صدر حديثًا كتاب "حسين كمال.. ومصطلح الفن الكبير" لـ الناقد البحريني حسن حداد، والذي يتحدث فيه عن سيرة المخرج الكبير حسين كمال ويتوقف عند أفلامه وتجربته السينمائية.
وقدم الكتاب الدكتور وليد سيف، الذي قال:
يستحق المخرج المصري حسين كمال أن تقام حول أعماله الدراسات النقدية، فهو أحد أهم المجددين في السينما المصرية، ضمن ما يمكن تسميته بالجيل الثالث من المخرجين، ذلك الجيل الذي توازى ظهوره مع تخرج الدفعات الأولى لمعهد السينما، وكذا مع عودة المبعوثين من التليفزيون المصري لدراسة السينما في أوروبا ومنهم حسين كمال.
يتوقف الناقد السينمائي البحريني المخضرم حسن حداد أمام أعمال حسين كمال بالقراءة والتحليل لكل أعماله بنظرة موضوعية في هذا الكتاب، وهو يتمكن بخبرته النقدية من أن يضع حداً فاصلاً بين أفلام حسين كمال ذات الطابع الفني الخالص، وغيرها من الأعمال التي طغى على معظمها الطابع التجاري، وإن سعى لتحقيقها بصنعة محكمة واعتمد فيها غالبا على نصوص أدبية لكبار الكتاب.
إن قراءة هذا الكتاب لن تجعلك فقط على معرفة كاملة بأعمال حسين كمال ببياناتها الموثقة الكاملة والصور المختارة، أو بالتناول النقدي للكاتب لها لكنها ستضعك أيضا أمام تساؤلات حول صناعة السينما في مصر في ثلاث عقود تقريبا، وما اعتراها من تحولات ومن ظروف محيطة كانت كفيلة بأن تحيل هذا المخرج الذي كان قد أعلن صراحة التمرد على النمط الاستهلاكي للسينما قبل أن يتحول إلى ترس في آلتها التجارية الجبارة.
بدأ حسين كمال مسيرته الإخراجية بقوة من خلال روائعه الثلاث وهي: (المستحيل ـ 1965) و(البوسطجي ـ 1968) و(شيء من الخوف ـ 1969)، ليتحول بعدها إلى صنع أفلام لا تضيف في معظمها إلى تاريخه الفني المجيد، بقدر ما تضخ من أموال وأرباح للمنتجين، جاءت النقلة مع أحد أشهر الأفلام في تحقيق أضخم الإيرادات وهو فيلم (أبى فوق الشجرة ـ 1969) الذي يمكنك أن تدرك من خلال هذا الكتاب أنه يشكل حدا فاصلا واضحا ومحددا بين مرحلتين من أعمال حسين كمال مع استثناءات نادرة.
قبل أن ينتقل حداد إلى التناول النقدي لأفلام حسين كمال يستعرض في فصل بعنوان البدايات مراحل النشأة والتكوين في حياة الفنان ثم يتجه إلى التعريف بمسيرته الدراسية وأعماله التليفزيونية المهمة قبل أن يخوض تجاربه السينمائية الأولى، لا ينشغل حداد في هذا الفصل بسرد سيرة ذاتية حياتية شخصية لحسين كمال بقدر اهتمامه بكل ما يتصل بإرهاصات توجهاته وعوامل تشكيل شخصيته الفنية.
لا يعد الكتاب بأي حال عمل تكريمي أو احتفالي شأن كتب التكريمات التذكارية ومنها كتاب الدكتور رفيق الصبان عن حسين كمال نفسه من إصدارات صندوق التنمية الثقافية لعام 1997 بمناسبة تكريمه من المهرجان القومي، بل إن حداد لا يتورع عن أن يكون لاذعاً وحاداً أحياناً، وهي قسوة تليق بناقد يتعامل مع الفيلم باعتباره عمل فني، وأن النقد رسالة هدفها تنوير القارئ وتبصيره وتمكينه من التمييز بين ما هو جيد وما هو رديء، وأن يضع يده على كل ما يراه إيجابياً أو سلبياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة