صدمت محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وعلى الرغم من الخلافات الملحوظة التى تفصل بين ترامب والزعماء الأوروبيين، بشأن قضايا رئيسية مثل دعم أوكرانيا أو مستقبل الناتو، والأسئلة والمخاوف العديدة التى تثيرها عودته المحتملة إلى البيت الأبيض، فقد جاءت الإدانات بالإجماع.
إدانات أوروبية
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنها "شعرت بصدمة عميقة" وتمنت لترامب "الشفاء العاجل"، وأضاف علاوة على ذلك أن "العنف السياسي ليس له مكان في الديمقراطية"، حسبما قالت صحيفة لاراثون الإسبانية.
ومن بروكسل، بعد مشاركته في قمة الناتو، تحدث الممثل الأعلى للدبلوماسية الأوروبية، جوزيبى بوريل، بعبارات مشابهة للغاية: "لقد صدمت من أنباء الهجوم على ترامب، والذي أدينه بشدة. "مرة أخرى، نشهد أعمال عنف غير مقبولة ضد الممثلين السياسيين.".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن "أفكاره مع الرئيس ترامب، ضحية محاولة اغتيال. إنها مأساة لديمقراطياتنا. وأضاف أن "فرنسا تشاطر الشعب الأمريكي الصدمة والسخط".
كما انضم المستشار الألماني أولاف شولتز إلى أصوات الإدانة من خلال وصف الهجوم بأنه "حقير". وأعلن رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر أن "العنف السياسي بأي شكل من الأشكال ليس له مكان في مجتمعاتنا".
من جانبه، شعر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالفزع وأكد أن العنف "ليس له أي مبرر في أي مكان في العالم"، . وأدان الهجوم وأضاف أنه يأمل أن "تخرج الولايات المتحدة أقوى من كل هذا".
اغتيال ترامب يعزز فرصه فى الفوز
وأشارت صحيفة لاراثون الإسبانية فى تقرير لها إلى أن ترامب يقترب من الفوز بالإنتخابات الأمريكية شيئا فشئيا ، ويرى بعض المحللين أن حادث محاولة اغتيال ترامب قد تعزز فرصه في الفوز بالإنتخابات الأمريكية التى من المقرر إجراؤها فى نوفمبر 2024 ، وهو ما يثير مخاوف أوروبا، حيث يرى الخبير الإسبانى ماريو بيسيداس، إن كل الدول فى أوروبا ستفقد الحماية الامريكية فى الناتو إذا فاز ترامب بالإنتخابات.
وأشارت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية إلى أن فوز ترامب فى الإنتخابات الأمريكية أصبحت وشيكة خاصة بعد أداء الرئيس الأمريكى جو بايدن الضعيف فى المناظرة الرئاسية التى تمت فى الفترة الماضية.وقال بنك جولدمان ساكس إنال أسواق كانت تعطي احتمالاً بنحو 60% لفوز ترامب ، مع تقارير تفيد بأن هذه النسبة قد ارتفعت مجددًا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
مخاوف أوروبية من فوز ترامب
هدد ترامب فى وقت سابق بالتوقف عن حماية الدول التى تنفق أقل من 2% من ناتجها المحلى الإجمالى على الدفاع ، كما يفكر ترامب في خفض التزام الولايات المتحدة تجاه بعض أعضاء الناتو والضغط على أوكرانيا للتفاوض على إنهاء الحرب مع روسيا إذا عاد إلى السلطة .
ومن بين الإجراءات المحتملة التي قد يفرضها ترامب إذا وصل إلى البيت الأبيض مرة أخرى، يبرز إنشاء تحالف من مستويين في الناتو، حيث ستنطبق المادة الخامسة، التي تطالب بالدفاع المشترك عن أي عضو يتعرض للهجوم، فقط على الدول التي تحقيق أهداف الإنفاق الدفاعي.
ويدعو آخرون إلى فرض تعريفات جمركية أو عقوبات جديدة على البلدان التي لا تنفق ما يكفي. حتى أن دونالد ترامب ذهب إلى حد المطالبة في عام 2018 بإنفاق دفاعي لجميع أعضاء التحالف بنسبة 4% من الناتج المحلي الإجمالي. حادثة لم تتكرر منذ ذلك الحين.
وهذا من شأنه أن يترك أكثر من نصف أوروبا دون حماية. إن الواقع معقد بالنسبة لأوروبا ودول مثل إسبانيا على وجه الخصوص. وفقًا للبيانات التي يديرها الناتو نفسه، أنفقت إسبانيا 1.26% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2023، لذلك سيتعين عليها زيادة الإنفاق "مرة واحدة" بحوالي 10000 مليون يورو (حتى تصل إلى إجمالي 28000 مليون) للوصول إلى 2% من الإنفاق الدفاعي على الناتج المحلي الإجمالي الذي يطلبه ترامب. وهذه ليست مهمة بسيطة، حيث أن حكومة إسبانيا تتكون من ائتلاف من الأحزاب التي لن تجعل من السهل رفع الإنفاق الدفاعي إلى هذا الحد. إسبانيا هي الدولة الثالثة التي يجب أن تزيد إنفاقها الدفاعي من حيث الناتج المحلي الإجمالي للوصول إلى عتبة 2% فقط لوكسمبورج وبلجيكا تنفقان أقل في الوقت الحالي.
ووفقا لأحدث البيانات التي نشرتها المنظمة نفسها، فإن إستونيا وفنلندا واليونان والمجر وليتوانيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة فقط تصل أو تتجاوز 2%. وبعضها يتجاوز ذلك بكثير.
كما يرى الخبراء أن سياسات ترامب الداخلية وعلى رأسها التخفيضات الضريبية ، ستؤثر على اقتصاد منطقة اليورو ، حيث أنه من المتوقع أن تعزز تخفيضات الضرائب الأمريكية النشاط الاقتصادى فى أوروبا ، ولكن مع تلك الإجراءات والسياسات الجديدة التى سيتم اتخاذها فى عهد ترامب المقبل ، سيكون التأثير العام محدودًا.