ينظر الجيش الإسرائيلي بحذر الى الحرب في لبنان بعد ان أصبحت قواته منهكة بشكل كبير بسبب الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر الماضي واستنزاف موارده، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
أعلنت إسرائيل انها لا تريد حربا في لبنان لكنها في الوقت نفسه مستعدة لأي سيناريو، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده مستعدة لعملية مكثفة هناك كما هدد وزير دفاعه يوآف جالانت بإعادة لبنان للعصر الحجري، وأضافت الصحيفة أنه خلف هذه المواقف، هناك مخاوف متزايدة داخل إسرائيل حول الدخول في حرب مع لبنان خاصة أن جنودها مرهقون ومواردها مستنزفة بعد أطول حرب تشهدها البلاد منذ عقود.
وحذر خبراء من ان إسرائيل ستواجه عدو اقوي عسكريا واكثر احترافية في لبنان مشيرين الى ان 9 أشهر من الحرب في غزة لم تتمكن تل ابيب من القضاء على حماس وهو الهدف الذي حدده قادة إسرائيل منذ بداية الحرب.
وقال خبراء لواشنطن بوست: "الدخول في حرب مع حزب الله قد يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وإطلاق وابل هائل من الصواريخ والقذائف، ومعارك برية مكثفة ضد مقاتلين مدربين جيداً ومجهزين جيداً كما يعتقد أن حزب الله لديه أكثر من ضعف عدد المقاتلين الموجودين لدى حماس، وأكثر من أربعة أضعاف عدد الذخائر، بما في ذلك الصواريخ الموجهة".
وفي إسرائيل يتم الآن التعبير علناً عن المخاوف من عدم الاستعداد لهذه الحرب حيث قال يائير جولان، زعيم حزب العمل الإسرائيلي: "تم استنزاف الاحتياطيات ونظام الجيش النظامي حتى العظم".
وقال يوئيل جوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن الإسرائيلي، وهو الآن زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي: "إن إسرائيل معتادة على خوض حروب قصيرة، ولكن بعد تسعة أشهر، أصبح الجيش مرهقًا، ويحتاج إلى العناية بالمعدات، وقد استنفدت الذخائر، وتتأثر كل أسرة في إسرائيل به".
وقال جايل تالشير، أستاذ علوم سياسية في إحدى الجامعات الإسرائيلية، إن نتنياهو الذي طالما تفاخر بقدرته على منع الحروب يعلم ان الجمهور الإسرائيلي الان غير مستعد لاستقبال الاف الصواريخ على تل ابيب حيث تزداد الدعوات لانهاء حرب غزة وليس الدخول في حرب جديدة وأضاف أنه بدلاً من وضع استراتيجية، قام نتنياهو بعزل نفسه، وتجنب اتخاذ القرارات الصعبة من أجل كسب الوقت وإحاطة نفسه بموالين يفتقرون إلى الخبرة العسكرية.
ووفقا لعدد من المحللين، فإن نتنياهو منذ حل حكومته الحربية بعد رحيل جانتس مؤخرا، نأى بنفسه أكثر عن قادة الجيش، ومن بينهم جالانت، الذي دفع منذ أشهر من أجل وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين في غزة للسماح للجيش بالتركيز على لبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة