تناولت دراسة للمركز المصرى للدراسات الاستراتيجية، مستقبل الاتفاق النووى الإيرانى المبرم فى مايو 2015 فى ظل حكومة الرئيس المحسوب على المعتدلين حسن روحانى، وذلك خلال فترة صعود رئيس إصلاحى جديد إلى البلاد مسعود بزشكيان، أعلن عن رغبته مراراً فى إحياء الاتفاق النووى، وتخليص بلاده من شبح العقوبات التى أعاد فرضها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب عقب انسحابه من الاتفاق 2018 الامر الذى دفع طهران للتخلى عن التزاماتها فى الاتفاق النووى.
وبحسب الدراسة ينتظر الاتفاق النووى الإيراني حاليًا مسارين محتملين، إما العودة لإحيائه أو بقاء الوضع كما هو عليه، وسيتوقف تطبيق أى من المسارين على مجموعة من المحددات.
ووفقا للدراسة، أن نظام السلطة فى إيران يحد بشدة من سلطة الرئيس والسلطة التنفيذية الذين لا يديرون البلاد بشكل مستقل، حيث يعد المرشد الأعلى على خامئنى المقرر الرئيسى فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وتقتصر السلطة الرسمية للرئيس فى إيران على القضايا الداخلية، الأمر الذى يعنى أنه حتى إذا أراد الرئيس الإيرانى الجديد مسعود بزشكيان الانفتاح على الغرب كما دعا إلى تحسين العلاقات الإيرانية مع الغرب، بهدف رفع العقوبات عن طهران، فإن تحركاته مقيدة بإدارة المرشد الأعلى لذلك الملف، حيث تظل الكلمة الحاسمة فى الاتفاق مع الغرب للمرشد
ورأت الدراسة أنه ربما تعكس حقيقة أن مجلس صيانة الدستور الذى يفحص المرشحين الرئاسيين سمح بترشح إصلاحى، رغبة طهران فى تغيير الاتجاه قبل الانتخابات الأمريكية، واعتماد لهجة أكثر تصالحية تجاه الدول الغربية، بيد أن التغيير المأمول قد يكون محدودًا وفى إطار المسموح به فقط.
ولفتت الدراسة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى الحالى بايدن للعلاقات مع إيران والمحاولة لفتح قنوات التواصل غير المباشرة بينهما، إلى جانب رغبة الولايات المتحدة وإيران فى تجنب التصعيد فى المنطقة، قد يشير إلى سعى بايدن للتوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن الملف النووى، قبل موعد الانتخابات الأمريكية.
ورأت أنه قد ينجح الرئيس الأمريكى بايدن فى التوصل لاتفاق مع إيران بشأن الملف النووى، وذلك مرهون بتهدئة الأوضاع فى المنطقة، من حيث وقف إطلاق النار فى غزة، وبدء المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، لا سيما بعدما أعلنت الحركة تنازلها عن شرط التزام إسرائيل بوقف الحرب على قطاع غزة، قبل بدء أى مفاوضات حول تهدئة فى القطاع، وهو ما يفتح الباب أمام اتفاق محتمل، وجعل نهاية الحرب ممكنة أكثر من أى وقت مضى.
لكن مع تزايد فرص الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى الفوز، قد يكون من الصعب التوصل لاتفاق بين طهران وواشنطن بشأن برنامج إيران النووى، وكذلك إمكانية توقف المباحثات غير المباشرة التى كانت بين إيران وواشنطن،
وبحسب الدراسة أن شخص بزشكيان، أعلن الرئيس الإيرانى الجديد عن رغبته فى إحياء الاتفاق النووى من جديد، ومع ذلك، إذا ما تعنت ترامب وانتهج نهجًا تشدديًا تجاه إيران، قد يدفع ذلك طهران إلى المعاملة بالمثل، ويعرقل جهود الإصلاحى “بزشكيان” فى التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة.
واختتمت الدراسة بأنه إذا استمر بايدن فى السلطة، وتوصلت واشنطن وطهران لاتفاق فيما يتعلق بالملف النووى، قد تراجع إيران علاقتها مع روسيا، لا سيما فى ظل استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية، حيث الدعم الأمريكى لأوكرانيا، والدعم الإيرانى لروسيا.
وفى حالة فوز ترامب، قد يحدث تقارب بين موسكو وواشنطن، خاصة مع إعلان الرئيس السابق فى أكثر من مناسبة انتقاده لإدارة بايدن للحرب على أوكرانيا، حيث يرى أن الولايات المتحدة أنفقت الكثير من الأموال على حرب لم تكن لتحدث إذا كان فى السلطة، وإذا ما حدث هذا التقارب، فلا مانع من تنامى العلاقات الروسية-الإيرانية.