نشاهد اليوم لوحة "تاجر السجاد في القاهرة" لـ الفنان والمستشرق الشهير جان ليون جيروم، أشهر من رسم مصر والشرق في لوحاته الفنية، وهي لوحة مهتمة بالألوان، واللوحة رسمت عام 1887، وهى من مقتنيات معهد الفنون مينيابوليس.
فقد كان المستشرقون مفتونين بكل التفاصيل التى تمثل تاريخ مصر الحضارى، لذلك كانت الأسواق لها نصيب كبير خاصة تلك الموجودة فى الأماكن التراثية والطرز المعمارية المملوكية التى تعد خصيصة مهمة فى التراث المصرى الكبير الممتد لآلاف السنين، ومن ذلك ما نجده فى لوحة "بائع السجاد في القاهرة" للرسام الفرنسى جان ليون جيروم، التى رسمت عام 1887، وهى من مقتنيات معهد الفنون مينيابوليس.
ولأن اللوحة تدور حول السجاد، وهو فن يعتمد جماله على ملاحظة تفاصيله وألوانه، فإننا نلحظ فى اللوحة اهتماما كبيرا بالألوان، يظهر فى كل تفاصيلها، بداية من اللون الباهت لجدران الوكالة التى بداخلها سوق السجاد وذلك بما يعكس بهرجة الألوان التى نراها فى التفاصيل داخل اللوحة، مرورا بأزياء الشخصيات الموجودة، وقطع السجاد على الأرض التى تنتظر العرض، وصولا إلى السجادة الرئيسية المعروضة.
تاجر السجاد
فى هذه السجادة المعروضة نلحظ اكتمالها، فقد استطاع الفنان الفرنسى، من خلال التناسب بين حجمها وحجم الشخصيات الموجودة أن يوحى لنا بطولها، حتى أنه رغم عرضها بهذا الشكل فإن هناك جزءا آخر غير مرئي، ولعلنا نلاحظ أن عارضى السجادة صامتون بينما التجار يتناقشون فيما بينهم، ربما يتحدثون عن جمال السجادة وإتقانها وربما يتنافسون حول سعرها.
وفى خلفية السجادة، هناك سجادة أخرى تظهر أطرافها وتوحي بأن ألوانها مختلفة وأن حجمها مختلف أيضا، وهى تنتظر العرض للبيع بعدما يتم حسم بيع اللوحة الأساسية.
لفنان الفرنسي جان ليوم جيروم الذى ولد فى 11 مايو 1824 وتوفى في 10 يناير 1904 وهو رسام ونحات فرنسي مشهور، ويعد أحد أبرز المستشرقين الذين قدموا إلى الشرق العربي والإسلامى في القرن التاسع عشر، وقد تناولت مجموعة لوحاته الأساطير الأغريقية ومناظر من الشرق.
قد كان "جان ليون جيروم" الأكثر شهرة بين جميع الرسامين المستشرقين، لكونه سافر كثيرًا إلى تركيا ومصر.
في باريس تعلم جان ليون جيروم في أتيليه الرسام الكلاسيكى تشارلز جلير لبعض الوقت، حاول الدخول في صالون برى دى روم ولكنه فشل ولم تلق رسوماته اهتمام، عمل جيروم بعدها على تحسين مهاراته وقام برسم لوحة صراع الديوك وتقد بها وحصل على ميدالية الدرجة الثالثة، وحصلت بعض لوحاته على ميدالية الدرجة الثانية بفرنسا في عام 1848
قام برحلة في العام 1854 م إلى تركيا ومنها إلى مصر وكانت أول زيارة له لمصر، وقد كتب جيروم يومياته لرحلاته وطبعت فيما بعد في كتاب، وقد شاركه في هذه الرحلة مصورين وصحفيين أصدقائه.
كان جيروم يقوم بتصوير المشاهد التي كان يراها ثم يقوم فيما بعد في مرسمه على رسمها في لوحات كما كان يقوم أيضا برسم مسودات تخطيطية للآثار التي كان يمر عليها، وقد التقى جان ليوم جيروم بالخديوى إسماعيل، وعندما عاد إلى باريس أرسل له ألبوما يتضمن صورا فوتوغرافية لكل أعماله، وقد دعى جيروم مع عدد من الفنانين الفرنسيين إلى افتتاح قناة السويس عام 1869.