>> إسرائيل لا تلتزم ولا تمتثل لقرارات الشرعية الدولية بدعم وغطاء أمريكي
>> الحكومة وضعت برامج تنفيذية تعمل عليها في غزة ضمن خطة الاستجابة الطارئة بالتنسيق مع المؤسسات الإغاثية
>> احتجاز الاحتلال لأموال المقاصة يعطل خطط الحكومة للإيفاء بالتزاماتها تجاه شعبها
>> الاحتلال يعيق الجهود الدولية لتوحيد الضفة الغربية وغزة لإنهاء حل الدولتين عبر خطط الاستيطان
>> الحكومة تعمل على حشد التأييد الدولي لوقف حرب الإبادة ودفع مزيد من الدول للاعتراف بدولة فلسطين
>> الدور المصري مهم في إفشال مخططات التهجير ودفع الجهود باتجاه حشد المواقف الدولية لوقف إطلاق النار
تولت الحكومة الفلسطينية برئاسة الوزير محمد مصطفى، زمام الأمور في أصعب وقت يمر على القضية الفلسطينية منذ نكبة 1948، حيث حرب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وحجم دمار هائل يلاحق القطاع مع استمرار القصف وغارات الطائرات الإسرائيلية وأعداد شهداء وإصابات بعشرات الآلاف، بجانب انتهاكات واقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية واقتحام متكرر للمسجد الأقصى ومنع أموال المقاصة، كل هذا يجعل من مهام تلك الحكومة أمرا شاقا وصعبا للغاية لم تسبق ليه أي حكومة فلسطينية من قبل.
تعمل الحكومة الفلسطينية الحالية في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تحولا كبيرا، خاصة مع الاعترافات المتتالية لدول العالم بالدولة الفلسطينية، وموافقة أممية على الاعتراف بدولة فلسطين، وانتفاضة شعوب دول عدة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، لتشهد القضية الفلسطينية رواجا كبيرا وانتصارا على تلك الرواية الإسرائيلية الزائفة، وهو ما يجعل تلك الحكومة أمام مرحلة تاريخية نحو تحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية مستقلة يتمتع شعبها بكافة الحقوق التي يتمتع بها كافة شعوب العالم.
خلال برنامج تلك الحكومة الذي تم الإعلان عنه بمجرد حلف اليمين، تضمن إيلاء الوضع الإنساني أولوية قصوى بما يشمل وضع خطة شاملة للمساعدات الإنسانية والإغاثة الفورية لسكان غزة، والتعافي وإعادة الإعمار في كل من القطاع والضفة وتثبيت واستقرار الوضع المالي وانعكاسه على الاستقرار الاقتصادي، بالإضافة إلى الإصلاح المؤسسي، وإعادة الهيكلة وتوحيد المؤسسات، ومحاربة الفساد، ورفع مستوى الخدمات والتحول الرقمي، وتوحيد المؤسسات وإعادة هيكلة المؤسسات بين شطري الوطن.
"اليوم السابع"، أجرى حوارًا مع الدكتور محمد أبو الرب، مدير مركز الاتصال الحكومي، حول كل تلك القضايا التي أسردناها في السطور السابقة، حول التحديات التي تواجه الحكومة في الفترة الراهنة، والمنعطف التاريخي الذي تمر به القضية الفلسطينية، وكيف تتعامل معه حكومة محمد مصطفى؟، وملف الإعمار والتصور نحوه، وأسباب تعمد الاحتلال عدم وقف الحرب بغزة واستمرار دعم واشنطن له، وخطوات الحكومة لحشد المجتمع الدولى لمواجهة حرب الإبادة ودعم مسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكيف أثر خصم الاحتلال أموال المقاصة على أداء الحكومة وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالي..
كيف ترى تعمد الاحتلال عدم تنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها قرارات العدل الدولية بوقف حرب الإبادة؟
أغلب دول العالم صوتت لصالح وقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، سواء في الجمعية العامة وحتى قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب، لكن إسرائيل لا تلتزم ولا تمتثل لقرارات الشرعية الدولية.
الدكتور محمد أبو الرب
لماذا لم يتم إجبار إسرائيل على وقف عدوانها حتى الآن؟
للأسف هذا يأتي بدعم وغطاء أمريكي، وهذا هو السبب الأبرز لعدم قدرة المجتمع الدولي على إجبار إسرائيل لوقف الحرب.
لماذا تصر حكومة الاحتلال على التصعيد بشكل مستمر في القطاع ورفض أي مفاوضات للهدنة؟
هذا الأمر يتعلق بمصالح رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وسعيه لاستمرار الحرب؛ للبقاء في السلطة على حساب دماء الفلسطينيين .
كيف ترى حجم الدمار الذي تعرضت له غزة بسبب العدوان الإسرائيلي؟
الدمار الذي حل بقطاع غزة غير مسبوق في التاريخ الحديث وهناك تقديرات لمؤسسات دولية تتحدث عن الحاجة لعشرات السنين لإزالة الركام وإعادة البناء وبتكلفة عشرات المليارات بحال توفرت الأموال لذلك.
