يأتي الذكاء الاصطناعي ليترك بصماته على سلاسل الإنتاج الزراعي والغذائي فقد أصبحت هذه التكنولوجيا الرائدة مستخدمة بالفعل فى استحداث أصناف جديدة، من المحاصيل الاستراتيجية المقاومة لتغير المناخ وتوفير بيانات عن التربة وتوجيه الطائرات المسيرة التى تقوم بالرش الدقيق للأسمدة والمبيدات وفرز المحاصيل وفحصها وتصنيفها.
أوضح الدكتور فضل هاشم مدير مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضى أن أدوات تحديد نظام المواقع تعد من أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر انتشارا في السوق حاليا وكذلك الجرارات والحاصلات ذاتية القيادة وأيضًا أجهزة الاستشعار عالية الجودة المزودة فى تلك الالات والتي يمكن أن تساعد المزارعين في تحديد أي انواع محاصيلهم تحتاج إلى اهتمام اكثر او اقل من غيرها.
أضاف أنه توجد أجهزة روبوت تستطيع اجراء عمليات الفرز الآلى التى كانت تطلب فى السابق توافر عمالة بشرية فعلى سبيل المثال تستفيد بعض المزارع من تقنية الذكاء الاصطناعي فى فرز البطاطس والبحث عن عيوب معينة كما يستخدم آخرون أدوات زراعية معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي فى زراعة البذور وازالة الاعشاب الضارة من الحقول وهو ما يمكن أن يحل محل العشرات من العمال البشريين بشكل فعال.
كما يعد استخدام الذكاء الاصطناعى فى الحد من ترشيد المواد المستخدمة مع تحسين انتاجية المحاصيل جزء من استراتيجية أكبر يطلق عليها الخبراء " الزراعة الدقيقة" وتتلخص الفكرة فى استعانة المزارعين بالتكنولوجيات الناشئة مثل نظم الاستشعار عن بعد التى تعمل على تقييم مستويات المياه أو رش المبيدات الحشرية فى الحقل لمعالجة المناطق التى تعانى من مشاكل بدقة أشبه بإجراء عملية جراحية واضافة تقنيات الذكاء الاصطناعي الى الالات التى تساعد المزارعين فى تحديد مكان الاعشاب الضارة داخل حقولهم وازالتها واستخدام مبيدات الأعشاب عند الحاجة فقط إلى ذلك وعند مستوى الدقة.
أضاف أن مشروعات الاستصلاح الحديثة التي تقوم بها الدولة المصرية وخاصة مشروع الدلتا الجديدة الاعتماد الكامل على تقنيات الإنتاج الزراعي الحديثة فالمزارع تقوم على هندسة الرى المحوري الموفر للمياه كما أن عمليات الزراعة والحصاد تتم من خلال المكينات الهندسية العملاقة التى تمكن من توفير الوقت والمال المستنزف من خلال استخدام الاساليب الزراعية المتقدمة والتى لا يزال يعتمد عليها الى يومنا هذا فى الاراضى الزراعية القديمة بوادى النيل، كما ستحيط بالمشروع مجموعة من المصانع المتقدمة المختصة بتغليف وتعبئة المنتجات الزراعية التى ستغطى حاجة السوق المحلى والتصدير للخارج.
أشار إلى أنه يتم مراقبة صحة المحاصيل والتربة حيث يمكن للطائرات بدون طيار التقاط بيانات الصور الجوية التى يمكن استخدامها لمراقبة ظروف المحاصيل والتربة، يمكن تحليل هذه البيانات لتقديم رؤى حول صحة المحاصيل ونوعية التربة ومراحل النمو، و الكشف عن الحشرات وأمراض النباتات حيث يمكن تطوير الخوارزميات علي اكتشاف الآفات والأمراض في المحاصيل وهذا يمكن أن يساعد على اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب لمنع انتشار الأمراض وتقليل تلف المحاصيل.
أضاف أنه يتم من خلاله مراقبة صحة الماشية حيث يمكن استخدام أجهزة الاستشعار لمراقبة صحة الماشية وهذا يمكن أن يساعد المزارعين على اكتشاف العلامات المبكرة للمرض واتخاذ التدابير الوقائية لضمان سلامة حيواناتهم.
وأشار إلى الرش الذكى للمبيدات حيث يمكن استخدام الرشاشات في المبيدات لتطبيق المبيدات الحشرية والأسمدة بشكل أكثر كفاءة، حيث تستخدم هذه الرشاشات رؤية الكمبيوتر للكشف عن مواقع المحاصيل وتطبيق الكمية المناسبة من المواد الكيميائية عند الحاجة فقط، وهذا بدوره سوف يقلل من الاثار الجانبية الضارة للرش المفرط للمبيدات الكميائية، و إزالة الأعشاب الضارة تلقائيًا عن طريق استخدام الروبوتات لتحديدها وإزالتها من الحقول إذ يمكن أن يساعد هذا فى تقليل الحاجة إلى مبيدات الأعشاب والعمل اليدوى.
كما يتم استخدام نظم الاستشعار عن بعد والطائرات بدون طيار لالتقاط صور عالية الدقة للحقول ويمكن استخدام هذه الصور لإنشاء خرائط تفصيلية لصحة المحاصيل ورطوبة التربة والعوامل الأخرى التى تؤثر على نمو المحاصيل وكذلك تصنيف المنتجات الزراعية وفرزها، عن طريق تطوير الخوارزميات لتصنيف المنتجات وفرزها بناء على الجودة والحجم وعوامل أخرى، وهذا بدوره سوف يساعد فى تقليل النفايات وضمان وصول المنتجات عالية الجودة فقط إلى السوق.