ذكرى ميلاده.. هل استطاع يوليوس قيصر تحقيق ما لم يحققه الإسكندر الأكبر؟

السبت، 13 يوليو 2024 11:30 ص
ذكرى ميلاده.. هل استطاع يوليوس قيصر تحقيق ما لم يحققه الإسكندر الأكبر؟ يوليوس قيصر
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوليوس قصير شاب روماني من طبقة الأشراف، وكان أول الأباطرة الرومان عندما تولى الحكم (29 أكتوبر 49 ق.م - 15 مارس 44 ق.م)، وهو قائد الجيوش الرومانية فى حروب الغال الأهلیة وأصبح بعد ذلك حاکمًا لروما من سنة 49 قبل الميلاد حتى اغتياله فى 15 مارس سنة 44 قبل الميلاد.

وكانت لحياة يوليوس قيصر تشبه مسيرة الإسكندر الأكبر وعلى ما بين عصريهما من تباين، وهو ما يؤكده عدد من المؤخين، فكيف كانت حياة يوليوس وهل استطاع تحقيق ما أخفق به الإسكندر الأكبر؟

يوليوس قيصر ليس في حياته الأولى ما يميزه من غيره إلا أنه كان مسرفًا فاسد الأخلاق، دنس السيرة مبغضًا إلى الذين كانوا يحرصون على الآداب الرومانية القديمة، ومع ذلك فقد كان داهية ماكرًا لا حدّ لأطماعه، وكان مع هذا كله لا يعرف حدا خلقيا يحول بينه وبين المنكر في سبيل تحقيق هذه الأطماع. كان من الأشراف، وكان يزعم أن نسبه يتصل بالإله «فينوس»، ولكنه كان ذكيًا، وفقا لما جاء فى كتاب "قادة الفكر" لعميد الأدب العربى طه حسين، والمنشور على مؤسسة هنداوى.

ويوضح الدكتور طه حسين أن يوليوس قصير أسرع ما فهم العصر الذي كان يعيش فيه! وما أسرع ما قدر ظروف الحياة من حوله! وما أسرع ما عرف أن الفوز السياسي إنما ينال بالتملق إلى طبقات الشعب والمبالغة في إرضاء هذه الطبقات! وما هي إلا أن أخذ يترضى هذه الطبقات، فإذا هو كريم مسرف ينفق بغير حساب، يستدين حتى يثقله الدين، ولا يدع شيئًا يتوهم أن فيه رضًا لطبقات الشعب إلا أقدم عليه وأسرف فيه، وإذا هو زعيم يلجأ إليه الفقراء والبائسون ويلتف حوله أصحاب الأطماع على اختلافهم، وإذا هو قوة يجب أن تحسب لها الدولة حسابًا، وإذا هو يتقدم إلى مناصب الدولة فيظفر في الانتخاب، وإذا هو خصم لمجلس الشيوخ الروماني يدافعه ويجاهده، يظهر نفسه مظهر الصديق للديمقراطية. وانظر إليه قد فاز في جهاده فتولى حكم إقليم من الأقاليم الرومانية، ولم يكد يصل إلى هذا الإقليم في فرنسا حتى ظهرت مقدرته السياسية والعسكرية، ففتح فرنسا كلها وتعمق في ألمانيا، وعبر البحر إلى بريطانيا العظمى؛ واستفاد لنفسه من هذه الفتوح ثروة ضخمة استعان بها على كسب الفقراء والمتصوتين في روما وإيطاليا، كما أنه ضم إلى روما جزءًا من الأرض واسعًا خصبًا، وأتاح للحضارة اليونانية الرومانية أن تثبت في أقطار الغرب كما ثبتت في أقطار الشرق.

وتابع الكتاب، فلما أتيح له كل هذا الفوز، كثر خصومه ومنافسوه، وعظمت أطماعه؛ وإذا مجلس الشيوخ الروماني يريد أن يعزله من منصبه، وإذا هو يمانع هذا العزل، وإذا الحرب قد شبت بينه وبين الجمهورية، وإذا هو يقتحم إيطاليا فيظفر بروما، وقد فر خصومه ينصبون له الحرب في الشرق. وهنا ظهر أن قيصر خليفة الإسكندر حقًّا. انظر إليه قد أخضع إيطاليا، ثم طار إلى إسبانيا فقضى فيها على الحزب المناصر لخصومه، وأخضع في طريقه مدينة مرسيليا التي كانت مستعمرة يونانية مستقلة، ثم انظر إليه قد طار إلى الشرق، فقضى على خصومه في موقعة فرسال، ثم هو في مصر يقضي على المناصرين لخصومه، ويجد من الوقت ما يمكنه من التدخل في أمور مصر ومن السعادة بالحياة مع ملكتها «كليوبطرة»، وهو الآن في آسيا يصلح من أمرها ويقضي على الاضطراب فيها. ثم هو في إفريقية الشمالية يبطش بخصومه بطشًا أخيرًا، ثم هو في إسبانيا يقضي على آخر مقاومة لخصومه، ثم هو في مدينة روما يعلن ظفره وفوزه ويستمتع بنتائجهما، وقد تم له ما لم يتم للإسكندر من ملك العالم القديم المتحضر كله.

وكان حظه خيرًا من حظ الإسكندر، فقد استطاع أن ينظم هذه الوحدة السياسية التي أخفق الإسكندر في تنظيمها أو أن يضع الأساس لهذا التنظيم. ولم يكد يستقر في روما حتى محا السيادة الفعلية للنظام الجمهوري واستأثر بالسلطة كلها، فجعل نفسه دكتاتورًا طول حياته، وجعل نفسه مقدسًا، وجعل لنفسه السلطة الدينية العليا، ونصب نفسه زعيمًا للضعفاء يحميهم ويحوطهم، ولم يبق إلا أن يتخذ لقب الملك؛ وكأنه كان يريد أن يتخذه لولا أن تعجله المؤتمرون فقتلوه في مجلس الشيوخ مارس سنة 44 ق . م "
يوليوس قيصر، الاسكندر الاكبر، روما، الاباطرةن اخبار الثقافة










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة