التغيير الوزاري الحالي له أهمية خاصة في ظل المرحلة الحالية التي تشهد العديد من التحديات على مختلف الأصعدة، ويكمن أهميته في كونه تغيير شامل على مستوى الوزراء والمحافظين ويأتي مع ولاية جديدة للرئيس السيسى، وسيكون أمام رقابة سواء من القيادة السياسية أو من البرلمان ومن الشعب أيضا مما سيتطلب ضرورة العمل على ابتكار الحلول واقتحام الملفات الشائكة .
ويعتمد التغيير الوزاري على الاستعانة بالكفاءات الوطنية والخبرات الدولية، ومعايير الكفاءة والخبرة وتقييم التجارب السابقة تأتي في مقدمة معايير الاختيار، كما يتم إعداد برنامج حكومي شامل تعمل من خلاله الحكومة الجديدة، قائم على التعامل الفوري مع التحديات الحالية والاستمرار في الاصلاحات الهيكلية للاقتصاد وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
ملف المصريين بالخارج واحد من أهم الملفات التي تضعها الدولة في مقدمة اهتماماتها مما سيضع الوزارة أمام العديد من التحديات مع التغيير الوزاري، بما سيتطلب منها تحقيق المزيد من التواصل من المصريين بالخارج في مختلف دول العالم والعمل على حل المشكلات التي تواجههم وتعزيز تواصلهم مع وطنهم بمختلف الوسائل الممكنة والتأكيد على أنهم جزء أصيل من الوطن واهتماماته وليسوا جزر منعزلة .
ملف المصريين بالخارج يحظى باهتمام خاص من الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ أن أقر الرئيس عودة وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج في الـ 19 من سبتمبر لعام 2015م، لتعمل على ربط المصريين بالخارج بالوطن الأم، وتعزيز مشاعر الوطنية والانتماء لديهم، حتى أصبحت الظهير الحكومي لوزارات الدولة.
وتعدّ الوزارة الجهة المختصة بإدارة ورعاية شئون المصريين المقيمين خارج الحدود الجغرافية للدولة المصرية، و جاء إنشاء وزارة الدولة للهجرة، تلبية لنداءات المصريين بالخارج بهدف تكوين رأي عام وطني، يساند القضايا الوطنية والقومية والاستفادة من خبرات المصريين بالخارج في شتى مجالات التنمية، ولتدعيم الروابط السياسية والاجتماعية والاقتصادية بينهم وبين الوطن الأم وبين بعضهم البعض، لوضع سياسة شاملة لهجرة المصريين للخارج في ضوء أهداف التنمية المستدامة وصالح البلاد، ولوضع سبل مواجهة الهجرة غير الشرعية وتشجيع سبل الهجرة الآمنة عبر العديد من الفعاليات.
مؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس
الاستعدادات الخاصة بانعقاد النسخة الخامسة من "مؤتمر المصريين بالخارج"، والتي من المقرر أن تنعقد يومي 4 و5 من شهر أغسطس المقبل، تعتبر من أهم التحديات أمام الوزارة للتجهيز الأمثل لهذا المؤتمر الذى يعتبر المحفل السنوي للمصريين بالخارج ويشارك فيه الكيانات ورموز الجاليات المصرية بالخارج ويعتبر بمثابة فرصة حقيقة أمامهم لطرق مشكلاتهم ومقترحاتهم واحتياجاتهم وفرصة للقاء المسئولين خاصة وأنه يكون بمشاركة رفيعة المستوى من الوزراء والوزارات والمؤسسات المعنية بتقديم خدمات للمصريين في الخارج.
تحقيق التواصل واطلاق أول تطبيق للمصريين بالخارج
تحقيق مزيد من التواصل مع المصريين بالخارج يعتبر من أهم التحديات أيضا أمام الوزارة ، بالإضافة لاطلاق تطبيق المصريين بالخارج وهو التطبيق الذى عملت عليه الوزارة لسنوات بهدف إنجازه في أقرب وقت ويعتبر أول تطبيق خاص موجه للمصريين في الخارج وسيكون بمثابة فرصة حقيقة للتواصل معهم خاصة وأن هذا التطبيق سيتضمن كافة الخدمات والمحفزات المختلفة المقدمة لهم.