كيف يمكن إعادة إعمار غزة بعد كل هذا الدمار؟
بالتأكيد هناك حاجة لتشكيل ائتلاف دولي للدول المانحة والمنظمات الدولية لعدم انتظار اليوم التالي لوقف الحرب ولا بد من تحميل إسرائيل المسؤولية في تكلفة إعادة الإعمار كونها الجهة المعتدية والمسببة لهذا الدمار.
هل لدى الحكومة الفلسطينية خطة واضحة لإعادة الإعمار بعد وقف الحرب؟
الحكومة الفلسطينية وضعت برامج تنفيذية تعمل عليها في قطاع غزة ضمن خطة الاستجابة الطارئة بالتنسيق مع المؤسسات الإغاثية، لكن حجم الكارثة أكبر من الإمكانيات الحالية وهناك حاجة لموارد أكبر لتلبية احتياجات أكثر من مليوني نازح فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وأعمالهم لأكثر من 8 أشهر.
ما هي أبرز التحديات التى تواجهها الحكومة الفلسطينية في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة والانتهاكات في الضفة؟
إسرائيل تخوض حربا شاملة على الكل الفلسطيني في غزة عبر استمرار حرب الإبادة هناك وفي الضفة والقدس عبر استمرار إسرائيل باقتحام المدن ومصادرة الأراضي واعتداءات المستوطنين وتهويد القدس والتضييق على حياة الفلسطينيين وليس أخرها احتجاز أموال المقاصة والدعوة الصريحة من قبل وزراء اليمين المتطرف الإسرائيلي بإنهاء السلطة والتصريح بإعاقة الجهود الدولية لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة في محاولة لإنهاء حل الدولتين عبر تصاعد خطط الاستيطان وفصل مدن الضفة الغربية عن بعضها وقطع تواصلها الجغرافي عبر الاستيطان.
محمد أبو الرب
ما هي جهود الحكومة الفلسطينية لحشد المجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة بغزة؟
جهود واتصالات القيادة الفلسطينية والحكومة مستمرة بشكل يومي في حشد التأييد الدولي لوقف حرب الإبادة ودفع مزيد من الدول للاعتراف بدولة فلسطين بعد أن وصل عدد الدول التي تعترف بفلسطين لـ 148 دولة، وهنالك جهود تبذل لاعتراف دول أخرى قريبا.
هل ترى هذه الجهود قد تؤدى لوقف حرب الإبادة في غزة؟
ورغم أهمية تلك الخطوات، إلا أن النتيجة النهائية يجب أن تتكلل بوقف حرب الإبادة على شعبنا، وإعادة الإعمار وإطلاق مؤتمر دولي للسلام ومسار ملزم لإسرائيل يبدأ بالاعتراف بالدولة الفلسطيني وينتهي بحدودها وسيادتها المستقلة بحسب قرارات الشرعية الدولية الملزمة لدولة الاحتلال.
لماذا يصر الاحتلال على تنفيذ التهجير القسرى للفلسطينيين؟
مخططات إسرائيل لإعادة احتلال غزة وتهجير سكانها واضحة من تصريحات قادة إسرائيل ووزرائها في الحكومة ولا ننسى التصريحات الداعية لضرب غزة بالقنبلة النووية، وتصريحات أخرى بالتهجير وتهديد بعض الوزراء بإسقاط حكومة نتنياهو بحال اتخاذ قرار وقف الحرب والانسحاب العسكري من غزة.
كيف ترى الموقف الدولي من مساعي الاحتلال لتنفيذ التهجير القسري ضد الفلسطينيين؟
المجتمع الدولي والكل الفلسطيني يرفض هذه التوجهات الإسرائيلية وأغلب دول العالم رفضت مخططات إسرائيل وأكدت على وحدة الأراضي الفلسطينية تمام كما هو موقف دول الجوار كمصر والأردن في رفض مخططات التهجير وإفشالها.
الدكتور محمد أبو الرب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية
لماذا لا تريد واشنطن الاعتراف بالدولة الفلسطينية رغم الإرادة الدولية الداعية لضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
الولايات ورغم دعمها لحل الدولتين إلا أنها تعارض الاعتراف بالدولة الفلسطينية حاليا ولأجل غير معلوم وبذرائع غير مقنعة، كيف سنصل إلى حل الدولتين بالتفاوض على الطريقة الأمريكية عبر التصريحات التخديرية، وإسرائيل تدمر يوميا مقومات إقامة دولة فلسطينية؟ كيف تدعم الولايات المتحدة بالتصريحات خيار حل الدولتين بالتصريحات، ولا زالت تغلق مكاتب منظمة التحرير في أمريكا، وتكرار استخدام حق النقد الفيتو؟
الولايات المتحدة أفشلت الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة في جلسة سابقة.. هل تتوقع أن تتبع نفس الأمر مرة أخرى بمجلس الأمن في الجلسات المقبلة خاصة بعد التأييد الأممي لدولة فلسطين؟
للأسف هنالك توافق أمريكي مع السياسات الإسرائيلية في إفشال الاعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين من خلال فيتو مجلس الأمن، وهذا الموقف الأمريكي يخالف توجهات الغالبية العظمى من دول العالم، وما من شك بتأثير وقوة اللوبي الصهيوني الدائم لإسرائيل في التأثير على صانع القرار الأمريكي.
كيف تتعامل السلطة الفلسطينية مع أموال المقاصة التى تعمل قوات الاحتلال على عرقلتها؟
كما هي حرب إسرائيل على الكل الفلسطيني على الأرض في غزة والضفة والقدس، هي حرب أيضا على مقدرات دولة فلسطين عبر احتجاز أموال الضرائب الفلسطينية والتي تشكل 70% من ميزانية دولة فلسطين، وبالتالي فإن استمرار احتجاز هذه الأموال يعطل كل خطط الحكومة للإيفاء بالتزاماتها تجاه أبناء شعبها، ويضاف إلى أزمة احتجاز أموال المقاصة، انخفاض عائدات الحكومة المحلية للنصف منذ 8 أشهر.
كيف زادت الانتهاكات الإسرائيلية من الأزمات الداخلية لفلسطين خاصة الاقتصادية؟
استمرار حرب الإبادة على شعبنا في غزة والضفة والقدس أدى لانضمام 600 ألف فلسطيني جديد لصفوف البطالة وتصاعد الفقر وزيادة أعباء الحكومة في توفير احتياجات مواطنينا
كيف تسعى حكومة الوزير محمد مصطفى على ضبط الأمور في الضفة وغزة وإعادة الهدوء في ظل كل هذه الأزمات؟
رغم كل المعيقات، أطلقت الحكومة مبادرات عدة للإصلاح الإداري والمالي، وبدأت منذ أيامها الأولى خطة للتقشف المالي وتقليل النفقات غير الضرورية، والدفع بالقليل المتاح من الأموال لتلبية الاحتياجات الضرورية لأبناء شعبنا، مثل تلبية الاحتياجات الطارئة لمستشفيات القدس لضمان استمرار عملها في خدمة أبناء شعبنا ولمواجهة خطط الاحتلال بإنهاء عمل أية مؤسسات فلسطينية في القدس.
ما هو المطلوب برأيك لنجاح مهمة حكومة محمد مصطفى في المهام التى تكلفت بها وتم الإعلان عنها فور الانتهاء من حلف اليمين
إن بداية النجاح للخطط الحكومة يحتاج إلى مسار سياسي يضغط على إسرائيل للالتزام بالقرارات الدولية والتوقف عن إجراءات تقويض مؤسسات الدولة، وبالتزامن لابد من تفعيل حزمة الأمان المالي لدعم مؤسسات الدولة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه دفع رواتب الموظفين وتقديم الخدمات الطبية والتعليمة وبرامج الرعاية الاجتماعية لمحدودي الدخل والفقراء.
هل ترى أن الرواية الفلسطينية أصبحت هي المنتصرة الآن في العالم بعدما كانت الرواية الإسرائيلية هي من تسيطر على الإعلام الغربي من قبل؟
ما من شك بأن موجه اعتراف دول العالم الأخيرة بالدولة الفلسطينية والتي وصلت لـ 148 دولة هو مؤشر على تطور التأييد والوعي الدولي بالحق الفلسطيني، وكذلك الأمر في تصويت الجمعية العامة بأغلبية ساحقة للاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة بعد أن أفشلت الولايات المتحدة الأمريكية القرار في مجلس الأمن.
إلى أي مدى تعول فلسطين على شعوب العالم في إجبار القيادات الغربية على تغيير موقفها ووقف الدعم لإسرائيل؟
لابد من استثمار تحولات الرأي العام الدولي تجاه القضية الفلسطينية من خلال مخطط المؤسسات العربية والإسلامية والجاليات والبعثات الدبلوماسية في الشراكة والتشبيك مع المجموعات السياسية والنخب والنقابات والاتحادات لمزيد من الجهود في الضغط على صانعي القرار لإنصاف الحق الفلسطيني.
كيف ترى الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان؟
الدور المصري مهم منذ البداية في إفشال مخططات التهجير، وموقفه الحاسم من رفض التعاطي مع خطط التهجير، وهناك جهود كبيرة ومقدرة تبذلها الشقيقة مصر والسداسية العربية المكلفة عبر القمة العربية والإسلامية في الرياض لدفع الجهود باتجاه حشد المواقف الدولية لوقف إطلاق النار.
ما هو المطلوب من الجامعة العربية للضغط من أجل وقف هذا العدوان؟
نتمنى كفلسطينيين مزيدا من الجهود العربية والدولية للضغط على الولايات المتحدة والمشرعين الأمريكيين للتوقف عن ازدواجية المعايير وإتاحة المجال للعدالة الدولية أن تأخذ مجراها في وقف حرب الإبادة والاقرار بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة