مومياوات تؤرخ مسيرة الفراعنة.. متحف إيمحتب بسقارة يضم مقتنيات نادرة جدا

الثلاثاء، 16 يوليو 2024 01:02 م

متحف إيمحتب

كتب أحمد منصور ــ تصوير ماهر إسكندر

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

متحف إيمحتب الذى يقع فى منطقة آثار سقارة يعد أحد أهم المتاحف الأثرية فى مصر، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى المهندس والطبيب الشهير إيمحتب، الذى قام ببناء المجموعة الهرمية للملك زوسر من عصر الأسرة الثالثة بالدولة القديمة. تم إنشاء المتحف الذى استطاعت «اليوم السابع» التجول داخله، منذ عام 1997، إلى أن تم افتتاحه فى إبريل 2006، ثم تم غلقه مرة أخرى فى مارس 2022 لإتمام أعمال التطوير به، ليتم إعادة افتتاحه فى 2023.

أقيم المتحف تخليدا لذكرى المهندس المعمارى المصرى القديم إيمحتب، وتكريما له باعتباره أول من فكر فى إقامة المقبرة الهرمية‏، ونفذ المجموعة الهرمية للملك زوسر الذى أحدث ثورة فى العمارة المصرية القديمة باستخدام الحجر لأول مرة، وعلى نطاق واسع فى بناء مجموعة هرمية متكاملة منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة، وكان وقتها الدفن يتم فى هذا الوقت فى باطن الأرض فى مقابر من الطوب الطينى.

إيمحتب هو من قام بتصميم المقبرة الهرمية المدرجة للملك زوسر، بالإضافة إلى مجموعة متكاملة بجوارها، ومنها معبد الوادى، الذى يجمع كل النبلاء والأمراء لدفن الملك، ليبدأ السير منه إلى المعبد الجنائزى الذى يقام فيه التحنيط والشعائر، ثم السير بعد ذلك فى الطريق الصاعد إلى الهرم للدفن فى المقبرة‏، وإيمحتب هو أول وأشهر معمارى فى التاريخ، وهو أول من بنى معبدا بالحجر فى التاريخ المصرى وأول من استخدم الأعمدة فى البناء، أول من بنى هرما، فقبله كانت المعابد تبنى من البوص والخشب والطين وسعف النخيل، ليس هذا فحسب بل إنه أول من سقف المعابد بكتل من الحجارة، وأول من شيد تمثالا فوق الأرض، ووضعه فى مقصورة وقبله كانت التماثيل توضع تحت الأرض.

يتمحور سيناريو العرض للمتحف حول ثلاثة موضوعات عن المهندس إيمحتب، وعن الطرز المعمارية والفنية بسقارة، وكذلك تطور أساليب الدفن خلال العصور المصرية القديمة.

يتكون المتحف من 6 قاعات وهى قاعة سقارة، قاعة المكتبة، قاعة العمارة، قاعة مقابر سقارة، قاعة طرز سقارة، قاعة البعثات، يعرض بها 289 قطعة أثرية، منها مجموعة من الآثار من عصر الدولة القديمة.

يعرض المتحف عددا من القطع الأثرية التى تم اكتشافها بسقارة، منها أهم وأقدم مجموعة من أدوات الجراحة، وكذلك التماثيل البرونزية للمعبودات المصرية، ونماذج العناصر المعمارية بمجموعة هرم زوسر، وأهم مقتنيات ملوك الأسرة الخامسة والسادسة من أبرزها مومياء الملك «مرى إن رع» أحد ملوك الأسرة السادسة، التى تعتبر أقدم مومياء ملكية، بالإضافة إلى عدد من الأوانى مختلفة الأشكال والأحجام، التى اكتشفت داخل هرم الملك زوسر وبعض ملوك الأسرة الثانية، وأهم منحوتات النماذج الخشبية والحجرية لكبار الموظفين.

مومياء الملك مرنرع الأول، تم العثور عليها فى غرفة دفن الملك ضمن آثار سقارة عام 1881م بواسطة جاستن ماسبيرو، وهو من ملوك الأسرة الـسادسة عاش فى الفترة بين عامى 2292 - 2297 ق.م، ومن الواضح أن عهده كان قصير «أطول مدة معروفة 11 سنة»، لكن سنواته على العرش كانت موثقة على نطاق واسع، وأهم حدثين من حكمه كانا نجاح حملة لإخضاع الجنوب وبناء الهرم الخاص به، وعلى ما يبدو جاءت وفاته عاجلة، مما أدى إلى توقف العمل فى معبده الجنائزى الذى تركت زينته الداخلية غير مكتملة.

كما يوجد بالمتحف مكتبة المهندس وعالم الآثار الفرنسى الراحل «جان فيليب لوير»، الذى عمل لمدة 75 عاما فى سقارة للكشف عن المجموعة الهرمية للملك زوسر، وقاعة للتهيئة المرئية التى تعرض مواد فيلمية عن أهمية سقارة الأثرية.

شهد المتحف أعمال تطوير خلال عام 2023، وتضمنت استبدال الأرضيات الحجرية التالفة ورفع كفاءة وتعلية الأسوار المحيطة، وتطوير ورفع كفاءة شبكات الرى بمنطقة مسار الزيارة، ورفع كفاءة دورات المياه وتطوير مسارات الزيارة، فضلا عن أعمال التشطيبات النهائية لقاعات العرض المتحفى، كما تم الانتهاء من أعمال الإضاءة التخصصية البانورامية للموقع العام والقطع الأثرية المعروضة بالمتحف، وأعمال التأمين والمراقبة التليفزيونية وتشطيبات واجهات المتحف وأعمال رفع كفاءة وحدات التكييف المركزى. كما تم تحسين وتطوير الخدمات المقدمة للزائرين عن طريق تزويد المتحف بعدد من اللوحات الإرشادية والتعريفية وشاشات عرض تفاعلية، يتم من خلالها عرض مادة فيلمية عن بعض الاكتشافات الأثرية بموقع جبانة سقارة، بالإضافة إلى توفير كل سبل الإتاحة بالمتحف لاستقبال السياحة الميسرة من ذوى الهمم، حيث تم عمل دورات مياه ومسارات زيارة خاصة بهم، كما تم تزويد الموقع بالكافتيريات والبازارات، الأمر الذى من شأنه العمل على تحسين تجربة الزائرين بما يتناسب مع أهمية المتحف والموقع الأثرى ككل.

يفتتح متحف إيمحتب أبوابة للزوار بشكل يومى، إذ يستقبل الزوار من تمام الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الخامسة مساء، وتبلغ سعر تذكرته للزوار المصريين والعرب 30 جنيها، وللطلاب المصريين والعرب 10 جنيهات، والزوار الأجانب 450 جنيها، والطلاب الأجانب 230 جنيها.