إطلاق صندوق المصريين بالخارج
ومن بين الملفات التي تمثل الشغل الشاغل لوزارة الهجرة يأتي الاستعداد لإطلاق صندوق الطوارئ لـ "حماية وتأمين المصريين بالخارج" بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، والذي سيكون تكافلياً واستثماريا لأعضائه ويوفر مظلة حماية اجتماعية وتأمينية للمصريين بالخارج.
مكافحة الهجرة غير الشرعية
والملف الأهم والذى يمثل تحديا حقيقي أمام وزارة الهجرة هو ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية واستكمال الجهود لمواجهتها وتوفير البدائل الأمنة خاصة في المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، خاصة وأن هذا الملف يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اهتمام خاص وهو ما ظهر جليا من اطلاق مبادرة "مراكب النجاة" في الجلسة الختامية لمنتدى شباب العالم في ديسمبر 2019، وجاء تكليفه لوزارة الهجرة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتفعيل هذه المبادرة؛ المعنية بالتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية. ومنذ ذلك الوقت ويتم العمل من خلال المباردات والأنشطة لتفعيل هذه المبادرة بمختلف المحافظات خاصة المصدرة للهجرة غير الشرعية.
ووضعت وزارة الهجرة منذ العمل بهذه المبادرة استراتيجية متكاملة لتنفيذ المبادرة الرئاسية، تضمنت التوعية المجتمع بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والتعريف بسبل الهجرة الآمنة، مع توفير البدائل الإيجابية من تدريب وفرص عمل وريادة الأعمال للشباب بالمحافظات التي تنتشر بها ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والبالغ عددها 14 محافظة وهي: الفيوم والبحيرة والغربية والمنوفية والقليوبية والدقهلية والشرقية وكفر الشيخ وبني سويف والمنيا وأسيوط والأقصر وقنا وسوهاج.
مؤتمرات مصر تستطيع وربط العقول المهاجرة
استكمال ربط العقول المهاجرة وخبراء وعلماء مصر بالخارج بوطنهم والاستفادة بخبراتهم وإشراكهم في جهود الدولة التنموية واحد من أهم التحديات أيضا أمام وزارة الهجرة، خاصة وأن وزارة الهجرة عملت منذ اللحظة الأولى التي كلفت فيها بمسئولية رعاية المصريين بالخارج، بالعمل على ربط الطيور المهاجرة بوطنهم، فعملت على استقطاب العقول النيرة من خبراءنا وعلماءنا بالخارج عبر إطلاق المؤتمر الوطني "مصر تستطيع".. ليتحول الحلم إلى حقيقة بـ 5 إصدارات بدأت من الغردقة بالمؤتمر الأول للعلماء المصريين بالخارج، مرورًا بالقاهرة المعز التي شهدت "مصر تستطيع بالتاء المربوطة"، ثم طيبة عاصمة مصر الفرعونية "محافظة الأقصر" التي شهدت "مصر تستطيع بأبناء النيل"، وصولًا لمدينة الغردقة التي شهدت النسخة الرابعة "مصر تستطيع بالتعليم"، وجاء شعار المؤتمر "مصر تستطيع" تطبيقا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي وإيمانه الشديد بأن مصر قادرة بعلمائها وشبابها على التقدم والنمو.
التواصل مع الشباب المصريين بالخارج وربطهم بالوطن
ويأتي ملف التواصل مع شباب المصريين بالخارج من أهم الملفات التي تعتبر تحديا واضحا أمام وزارة الهجرة وسيكون عليها بذل المزيد من الجهد من خلال ملتقيات الشباب من أبناء الجيلين الثاني والثالث ومد جسور التواصل بين شباب مصر في الخارج ووطنهم الأم، وإنشاء مظلة واحدة تجمع أبناء المصريين المغتربين لزيادة ربطهم بوطنهم حتى لا ينقطعون عنه ويشاركونه في خطة البناء والتنمية، كإطلاق مركز وزارة الهجرة للشباب المصريين الدراسين بالخارج في يناير 2021، ليعمل كمظلة حوارية ومعرفية خاصة بشبابنا في الخارج.