نظم قطاع الفنون التشكيلية لقاء مع الفنان طارق الكومى، بجانب انطلاق المعرض العام، فى دورته الـ44، حيث يستضيف القطاع 10 فنانين لإلقاء الضوء على مسيراتهم الإبداعية على مدار فترة انعقاد المعرض.
استعرض النحات طارق الكومى، مراحل تطور مشروعه الفني وفلسفته الخاصة في فن النحت المعاصر من مقام الأجداد ومفاهيم المصري القديم من حيث بناء الكتلة ورقي المشاعر الباطنة في جوف تماثيله.
وعرض الكومي مراحل البناء الوجداني والمعرفي منذ مراحل الدراسة المبكرة حيث الاهتمام بحصص التربية الفنية في مسقط راسه بمحافظة المنوفية، وذكريات كلية الفنون الجميلة وزملاؤه واساتذته وعلى رأسهم النحات العملاق عبد الهادي الوشاحي.
وانتقل الكومي إلى مراحل البدايات والتعبير الفني من خلال الخامات المتنوعة من الحجر الجيري ثم قفز بنا سريعا نحو بورتريهات أصدقاؤه ومنها إلى حالات مختلفة ومعالجات متنوعة للسيدة أم كلثوم، ما بين التماثيل النصفية والصرحية، وبورتريهات سعد زغلول والنحاس باشا، وبرغم تعدد التناول للسيدة أم كلثوم إلا إن الكومي برع في أن يعبر في كل مرة عن جانب مختلف من جوانب شخصية ومقام كوكب الشرق.
واستكمل الكومى، مراحل النضج الفني و الإعلان عن المشروع الفني الخاص باسلوب الفنان طارق الكومي وعرض عدد كبير من التماثيل البديعة من خامات البوليستر والبرونز والحجر لمجموعة المرأة والرجل، والتي اتسمت بالاختزال والرومانسية برز فيها نبل العلاقة بين الرجل والمرأة.
واستطرد الكومى مجموعة من التماثيل التعبيرية للمرأة والحصان، ورؤية خاصة حافظ فيها الكومي بجدارة واتقان عن جمال المرأة وحضور الحصان العربي في تعبير أشبه بحصان طرواده، والغريب إن الفنان لم يستسلم لجماليات التشريح العضلي للحصان بقدر ما اتحد مع اختزال الكتل بين المرأة والحصان لمرحلة أقرب لجماليات البناء المعماري.
وكشف الكومي عن اهتمامه وعشقه الضمني والوجداني للعلاقة بين الجسم البشري للرجل والأسرة وتأثير عمارة البيوت الطينية بالريف المصري.
يتناغم مشروع الكومي النحتي بين مفاهيم وأدبيات النحت عند المصري القديم والذي يحترم الخامة ونوعها ويقدس الاختزال والبعد عن الحسنات البديعة والابهار مقابل الحكمة والنور الداخلي للكتلة والبناء والخطوط.
ومن أهم محطات طارق الكومي التي تناولها في سرده لمشواره ومشروعه الإبداعي مرحلة تماثيل النحاس الأحمر والأصفر والتي قدمها لمرة واحدة في قاعة الفن بالزمالك والتي تميزت بأفكار وحلول مختلفة وغير معتادة عن أسلوب الفنان إلا إنها وثبت بامكانياته كنحات إلى فضاء آخر، اتفق الحضور على إنها مراحل تحتاج المزيد والمزيد من الإنتاج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة