة.
وكشف المصدر المسئول، أنه لا يزال هناك نقاط عالقة تتجاوز ما سبق الاتفاق عليه مع الوسطاء، وتعوق تحقيق تقدم في المفاوضات.
وأوضح المصدر، أن هناك أطرافًا إسرائيلية تعمل من خلال بثّ شائعات حول ترتيبات أمنية جديدة مع مصر لمحاولة إخفاء إخفاقاتها بغزة.
كما أكد مصدر رفيع المستوى أنه لا صحة لما يتم تداوله حول وجود ترتيبات أمنية مصرية إسرائيلية بشأن الحدود مع قطاع غزة، وفق ما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.
بدوره أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، أن مصر من أوائل الدول التي قدمت المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين داخل قطاع غزة، منذ بدء الحرب، رغم القيود التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على إدخالها.
وقال الشوا - في تصريح خاص لقناة "القاهرة الإخبارية" السبت، إن الاحتلال الإسرائيلي وضع قيودا كبيرة على إدخال المساعدات الإنسانية وخاصة بعد إغلاق معبر رفح، مشيرا إلى أن قطاع غزة يعاني من تناقص كبير في كميات مياه الشرب بسبب نقص الوقود والدمار الذي لحق بالبنية التحتية.
وأضاف أن النساء والأطفال يعانون من نوبات هلع وأمراض نفسية بسبب القصف الإسرائيلي المستمر للمناطق المأهولة بالمدنيين، مع نفاد الكثير من الأدوية النفسية، موضحا أن شبكة المنظمات الأهلية تقدم برامج دعم نفسي للنساء والأطفال في قطاع غزة.
ومن المعروف أنه منذ اللحظات الأولى التي بدأت فيها المفاوضات من أجل وقف حرب "الإبادة الجماعية" التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، يصّر رئيس وزراء الاحتلال بنامين نتنياهو، على الاستمرار في الحرب ونسف كل الجهود التي يقوم بها الوسطاء من أجل استعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر الماضي، وحقن دماء الفلسطينين في القطاع، وإتمام صفقة تبادل بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، ويتجاهل مطالب عائلات الرهائن.
ويواصل أهالي الأسرى الإسرائيليين مسيرتهم نحو القدس المحتلة في يومها الرابع لمطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالموافقة على صفقة التبادل، وسينظم المشاركون في القدس مظاهرة أمام مكتب نتنياهو، بعد تزايد الأنباء عن سعيه لتعطيل الصفقة.
وبالرغم من المطالبات الإسرائيلية والمظاهرات المنتشرة في تل أبيب، والتي تطالب "نتنياهو" بإتمام صفقة تبادل وإنهاء الحرب من أجل إعادة المحتجزين من قطاع غزة، لكن رئيس وزراء الاحتلال يصر على تحقيق أهدافه السياسية رغم فشله على مدار نحو 9 أشهر، في الوقت التي تمده الولايات المتحدة الأمريكية بالذخيرة والأسلحة والمعدات العسكرية، وتقدم له المساعدات المالية والسياسية في المحافل الدولية.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول أمني قوله إنه من الممكن التوصل إلى صفقة تبادل خلال أسبوعين، إلا أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعطل المفاوضات لأسابيع وربما يوقفها.
وقد أظهر استطلاع للرأي أن 72% من الإسرائيليين يعتقدون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عليه الاستقالة سواء بشكل فوري أو بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة مباشرة.
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته القناة 12 التابعة لهيئة البث الإسرائيلية ونشرت نتائجه، هذا الأسبوع، فإن 44% من المشاركين يريدون استقالة نتنياهو بشكل فوري، و28% يريدون منه الاستقالة مع نهاية الحرب، في حين رفض 22% استقالة رئيس الوزراء وامتنع 6% عن الإدلاء برأي.
وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن 50% من مؤيدي حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو نفسه يريدون منه الاستقالة من رئاسة الحكومة قبل نهاية ولايته.
وقال 40% من المشاركين في الاستطلاع إن نتنياهو هو المسؤول الأول عن الفشل في التصدي لهجمات السابع من أكتوبر، التي نفذتها فصائل فلسطينية على بلدات قرب قطاع غزة، فيما اعتبر 18% أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا هو المسؤول، وحمل 10% المسؤولية لرئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي، في حين قال 7% إن المسؤول هو رئيس جهاز الشاباك رونان بار، بينما حمل 4% وزير الدفاع يوآف جالانت المسؤولية.
ميدانيا وفي اليوم في الـ281 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال ارتكاب المجازر بحق العائلات في مختلف مناطق القطاع.
واستشهد خمسة فلسطينيين، وأصيب آخرون، السبت، إثر قصف الاحتلال منزلا في دير البلح وسط قطاع غزة، في اليوم الـ281 للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وقال وسائل إعلام فلسطينية، إن مسعفين من الهلال الأحمر انتشلوا خمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال ارتقوا، إثر قصف طائرة حربية منزلا لعائلة الراعي في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ونقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وأضافت أن دوي انفجارات سمع في محيط مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق مدفعية الاحتلال عدة قذائف صوب حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وأطلقت طائرات "كواد كابتر" الاحتلالية النار على المواطنين جنوب تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق قذائف مدفعية على حي الرمال الجنوبي غرب المدينة.
وأصيب 10 مواطنين على الأقل في قصف استهدف منزلا في شارع العشرين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وقصف آخر من طائرات الاحتلال الحربية على المنطقة الشمالية للمخيم.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية غارة، استهدفت منزلا قرب محطة التحرير على مدخل بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب القطاع.
كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون، في غارة للاحتلال الإسرائيلي على دير البلح، وسط قطاع غزة.
وذكرت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال استهدفت منزلا في مدينة دير البلح، ما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة آخرين.
كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلا في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، جنوب القطاع، فيما واصلت مدفعية الاحتلال قصف الأحياء الشمالية لمخيم النصيرات، وسط القطاع.
من جانبه حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من تفاقم الوضع المأساوي للسكان في قطاع غزة.
وقال لازاريني - في تصريحات أوردتها قناة "فرانس 24" السبت، إن وكالة "الأونروا" تملك من الموارد المالية فقط ما يسمح لها بالعمل حتى سبتمبر المقبل فقط.
وأضاف أن الوكالة عملت مع الشركاء لاستعادة الثقة في الوكالة، بعد أن علقت دول عدة تمويلها في أعقاب مزاعم إسرائيلية بأن عددا من موظفي "الأونروا" شاركوا في هجوم 7 أكتوبر الماضي.
بدورها، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، إن فشل المجتمع الدولي في وقف الجرائم الإسرائيلية مكن إسرائيل من ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.
ووصفت -عبر منصة إكس- الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع المحاصر بأنها "الثمرة المرة" لإفلات إسرائيل من العقاب عبر العقود الماضية.
وشددت على أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يستمر في تجاهل مشروع إسرائيل لتخليص فلسطين من الفلسطينيين في تحدٍ للقانون الدولي.