أكدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة PLOS One ، أن البشر القدماء قاموا بذبح وأكل مخلوق عملاق يشبه حيوان المدرع منذ حوالي 20 ألف عام في الأرجنتين، وفقا لما نشره موقع" livescience".
وكشف الباحثون أنهم عثروا على علامات قطع على بقايا أحفورية لحيوان جليبتودونت يُعرف باسم Neosclerocalyptus - وهو عملاق منقرض من سلالة حيوان المدرع، قد تكون هذه العظام المميزة، التي عُثر عليها في منطقة بامبيان في الأرجنتين، من بين أقدم الأمثلة على تفاعل البشر مع الحيوانات الضخمة في أمريكا الجنوبية.
وضم الهيكل العظمي غير المكتمل للحيوان، الذي عُثر عليه على طول ضفاف نهر ريكونكيستا على مشارف بوينس آيرس، أجزاء من الحوض والذيل بالإضافة إلى جزء من الصدفة - وهي صفائح عظمية تغطي الجزء العلوي من جسم الحيوان.
وحدد الباحثون عمر قطعة من عظم الحوض باستخدام الكربون المشع إلى ما بين 21090 و20811 عامًا مضت، وهو ما يتفق مع التواريخ الجيولوجية للرواسب التي عُثر فيها على الحيوان.
وقام الباحثون بتصوير وإنشاء مسوحات ثلاثية الأبعاد لعظام الحيوان، كان لبعض العلامات مقطع عرضي على شكل حرف V، والذي يعتقد الفريق أنه يوحي بشدة بعلامات الذبح بأدوات حجرية، أحصى الباحثون 32 علامة قطع عبر عظام الحيوان، باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات الإحصائية لتصنيف ومقارنة العلامات كميًا، خلصوا إلى أن النمط لا يمكن أن يكون عشوائيًا - فقد تم إجراء القطع بواسطة البشر باستخدام الأدوات.
واستبعد الفريق أسبابًا أخرى محتملة لهذه العلامات، بما في ذلك الحيوانات آكلة اللحوم - التي عادة ما تكون علامات أسنانها على شكل حرف U - والتآكل الطبيعي للعظام بعد وفاة الحيوان، حيث كان هناك دليل مهم على أن جسد الحيوان دُفن بسرعة بعد الموت، مما منع التدهور بسبب الطقس أو الحيوانات.
وخلص الباحثون إلى أن موقع علامات القطع في مناطق مختلفة من الجسم يكشف عن تسلسل الذبح، ويشير إلى أن البشر القدماء أكلوا كمية كبيرة من اللحوم من عضلات الحوض والذيل من حيوان المدرع العملاق.
قال ميجيل ديلجادو ، أحد المشاركين في الدراسة وعالم الحفريات القديمة في الجامعة الوطنية فى لا بلاتا فى الأرجنتين: "من الممكن أن يكون الناس قد استهدفوا الجليبتودونت بسبب حجمها (حوالي 300 كيلوجرام ) ومجموعات العضلات الكبيرة التي تمتلكها".