كشف الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، تفاصيل التأثيرات الكارثية للعدوان الإسرائيلي على غزة، ضد التنوع البيولوجي في القطاع، موضحا أن أي حرب ينتج عنها تلوث نتيجة أسلحة الدمار الشامل المستخدمة في الحروب مما يؤثر على التنوع البيولوجي في تلك المطقة ويقضى على العديد من الحيوان ويجعل بعضها مهدد بالانقراض إذا كانت تلك الحيوانات نادرة.
وقال "سمعان"، إن التنوع البيولوجي أنواع، حيث التنوع داخل النوع الواحد، والتنوع الخاص بالأماكن التي تعيش فيها الكائنات الحية، وأي حرب ينتج عنها غازات ودمار وأتربة وأدخنة وقطع أشجار وتدمر البنية التحتية ولا يوجد كهرباء أو صرف صحي، وهو ما يكون له تداعيات خطيرة على التنوع البيولوجي سواء النباتات والحيوانات.
وأشار إلى أن النباتات تتدمر نتيجة هذه الحروب بسبب الأدوات التي تستخدم في الحرب على غزة وتؤدى لحرق الأشجار ودمارها ودمار الزراعات المختلفة، وبالتالي التنوع للنباتات يتحدث له تدمير، لافتا إلى أن الكائنات الحية من حيوان وطيور وأسماك وغيرها يتأثر بشكل كبير نتيجة لهذه الحروب ونتيجة الغازات التي تتتج من استخدام الأسلحة والدمار والبنية التحتية التي تمر وهو ما يؤثر بشكل كبير على الكائنات الحيوية النباتية والحيوانية.
ولفت أستاذ الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، إلى أن النظم البيئية البحرية تتأثر بشكل كبير نتيجة الكيماويات التي تنتج من الحرب الدائرة في غزة، حيث عندما تلقى تلك الكيماويات في البحار أو تسقط هذه المواد الكيميائية في البحر تؤثر على التنوع البيولوجي البحري للكائنات أو الأسماك، لافتا إلى أن المشكلة الأكبر تتمثل في تلوث الهواء من الحرب النتيجة الغازات والأتربة والدخان وهذه الأشياء تؤثر على صحة الإنسان وكافة الكائنات الحية في القطاع.
وأوضح أن هذه الغازات والأتربة تؤثر على التنفس وتحدث مشكلات صحية وإصابات الجهاز التنفسي والأزمات القلبية والأوعية الدموية، واستمرار تلك الحرب قد تؤدى لانقراض بعض الكائنات، خاصة أن هناك محميات طبيعية تتواجد فيها كائنات حية بعضها يكون نادر وتدمير هذه المحميات يؤدى لانقراض تلك الكائنات النادرة في هذه مناطق.
ولفت "سمعان"، إلى أن أي دولة تعمل على بناء سياج في منطقة ما لحماية الحيوانات النادرة وتجعلها محمية، والحرب لا تفرق بين مكان ومكان وقد تحدث دمارا بمحمية طبيعية ويضيع تراث كبير من نباتات وحيوانات كانت موجودة في تلك المنطقة ، وإذا كانت هناك نباتات معرضة للانقراض تؤدى لانقراضها، خاصة أن هناك خصوصية في كل بلد في كائنات معينة، وغزة لديها نباتات وحيوانات قد تكون نادرة وبتدمير تلك المحميات يؤدى لانقراضها.
وبشأن إمكانية محاسبة إسرائيل على تدميرها للتنوع البيولوجي والقضاء على حيوانات بحرية وحية ونباتات نادرة، قال أستاذ الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس: "إذا كان الضرر مباشر وواضح ويمكن إثباته يسهل محاسبة إسرائيل لأن عملية التوثيق والإثبات ليست عملية سهلة، وهناك قوانين دولية لحماية البيئية".
وتابع سمعان :"إذا تسببت سفينة ما في تلوث في مجرى مائي في دولة معينة، فإن القانون الدولى يلزم السفينة بدفع تعويض لمعالجة التلوث، وبالتالي إجبار الدولة التي تشن الحرب بدفع تعويضات للدول المجاورة أمر وارد ولكن الأمر يحتاج لإثبات ووثائق".