قفزت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الأربعاء لتسجل مستوى تاريخي جديد، وذلك في ظل تزايد توقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي بالإضافة إلى استمرار التوترات الجيوسياسية التي تزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2482 دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2467 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2472 دولار للأونصة وقد تنجح الأوقية من الوصول إلى 2500 دولار لأول مرة في التاريخ بحسب جولد بيليون.
ويأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس بنسبة 2% ليخترق القمة السعرية الأخيرة التي حافظ عليها الذهب منذ قرابة شهرين عند 2450 دولار للأونصة، لتتجه الأنظار الآن إلى المستوى 2500 دولار للأونصة باعتباره المستهدف على المدى القصير.
السبب الرئيسي وراء الارتفاع الأخيرة في سعر الذهب هو تزايد توقعات الأسواق المالية بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام بداية من شهر سبتمبر القادم، لتضع الأسواق رهانات شبه كاملة على خفض الفائدة ربع نقطة مئوية في سبتمبر القادم.
وترى الأسواق أن البيانات الاقتصادية الأخيرة عن الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت تباطؤ في النشاط الاقتصادي وقطاع العمالة، بالإضافة إلى تراجع البيانات الأخيرة عن التضخم الأمريكي الأمر الذي يفتح الطريق أمام تغيير السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة.
أيضاً تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول هذا الأسبوع أظهرت أن قراءات التضخم الثلاثة الأخيرة عن الربع الثاني من العام زادت من الثقة لدى أعضاء البنك الفيدرالي بأن التضخم يتراجع بشكل مستدام إلى مستهدف البنك عند 2%، وهو الأمر الذي يمهد لأن يبدأ البنك في تسهيل السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة.
بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية يوم أمس أظهرت أن الأسر الأمريكية تقلص من مشترياتها وتركز على الاحتياجات الأساسية فقط، وبالتالي سيعمل هذا على خفض معدلات الإنفاق الذي ينعكس مباشرة على معدلات التضخم بشكل سلبي، ليتسبب هذا المؤشر في تذبذب في تحركات الذهب يوم أمس ولكن في النهاية سيطر الارتفاع على حركة المعدن النفيس.