نجاة 1800 مخطوطة من بركان فيزوف بإيطاليا والذكاء الاصطناعى يفك أسرارها

الأربعاء، 17 يوليو 2024 06:00 ص
نجاة 1800 مخطوطة من بركان فيزوف بإيطاليا والذكاء الاصطناعى يفك أسرارها فيلا البرديات بمدينة هيركولانيوم الإيطالية
كتبت ميرفت رشاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما ثار بركان جبل فيزوف فى صيف عام 79 ميلاديا، تدفقت الحمم البركانية، وهى خليط شديد الحرارة من الغاز والرماد والصخور البركانية، على منحدرات الجبل، فدمرت كل شىء فى طريقها، واختنقت مدينة هيركولانيوم الإيطالية القديمة الواقعة عند سفح الجبل الغربي، بحسب ما ذكره موقع news.artnet.

وتسبب التدفق المنصهر في تفحم المواد العضوية وقتل سكان المدينة على الفور، وظلت المدينة مدفونة ومنسية لقرون، حتى أعيد اكتشافها بالصدفة في القرن الثامن عشر.

وعلى الرغم من أن ثوران بركان فيزوف دمر مدينة هيركولانيوم، إلا أنه حافظ على أنقاضها بشكل محكم، فقد حجبت طبقة من الرماد والحطام مواقع المدينة ومحتوياتها عن اللصوص والعناصر الطبيعية، مما حفظها لعمليات التنقيب التى سيقوم بها علماء الآثار فى المستقبل.

فيلا البرديات بمدينة
فيلا البرديات بمدينة هيركولانيوم الإيطالية 

أحد هذه المواقع هو فيلا البرديات، وهو منزل على شاطئ البحر كان مملوكًا لرجل روماني ثري، وعند فحص الفيلا، تبين أن كتل الفحم التي تم العثور عليها والتي تم التخلص منها تقريبًا كانت عبارة عن مخطوطات متفحمة، مما يشير إلى اكتشاف المكتبة الكاملة الوحيدة الباقية من العصور القديمة، وتم استرداد أكثر من 1800 مخطوطة من ورق البردي، لكنها كانت حساسة للغاية بحيث لا يمكن التعامل معها، حيث كانت تتفتت إلى رماد عند أي محاولة لفكها.

لا يمكن للمتخصصين في علم الكلاسيكيات المبالغة في تقدير ندرة هذه المخطوطات وأهميتها المحتملة، والذين يعيشون ليتعلموا كل ما في وسعهم عن الثقافة الفكرية والأدبية للإمبراطورية الرومانية.

لم تنجو مخطوطات البردي قط من مناخ اليونان أو إيطاليا الرطب، لذا فإن مجموعة النصوص المتاحة للدراسة محدودة للغاية، إن فكرة إضافة مخطوطات إلى هذه المجموعة تثير حماس الخبراء والمتحمسين.

وقد أصبح هذا الاحتمال حقيقة واقعة مؤخرًا بفضل ظهور تقنية الذكاء الاصطناعي التي تكشف رقميًا عن المخطوطات الهشة للغاية، مما يمنح الوصول إلى أسرارها.

كانت أول مخطوطة تم فك رموزها عبارة عن مخطوطة كتبها الفيلسوف أبيقور، ويتوقع الخبراء، استنادًا إلى حجم فيلا البرديات، أن تحتوي مكتبتها على 40 ألف مخطوطة قد تحتوي على معرفة مفقودة لبعض أعظم الكتاب والمفكرين في التاريخ بما في ذلك سوفوكليس وأبيقور وأرسطو.

أطلق الفيلسوف الروماني شيشرون على عمل أرسطو "نهر من ذهب"، لكن حواراته كلها ضاعت على مر العصور حتى الآن، كانت جميع النصوص المكتشفة باللغة اليونانية، ومن المفهوم أن الأقسام اليونانية واللاتينية في مكتبات تلك الحقبة كانت منفصلة.

هناك جدل بين علماء الآثار حول كيفية المضي قدماً، إن علماء الآثار الكلاسيكيين يتوقون إلى التنقيب عن المزيد من الكنوز، بطبيعة الحال، ولكن المزيد من التنقيب يتطلب هدم المدينة الحديثة التي بنيت فوق مدينة هيركولانيوم القديمة.

ويرى بعض الخبراء أنه من الأفضل التركيز على 1800 مخطوطة موجودة بين أيديهم قبل البحث عن المزيد، في حين يصر آخرون على أن الوقت قد حان للحفر الآن، قبل أن يثور بركان فيزوف مرة أخرى ويضيع كل الأمل.

مخطوطة
مخطوطة


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة